5 نوفمبر، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

المسرحية الإيرانية والرضا الامريكي والوهن العربي

المسرحية الإيرانية والرضا الامريكي والوهن العربي

منذ انتخابات مجالس المحافظات تحدثت ان المالكي يعد أيامه الاخيرة … وفي السنوات الأربع صنع له الدور ان يمثل مجموعة المحافظين المشابه لحقبة الرئيس الإيراني السابق نجاد حيث لحقت بالمالكي منظمة بدر من المجلس الأعلى وعصائب الحق المنشقة من التيار الصدري، وبذلك سيبقى المجلس الأعلى والتيار الصدري بلا ميليشيات حمائم سلام كالرئيس الإيراني المعتدل والمقبول غربياً روحاني (حتى نستمر بالمقال دون تسائل القاريء نعلمه ان الجميع هم مؤمنين إيمانا مطلقا بولاية الفقيه وهم من بودقة واحدة ولكن ظروف المرحلة تجعل من المخرج الإيراني ان يتولى ظهورهم وفق معطيات المرحلة وحسب اولويات المناورة وكسب الوقت لتفويت الفرصة على اللاعبين الآخرين في الساحة).
جميع الأصوات سواءا كانت في البيت الأبيض او المحيط العربي او الشارع العراقي بكافة أطيافه وصنوفه في الساحة العراقية…. الغالبية ترفع شعارا ارحل يا مالكي … وانا اجزم وبقوة ان الرجل بسيط لا يحمل مقومات العناد ولكنه جنديا وفيا ومطيعا لطهران وسينفذ بالحرف الواحد سواءا بالتصريح او البقاء او الرحيل.           
 وهكذا الحال تصدّر المشهد طبقة سياسية استحوذت على المال العام والومضة الإعلامية بالغباء الامريكي والدهاء الإيراني وبذلك تشكلت تلك الطبقة في جميع الطوائف وأجزم ان الغالبية منهم مدجنيين مطيعين لبلاط الولي الفقيه.
سوف تكون المرحلة القادمة للبرلمان العراقي عاصفة بثوريتها المفتعلة حيث أنيطت الأدوار لبضعة ممثلين على قدر اليد والباقي هم الكومبارس الذين يرددن من دون تمييز لما يقوله الامير … وستصر دولة القانون على ترشيح المالكي وسيرشح شخصا اخر من التحالف ،وسيكون الفوز لخصم المالكي من التحالف، رسم الامر له بعناية مسرحية فائقة ،وسيكون الحديث بعد إسدال الستار ان طهران هزمت في الساحة العراقية بسبب الحاحهم على بقاء المالكي وبمباركة الولي الفقيه ولم يتمكنوا من ألمساعده بفوزه وعليه لتخرس الالسن القائلة ان طهران لها قرار السبق في الساحة العراقية.
وبذلك نود ان نعلم الجميع بما يلي:
اولا: ان رئيس الوزراء القادم سيوقع سلفا على الخطوط الحمر في التدخل الإيراني وإخراج اللاعبين الآخرين وفق مقتضيات المصالح الإيرانية الدولية والإقليمية وخاصة الاقتصادية والتمويلية للمشاريع الإيرانية في المنطقة .
ثانيا: ان السنة العراقيين الذين يتصدرون المشهد السياسي العراقي (مع جل احترامي لأبناء الطائفة السنية الأحرار الكرام وهم كما نحن نرزح تحت وطأة العيش المرّ من الملاحقة بواسطة أدوات السلطة) قد اكتشفت طهران قدراتهم الحسية في محبة الرشي المعبئة بالحقائب الإيرانية لتغيير بوصلة المباديء والقيم.
ثالثا: الأكراد فهم منقسمون بين الأحرار العشائريين بقيادة بارزاني صاحب القبضة الحديدية للمشروع الكردي برؤيةعقلية (قلعة گلالة )… وتيار غابت الرؤيا الفلسفية لديه بغياب الرئيس طالباني في فهم الرؤيا الإسرائيلية وتقييمها لطهران ولكن أضاعوا البوصلة وصارو تبعا لطهران ضمن مسحة بسيطة للتعاملات التجارية مع التجار اليهود الإيرانيين الذين ليس لهم القدرة والمناورة في صنع القرار الاسرائيلي.
رابعا: الرؤيا السعودية الخليجية المشوشة التي تراهن على الحصان دون العربة لتكرر نفس الخطأ عندما قدمت المشهد اللبناني وفرضته بجميع الأدوات الفاعلة ليتصدر الشيخ سعد الحريري المشهد السياسي اللبناني ولكنه جرّ عربة حزب الله حتى بات يأن وأحيانا يكون مسوّقا لها في الأوساط الدولية ليطلب التهدئة والسكينة حتى فشلت الرؤيا السعودية في لبنان وتعاظم نفوذ حزب الله ليتجاوز لبنان عبر الساحة السورية والعراقية ومبروك للسعودية سيصل قريبا للأحساء والقطيف ناهيك عن وجوده كخلايا نائمة في الكويت … وكم نبهنا صانعي القرار الخليجي ان الجديرين بالاهتمام هم شيعة العراق العرب وهم القادرين على تصليح المسار وإيقاف المد الإيراني اذا ما توافرت لهم ظروف الدعم الأخلاقي والمعنوي واحترام عروبتهم والاعتذار عن الصفحة المشينة التي كرستها اجهزة الاعلام البليدة التي تريد حشرهم بالقوة ضمن البودقة الإيرانية .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات