19 ديسمبر، 2024 6:01 ص

المستفيدون من الفتن المذهبية – 2

المستفيدون من الفتن المذهبية – 2

ونكمل الحديث في جزئه الثاني عن الخطر الشيعي المزعوم والفتن المذهبية
6- اكذوبة تهميش اهل السنة وابعادهم عن السلطة
كل تهمة تحاول الجهات والحكومات التكفيرية والفتنوية او المتطرفة والحليفة لامريكا الصاقها بالشيعة هي في حقيقتها صفة لهم وليس في الشيعة والمطلوب بالنسبة لهم ابعاد الشيعة عن اي موقع في بالسلطة  ومهما كان الثمن المدفوع والطريقة المتبعة لذلك الابعاد …. والغاية الاساسية لهؤلاء من اشاعة الاكاذيب حول الشيعة هو للتغطية على كل فعالهم السلبية والاجرامية و المنحرفة ومحاولة اعطائها مبررات وذرائع حتى يوهموا اهل السنة بها ويدفعونهم نحو الخضوع لهم والاصطفاف معهم وجعلهم وقودا وادوات للحروب الفتنوية العبثية التي يحاولون اثارتها في دولهم والمنطقة … ومن اوضح الصور للتهميش هي ما تعرض له الشيعة من ظلم واقصاء وليس السنة وعلى مدى طويل من الزمن …. وفي المرحلة التي اعقبت قيام الدول والملكيات والامارات خلال وجود الاستعمار او بعده تم ابعاد تام للشيعة عن جميع المناصب الحكومية وعن الجيش والقوى الامنية وعلى اساس طائفي مقيت وفي العراق وصلت ذروة الاجرام والاقصاء بحقهم ابان حقبة البعث والحكم الصدامي …. فالاغلبية الشيعية في العراق والبحرين بقيت مهمشة تماما  وكذلك شيعة لبنان وباقي الدول وهذه مسالة معروفة وواضحة جدا  وحتى عندما يتعرضون للظلم والقتل والتهجير في دولهم لم يجدوا اي دعم واحتضان ومساعدة من هذه الحكومات والجهات مطلقا وبحقد طائفي متاصل في داخلهم … وعندما ظهرت وبرزت احزاب وشخصيات سياسية شيعية في العراق او لبنان مثلا ولوجود نظام انتخابي وبرلماني فيهما اوصلهم لبعض مواقع الحكم او السلطة وبمشاركة عادلة وديموقراطية  مع القوى السياسية الاخرى ومن جميع الطوائف والقوميات قامت الدنيا ولم تقعد وتم شن الحرب الضروس على هذه الحكومات وعدم الاعتراف بها والتحريض ضدها ووجوب اسقاطها وتبديل الدستور والنظام الديموقراطي والانتخابي وبدانا نسمع مقولة تهميش السنة و الطائفة السنية القائدة وضرورة عدم اعطاء القوى السياسية الشيعية اي منصب سيادي في هذه الدول وغيرها كثير ….  وعندما طالب البحرينيون بنظام انتخابي ديموقراطي وبطريقة سلمية وحضارية وراقية جدا وطالبوا بحقوقهم الانسانية البسيطة والمشروعة راينا الحملة الكاذبة الشعواء ضدهم وقد وصفهم احد المشايخ من الطائفيين المعروفين بانهم يعلنون الحرب على اهل السنة وطالب بضرورة التصدي لهم وحرمانهم من كل حقوقهم الانسانية والوطنية والشرعية وراينا دولا ترسل جيوشا للتنكيل بهم وتجنيس لقوى امنية اجنبية مستوردة تضطهدهم  وكل ذلك لمنع الاغلبية الشيعية المظلومة وقواها الوطنية الشريفة من المشاركة في مؤسسات الدولة والحكم ونيل حقوقهم ….. ان الحكومات التي يحاربها هؤلاء في العراق او لبنان ويروجون الاكاذيب حولها هي ليست شيعية بل حكومات شراكة وطنية وان مطالب اغلبية شعب البحرين هي ليست اسقاط النظام و الحكم الشيعي بل الشراكة الوطنية وبذلك نستدل  ان المطلوب هو الابقاء على تهميش الشيعة وعلى انظمة الحكم الدكتاتورية المستبدة ومنع قيام اي نظم حكم ديموقراطية في دولنا لانها ستعني وجودا حتميا لقوى شيعية في الحكم وهذا مرفوض من قبل الطائفيين والتكفيريين
العنوان الثاني ….. المستفيدون من الفتن المذهبية
