لا أعرف كثيرا عن شركات الإنتاج الفني في اليمن لكن من خلال متابعتي للحركة الفنية في اليمن خلال السنوات الأخيرة لاحظت أن ما تقدمه هذه الشركات للجمهور هو عبارة عن أعمال تفتقر إلى القيمة الإنسانية والأخلاقية وهذا الأمر يبدو طبيعيا في ظل غياب النص المسرحي الدرامي الجيد وغياب الكتابة المسرحية المتخصصة عموماً فمعظم الأعمال المسرحية مقتبسة يتم معالجتها من قبل المخرجين والإضافة إليها..
وبالعودة إلى شركات الإنتاج التي تحرص فقط، كما اتضح لي، على تقديم عروض لمرة أو مرتين على الخشبة، ويتم طبعاً تسجيلها مرئيا تسجيلا خاصا بالشركات وبيعها من قبلها من ثم للقنوات الفضائية.. هنا تتضح الغاية التجارية البحتة بالإضافة على المضامين الساخرة التي تفتقر تماما إلى القيمة الإنسانية..
من يخبر هذه الشركات أن هناك مسرحيات على الصعيدين العربي والعالمي ما زالت تعرض على الخشبات منذ ما يزيد على عشرين عاما؟ ومن يخبرها أيضاً أن السر في استمرار شغف الناس بتلك الأعمال هو القيمة الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية لإنها هي ما يجعل للأعمال الفنية قيمة ويضمن خلودها ولا بأس من تقديم ما يمتع الناس ويعالج قضاياهم ويصنع فيهم وعيا باعتبار المسرح مدرسة للأخلاق ومصنعا للقيم الإنسانية..