21 ديسمبر، 2024 8:15 ص

المستهترون بحق الشعب العراقي الى زوال

المستهترون بحق الشعب العراقي الى زوال

بلغ استهتار الاحزاب العراقية التي حكمت العراق بعد عام 2003 حدا لايمكن وصفه بكلمات ورغم ان هناك مقولة تقول (كيفما تكونوا يولى عليكم) الا ان الناعقون الذين ينعقون مع هذه الأحزاب المستهترة بالوطن والشعب هم ليس الا جزء قليل من الشعب وهم مرتزقة يعتاشون على فتات. اما الغالبية العظمى من الشعب فمغلوب على امرهم ومضحوك على ذقونهم ومداسة كرامتهم ومسلوب منهم وطنهم ومسروقة خيراته من قبل هذه الأحزاب ومن يقف ورائها من دول. هؤلاء المستهترون هم اقبح من عصابات اللصوص والمافيا وعصابات المخدرات والاتجار بالبشر لان اولئك يؤثرون سلبا على مجموعة محدودة من البشر وليس على شعبا ووطنا باكلمله.

سيكتب التأريخ ان الذين حكموا العراق بعد عام ٢٠٠٣ دون استثناء هم وصمة عار على جبين الإنسانية وبالذات على جبين أمريكا والصهيونية وايران التي دعمتهم وسلطتهم على رقاب الشعب. ان حرب غزو العراق عام ٢٠٠٣ هي نقطة سوداء في جبين جميع الذين مهدوا واسسوا لها وبالخصوص الذين اداموها بمجموعة عصابات من اللصوص التي تسترت برداء الدين والمذاهب لكي تتقاسم السلطة وكأن لسان حالها يقول نحن حاربنا صدام ونظامه من اجل الحكم والسلطة لاغير. هكذا هم اليوم بعد ما يقارب من عشرين سنة في الحكم همهم الوحيد ان يتقاسمون السلطة من اجل السرقات والحكم وهذا ما تشهد عليه المرحلة فبعد مرور نصف سنة تقريبا على الانتخابات لايزال هؤلاء السراق الخونة العملاء يلهثون مسعورين وراء السلطة وتقاسم الغنائم النفطية وغيرها مستغلين بذلك الدين والمذهب وذلك منهم ومن ظلمهم وافعالهم براء. هؤلاء يحسبون انهم يحسنون صنعا ولكنهم هم الفاسقون وسيعذبهم الله بما كسبوا من ظلم وبهتان وسيحاكمهم الشعب والتأريخ مهما طال الزمن. الشعب العراقي غير محتاج الى حكومة عميلة تستخدم المذاهب والدين لتثبيت نفسها بل وتخضع خضوع الذليل لتصريحات سفير ايران النزق الغير مرحب به من قبل الشعب العراقي والذي يعتبر نفسه الحاكم الفعلي للعراق ولهذا السبب يتجاوز كافة الأعراف الدبلوماسية في تصريحاته الخرقاء.

ان الخلل هو ليس في من يشكل الكتلة الأكبر ومن يتحالف مع من ولكن الخلل هو في طبيعة النظام المحاصصي الذي يقوم على أسس مذهبية وعرقية والذي اوجده المحتل الأمريكي الصهيوني لكي يدمر ما تبقى من العراق كما حدث وبأيدي فارسية وهذه خطوة ذكية مدروسة من قبل الصهيونية الامريكية وذلك بتسليم العراق الى ايران لتقوم بتدميره حتى تبقى أيديهم هم نظيفة من ذلك وهذا بالضبط ما فعله الاستعمار البريطاني سابقا حسب قاعدة فرق تسد. فالمستعمر البريطاني كان يستعين بالجنود الهنود لجمع الضرائب ولمقارعة العراقيين او اعتقالهم وعندما يعتدي ذلك الجندي او محصل الضرائب الهندي على العراقي المسكين الساذج يذهب الأخير للبريطاني المستعمر ليشتكي عنده ضد الجندي الهندي فيأخذه البريطاني بالأحضان ويعده بانه سينتقم من الهندي ولكن ما ان يخرج منه يستلم ما جباه الهندي من ضرائب من ذلك الهندي ويضحكون ثم يشربون نخب عهارتهم التي اقعوها على الكاسب العراقي. هكذا أدخلت أمريكا وذيولها نظام الحكم بعد الاحتلال لكي تدمر العراق ليس بأيديها ولكن بأيدي فارسية لكي تخرج هي بيضاء اليدين ولكن هيهات لان كل ما تم توثيقه يشير الى أيديهم الملطخة بالدماء كلهم الذين تكالبوا على العراق ابتداء بأمريكا والصهيونية وانتهاء بالفرس و داعش الأمريكي الصهيوني.

ان الأحزاب المستبدة في العراق لا تملك ولن تستطيع ان تملك مشروع وطني لان امرها ليس بيديها وعليه فان العراق مع بقاء هذه الأحزاب سوف يضيع وينتهي و لا يفيده ترقيع المرقعين مثل حكومة تصريف الاعمال تلك. الشيء الوحيد الذي ينقذ العراق هو اجتثاث النظام الطائفي القائم على المحاصصة وابعاد الدين ورجاله عن السياسة وإلغاء كافة الأحزاب الدينية و لايتم ذلك الا بثورة تشرينية عاصفة تشمل العراق كله ولاتقف الا عند قيام حكومة انقاذ وطني برئيس جمهورية عسكري كالذي حدث في مصر عندما تولى السيسي مقاليد السلطة واطاح بالاخوان المسلمين الذين لو بقوا في الحكم لضاعت مصر مثل العراق وهذا ما ارادته لها أمريكا والصهيونية ولكن الشعب المصري وجيشه فهموا اللعبة فاجهضها السيسي وجماعته في الجيش والشعب. اما العراق فبحاجة الى قيام ثورة شعبية يساندها الجيش والقوى الأمنية لينبثق من هذا الجيش و الجيش السابق ضباط احرار يساندون الثورة ويتولى قائد قوي مثل السيسي الحكم ولا مانع من التنسيق مع القوى العظمى لكي يمنع التدخل الإيراني وحال تسلم السلطة يتم غلق الحدود بشكل تام مع ايران لحين اثباتها احترام السيادة العراقية وعدم التدخل بالشؤون العراقية مع طرد طاقم سفارتها الحالي واستبداله بعد حين ان أرادوا خيرا وبموافقة الحكومة العراقية الجديدة. كما ويمكن للحكومة الجديدة ان تطمأن الاكراد بان وضع اقليمهم سوف يبقى فاعلا ويصار الى تقوية سيادة العراق والاقليم ضد كافة التدخلات الخارجية ويعاد بناء العراق من زاخو الى الفاو ومن الشرق الى الغرب دون تمييز. كما تقوم الحكومة الجديدة بتقديم كافة الذين سرقوا أموال العراق من حكام عام ٢٠٠٣ لحد الان الى القضاء ويتم استعادة الأموال المنهوبة والقيام بحملة كبرى لاستغلال خيرات العراق وبالذات الغاز والنفط والكبريت والسلكا والموارد الزراعية والمائية والقضاء على البطالة والفقر بشكل تام وإعادة بناء القطاع الصحي والتعليمي على أسس منهجية رصينة حديثة لاعادة العراق الى مصاف ومقدمة الدول المتطورة والعمل على إعادة الخبرات العراقية في كافة المجالات للعودة والمشاركة ببناء العراق من جديد. وكما قال عمر بن عبد العزيز (انثروا الحب فوق اعالي الجبال حتى لا يقال جاع الطير في بلاد المسلمين) فيجب القضاء على الفقر بشكل تام. والعراق بدون أحزاب ما بعد عام ٢٠٠٣ قادر على النهوض بثرواته وعقوله لو توفرت له القيادة القوية والحكيمة ليكون في مقدمة الدول التي تسعى لرفاهية شعبها والإنسانية جمعاء.