    اذا عرفت المستفيد من اي حدث فاعلم انه الفاعل واذا عرفت المتضرر فاعلم انه الضحية    …وهذه الحقيقة تدلنا بوضوح شديد ان وراء كل الاحداث الجارية في المنطقة وخصوصا الفتن المذهبية والاقتتال الداخلي والحوادث الامنية تقف حكومات وجهات تريد الاستفادة القصوى منها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على حساب دول وشعوب يلحقها الضرر الكبير من جرائها وما يؤلمنا حقا ان يصل المستوى الاخلاقي لدى بعض الجهات السياسية الداخلية  والحكومات الاقليمية الى درجة يتحول فيها الى سلوك اجرامي بشع فاقد لكل المعايير القيمية والانسانية ليذهب ضحيته شعوب ودول من اجل الحصول على بعض المكاسب السياسية او الاقتصادية الدنيئة وغير المشروعة …. ولم تعد الصفات الهمجية والعنصرية والاحقاد والبحث عن المصالح الفردية والانانية صفة لاعداء امتنا من الصهاينة والامريكان وحدهم بل اصبحت سلوكا ونهجا لمنظمات وحكومات تجاورنا ومن امتنا واوطاننا نفسها …. وهذه ليست نظرية المؤامرة مثلما سيتهمنا البعض بها لاننا عندما نكتشف ان المخططين والعاملين على اثارة هذه الفتن والازمات والحروب الداخلية هي نفسها الجهات المستفيدة منها سنصل الى قناعة تامة بانهم هم من يقف وراء كل ما يجري في منطقتنا من محن ومظالم واحداث  وسنتحدث عن ذلك وعن بعض الدول الاقليمية وما تسعى اليه من مكاسب وفي الجوانب الاتية
1-   الجانب الاقتصادي …. وهو من اهم الاهداف التي سعت اليها بعض دول الخليج وتركيا من خلال دعم المنظمات الارهابية وتاجيج الاوضاع في دولنا لزيادة ثرواتها على حساب شعوبنا المظلومة …. فالعامل الاقتصادي بجانبيه كعامل ضغط وانهاك وسلاح يوجه ضد بعض الدول والشعوب وكعامل ربحي يزيد من ثروات الدول المساهمة في الحصار الاقتصادي او اثارة الفتن اصبح من اكثر العوامل المؤثرة و الداخلة في صميم المخططات المنفذة في منطقتنا في زمننا الراهن … فهناك استهداف لتعطيل اقتصاديات بعض الدول من اجل تنمية اقتصاديات دول اخرى ….  فان اي  احداث امنية كبيرة تهز الاوضاع الداخلية في دول  كالعراق اولبنان اوسوريا مثلا سينعكس سلبا على هذه الدول ويوقف ويعيق الجانب الاستثماري والسياحي والتنموي وتقديم الخدمات فيها ولكن في نفس الوقت ستذهب هذه الاستثمارات وينشط الجانب السياحي والتنموي في تركيا ودول الخليج واوربا …  وفي الجانب النفطي مثلا فان تعطيل  مشاريع زيادة الانتاج النفطي في العراق او التنقيب عنه في لبنان او توقف ضخ النفط من ايران او ليبيا او سوريا سيكون من نتائجه ضرر كبير يلحق بهذه الدول ولكن يترافق معه زيادة صادرات وعوائد النفط لدول الخليج … وفي الجانب السياحي فان تاجيج الاوضاع الداخلية في تونس ومصر ولبنان وسوريا سيلحق ضررا كبيرا في هذه الدول المعتمدة على السياحة وسيوقف كل نشاطاتها الاقتصادية الاخرى ولكنه سيعود بفوائد سياحية واقتصادية كبرى على تركيا ودول الخليج واوربا …. ومن هنا ندرك ان دولا مثل تركيا او دول الخليج من اجل تنشيط اقتصادها تعمد الى تخريب اقتصاديات دول اخرى مثل العراق وسوريا ولبنان  ومصر وليبيا وتونس وايران وذلك عبر دفع المنظمات الارهابية وبعض الجهات السياسية المرتبطة بها ودعمها وتوجيهها لاحداث فوضى سياسية وامنية وحروب داخلية فيها وبالتعاون مع امريكا والغرب وكذلك بواسطة قرارات الحصار الاقتصادي والعقوبات التي تصدرها ضد بعض الدول الاخرى مثل سوريا وايران حاليا والعراق سابقا ….   