7 أبريل، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

المسخرة الحمامية وحيرة الجعفري

Facebook
Twitter
LinkedIn

هي واحدةٌ من مساخر العصرالجديد أن يتقمص الراسبون في امتحان الوطنية والكفاءة والنزاهة ، دور الناصحين والأوصياء على مستقبل الشعب العراقي ، والطامحين الى بناء دولة مدنية وهم يطلبون من اتباعهم ان يعلنوا لهم البيعة ، هذه نكتة تفوق، في قدرتها على توليد الضحك، كاريكاتير المرحوم عباس فاضل في مجلة الف باء ، حين رسم ذات يوم شخصيته الشهيرة ” ام ستوري ” تلك المراة البسيطة التي تعطي دروساً في الاستثمار الناجح للسلع ، وتشتم الرأسمالية، وتحاضر في الاشتراكية وتدلو بدلوها في اقتصاد السوق الحر والحرب الباردة .

ام ستوري التي توهمنا انها تنتمي الى طبقة التكنوقراط ، اتحفتنا قبل ايام

بمفاجأة جديدة ، وفي كلّ مرّة تكون المفاجأة غير متوقعة . هل نسجّل أنّ وزير النقل ” التكنوقراط ” الذي استنجد بالكائنات الفضائيّة ! نجده قبل يومين يفجّر مفاجأة من العيار الثقيل ، حين قرر ان يكون على راس مستقبلي السيد عمار الحكيم رئيس ائتلاف الحكمة ، وهو يصرخ باعلى صوته ” نعاهد ، نجاهد ، سيد عمار القائد ” .

وإلّا من كان يتصور ان جبهة الإصلاح بقيادة الثلاثي حنان الفتلاوي وعالية نصيف وهيثم الجبوري ، والتي كانت تهتف ليل نهار إنها مع الاصلاح ، هذه الجبهة ومعها احزاب تدعي ” المدنية ” !! مثل دولة القانون وكتلة المواطن والتحالف الكردستاني ، مصرة على تمرير قانون حرية التظاهر .

الذين يسخرون من ” جنابي ” عندما أقارن بلاد النهرين ، ببعض دول الغرب ، اتمنى ان يسمحوا لي ان اقارن احوالنا باحوال الهند ، والسبب معلوم لجنابكم ، هو الزيارة التاريخية التي يقوم بها ” المهراجا ” ابراهيم الجعفري لبلاد غاندي ونهرو ، فقد اخبرنا السيد الجعفري ان وزيرة خارجية الهند اثارت اعجابه ، لماذا ياسيد ؟ لانها ناقشت بجدية مصير 39 هندي فقدوا في الموصل ؟ يتعجب وزيرنا المحترم كيف لدولة المليار والربع مواطن ان تهتم بمصير 39 مواطن فقط ، في الوقت الذي خاض اكثر من الف عراقي حرب الحياة مع مياه دجلة في كارثة جسر الصرافية، ايام كان الجعفري يمارس التكنوقراط مع العراقيين ، ولم يجدوا اي مسؤول يقف منتظرا عسى ان يتم انقاذهم، لكن السيد الجعفري ذهب انذاك الى مكتبته ليكتب لنا كتابا عن تجربة في الحكم ، شبه نفسه بالنجاشي ، الذي سينقذ هذا الشعب .

مضت الهند المعدمة نحو المستقبل، بفضل رجال دولة من طراز نهرو الذي أدرك أن الحل الوحيد لأمة متعددة مثل أمّته، هو قبول الآخر، وأن هناك شمسًا واحدة تشرق على وطن واحد وجميع مواطنيه بكل اطيافهم .

كان نهرو يتمشى مثل البشر في شوارع الهند يصغي إلى الناس ، بينما اصر الجعفري واخوته على انهم من فصيلة آخرى ” مقدسة ” لاتمت لهذا الشعب بصلة .

ذهب نهرو إلى بريطانيا ليدرس العلوم ، وحين سخر منه زملائه لانه لايهتم بدراسة اصول السياسة قال لهم : ” علينا أن نتبع العلوم لكي لا نترك البلاد لقانون الصدفة ، التنمية والتخطيط مسألة خاضعة للعلوم ، اما السياسة فهي مسألة عقل متنور وضمير مستيقظ ، لانجدها في الجامعات وانما مع الناس ” .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب