في العهود االسابقة كان معظم العراقيين ان لم يكن جميعهم قد اتخذوا من المقاهي مكانا لقضاء أوقاتهم والقيام باحتفالاتهم ومسابقاتهم كلعبة المحيبس في شهر رمضان ،اما الساسة وأصحاب الأعمال وللفنانين والأدباء والشعراء والمفكرين فاعتبروها نوادي لهم يقدمون نتاجاتهم العلمية والادبية فيها وكانت مكانا لتجمعات اجتماعية تمثل اوساطاً تجمعها حرفة او مهنة او هواية وقد سميت بعض هذه المقاهي باسماء شعراء وادباء وفنانين وكتاب …في السنوات الاخيرة بدءت هذه المقاهي تنقرض ويقل روادها الا من كبار السن والعاطلين عن العمل بغية تمضية الوقت والتدخين وشرب النركيلة والدومينة والطاولة وبذلك تراجع الادباء والمثقفون من ارتياد هذه المقاهي واصبحت ما تبقى من هذه المقاهي تركز على الجانب الترفيهي والتسلية … ظهرت في السنوات القليلة بدليل لهذه المقاهي ما يسمى
COFEE SHOPS
واسمها الاجنبي لا ينطبق على واقعها فهي لا تقدم القهوة بالمرة بل تقدم الشاي والعصائر وبعضها يقدم أنواع من المشروبات مثل الكابتشينو والهوت جوكليت , اما النركيلة فهي الحاضرة والاساس التي بعضها الي بعضها تحتوي حبوب بارسيتول او فاليوم مطحون مع المعسل وهنا العلة واس الداء فقد اصبحت النركيلة رائجة بين صفوف الشباب وتعددت أساليب تقديمها وزادت شعبيتها من خلال ما يسمى (فتاة الكوفي شوب) خاصة في بغداد التي انتشرت فيها بشكل ملفت للنظر حتى اصبحت من المظاهر الطبيعية فلا تتفاجأ وانت ترى فتاة تعمل في كوفي شوب مليء بالشباب وسط استعراض للاجساد عبر ملابس فاضحة ومساحيق تجميل لتبدو وكأنها طعم يضعه اصحاب تلك الكوفيات لصيد الزبائن وقبض ما في جيوبهم بعنوان مصطلح المغطاطة وبدءت بعض هذه الكوفيات تبيع الحبوب المخدرة سرا لبعض روادها حيث قبل ايام القي القبض على اربعة اشخاص في السماوة يتاجرون بالحبوب المخدرة بين روادها … داعش انتبه لهذا الامر وبدء يعمل ازاءه باستتراتجيتين اما استهداف هذه الكوفيات بالتفجيرات كما حصل قبل سنوات في بغداد فقد استشهد ولدين لصديق لي في حادث واحد وقبل اشهر استهدف الارهاب الداعشي مقهى للشباب في خانقين , او داعش مد انيابه ومخالبه المسمومة الى فئة الشباب عن طريق ترويج الحبوب المخدرة بينهم في بعض المناطق التي ليس باستطاعته النيل منها ارهابيا لذا فان هذه الكوفيات اصبحت خطرة على تجمع الشباب في منطقة وسط وجنوب العراق وسبب ومسبب لهلاكهم لاسيما إذا تداخلت الاركيلة مع الحشيشة والبانكو والأنواع الأخرى من المخدرات”وعليه يتطلب الامر من الحكومة ان تضع هذه الاماكن تحت نصب عينها وتتابعها وتراقب روادها وتتاكد من السلامة الوطنية للقائمين عليها وضرورة ان تنشا مراكز ترفيهية وملاعب رياضية لجذب الشباب اليها بدل الذهاب الى تلك المقاهي لتمضية اوقات الفراغ”.