ومضافا لهذا فان هناك الجانب الاهم الا وهو محاولة الهيمنة على هذه الدول بتغيير انظمتها السياسية او اركاعها واخضاعها  وجعلها تابعة للمعسكر الغربي ولسياساتها وبالتالي نهب ثروات البعض منها و تمرير العديد من المشاريع الاقتصادية لصالحها في البعض الاخر من تلك الدول وهذا الهدف يمهدون لتحقيقه من خلال ربط مصالح قوى وجهات سياسية يحاولون تشكيلها واصطناعها واعطائها صفة المعارضة او تقوية الموجود منها وجعلها تستلم الحكم او تتسلل اليه في هذه البلدان … وحتى لا يتهمنا البعض بنظرية المؤامرة سنبين بعض الادلة والبراهين التي تثبت كلامنا بان الذي يثير الفتن والازمات ويصدر العقوبات الاقليمية او الاحادية والدولية لتخريب اقتصاد  بلداننا هو نفسه المستفيد منها وبالتالي سنعلم يقينا انه المخطط والمنفذ و الفاعل  …    
1- الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة على العراق سابقا وعلى ايران وسوريا حاليا كانت بطلب من بعض الدول الخليجية وباصرار امريكي غربي عليها واذا استثنينا العراق حين كانت امريكا هي المتفردة والمتحكمة بقرارات مجلس الامن في تلك المرحلة واجبرته على اصدار العقوبات الخاصة بالعراق  فان العقوبات الاقتصادية الحالية على سوريا وايران ليست صادرة من مجلس الامن ولا تحمل اي صفة قانونية وشرعية دولية  بل احادية الجانب وبقرارات من بعض الدول الكبرى والاقليمية التي تسعى لتدمير اقتصاد هذين البلدين وتجويع شعبيهما … وطبعا الحصار الاقتصادي هو جريمة كبرى ضد الانسانية ويخالف جميع الشرائع السماوية والانسانية ويجب ان يعتبر من اسلحة الدمار الشامل ولذلك لاتقوم به سوى القوى المستكبرة والاجرامية لان معظم ضحاياه هم من الاطفال والنساء وكبار السن والمرضى والفقراء  والعمال والموظفين من ذوي الدخل المحدود وله تداعيات ومفاسد اجتماعية كبيرة وخطيرة وقد عشنا تداعياته وعرفنا ضحاياه  في العراق طوال عقد التسعينات من القرن الماضي ولدى المنظمات الدولية والانسانية وثائق واحصائيات وارقام تثبت ذلك
2- الازمة السورية دخلت عليها بقوة وبصورة مباشرة وبعناد واصرار كبيرين دول الخليج وتركيا وهم الذين حولوا الازمة السياسية في هذا البلد الى صراع مسلح دامي وادخلوا كل المنظمات الارهابية اليه وزودوها بالسلاح والمال وبصورة علنية وقاموا باصدار عديد العقوبات والحصار الاقتصادي ضده وهم الذين يعيقون اي حل سلمي فيه ويفرضون شروطهم عليه بدون اي وجه حق  … وكذلك فان تركيا وقطر وبعض الدول الخليج تتدخل بصورة مباشرة في تشكيل وتسمية هيئات  المعارضة من القوى والشخصيات الخاضعة لها والعمل على فرضها وجعلها قيادات المستقبل في سوريا وليس حسبما سيقرره الشعب السوري او حتى قوى المعارضة نفسها وهذا ما بدا واضحا في تصريحات العديد منهم وعدم رضاه عن هذا التدخل القطري التركي في اختيار الشخصيات في الائتلاف المعارض وكل ذلك يتم حتى تستطيع تركيا ودول الخليج الهيمنة والسيطرة على سوريا وتنفيذ مشاريعها فيها وخصوصا الاقتصادية المتعلقة بالغاز والنفط  … ولو لاحظنا تحركات وتصريحات قطر والسعودية وتركيا ودول الغرب حول مؤتمر جنيف المقرر عقده لحل الازمة السورية فانهم يسعون لافشاله ووضع شروط تعجيزية فيه وتحديد وتعيين القوى والشخصيات والدول التي تحضر او التي يجب منعها من الحضور فيه  وعدم اعطاء اي خيار مستقل للشعب السوري وقواه السياسية سواء في المعارضة او النظام للوصول الى حل سلمي يجنب سوريا وشعبها هذا الدمار الكبير الذي نتج عن الاقتتال الداخلي فيها لان اي حل سلمي في سوريا سيعني فشل مشروعهم واطماعهم الدنيئة فيها وفشل مخططات الاسياد الامريكان والصهاينة    
3- زعزعة الاوضاع الامنية في العراق من خلال مسلسل العمليات الارهابية المتواصلة فيه كعامل مهم في ضرب الاقتصاد العراقي فمن الواضح جدا ان المنظمات الارهابية المدعومة والمرتبطة  والموجهة  من بعض الدول الاقليمية المعروفة هي المنفذة له … والتدخلات السياسية الخارجية  في شؤونه الداخلية والمواقف المعادية للحكومة العراقية على اساس طائفي  وتازيم العملية السياسية ومحاربتها فيه فايضا معروفة الدول التي تقوم بها …. وكل حالات الاعتصامات ومحاولة تحويلها لاقتتال داخلي واشعال الفتن المذهبية من خلالها ومحاولة تقسيم العراق واقامة كانتونات طائفية مسيرة من قبلهم اواسقاط الحكومة وتنصيب الشخصيات والقوى المرتبطة بالخارج كبديل عنها فايضا معروف المحرض والداعم لها … انها نفس الدول والحكومات ولنفس الاهداف والمشاريع والاطماع الاقتصادية والسياسية والعسكرية  
4- وفي لبنان فنشهد توتير غير مسبوق للاجواء الطائفية فيه ودعم للجهات المتطرفة وحثها على القيام ببعض العمليات المسلحة في بعض مناطقه مثل طرابلس وصيدا من اجل ايقاف اي نشاط سياحي واقتصادي يتعلق بالغاز والنفط فيه مع محاولة جره وتوريطه بالحدث السوري و دعم قوى سياسية معينة مرتبطة بهذه الدول لتازيم الاوضاع السياسية فيه وجره للفراغ والفوضى او السيطرة على الحكم فيه  
5- معظم دولنا العربية الاخرى تشهد توترات وازمات داخلية حادة تؤثر على كل نشاطاتها الاقتصادية وعبر قوى مرتبطة بهذه الدول وكذلك تشهد اخضاع حكومات هذه الدول من خلال تسليم مقاليد الحكم فيها لقوى مرتبطة بتركيا وقطر وبعض الدول الاخرى
2-  الجانب السياسي …..  بات من الواضح جدا خصوصا خلال  السنتين الاخيرتين ان هناك دولا اقليمية مثل تركيا او قطر تريد فرض ارادتها السياسية بالكامل على عموم المنطقة وبالتنافس مع دول خليجية اخرى وبدعم وتنسيق وتعاون امريكي غربي لتنفيذ عدة اهداف ومخططات سنتناولها لاحقا … وهذه الهيمنة السياسية حتى تتحقق لابد من انهاء الدور والثقل السياسي للدول المهمة في المنطقة مثل مصر والعراق وسوريا وايران وباقي الدول العربية ومن هنا بدات عملية استغلال وحرف اتجاهات ما سمي بالربيع العربي لتحقيق اكبر قدر من السيطرة السياسية لهم  وتمكين القوى السياسية المرتبطة بهم للسيطرة على الحكم فيها والسيطرة على الجامعة العربية وجعلها اداة طيعة بيدهم لتمريركل مخططاتهم من خلالها  وبدات عملية الحرب المباشرة على سوريا ومحاصرة ايران تمهيدا لتمكين اسرائيل وامريكا من ضربهما ومحاولة نشر اثار وتداعيات الازمة السورية والفتنة فيها الى لبنان والعراق واعطائها بعدا طائفيا كوسيلة للقضاء على قوى ودول المقاومة والممانعة في المنطقة … وما دعم حركة الاخوان المسلمين وترويضها تماما ان جاز التعبير وجعلها بقيادة قطرية تركية مشتركة تسيطر على الاوضاع في دول الربيع العربي وما تنشيط القوى السلفية والجهادية في الدول العربية وبقيادة سعودية خليجية لتازيم الاوضاع واضعاف حكومات هذه الدول  وما احتضان تنظيم القاعدة من قبل قطر وتركيا  وادخاله الى سوريا ودعمه في العراق لضرب حكومتي هذين البلدين الا دليل على تنفيذ خطوات هذا المشروع السياسي من قبل هذه الدول حتى تفرض ارادتها على منطقتنا …. وتعمد تركيا وقطر الى اعطاء كل الازمات السياسية الداخلية التي من الممكن حدوثها في اي بلد بعدا طائفيا لتظهر كانها المدافعة عن اهل السنة بوجه المد الشيعي او ما بات يسمونه بالصفوي وهكذا نرى وحدة الخطاب الطائفي الموجه ضد القيادة السورية او حكومة بغداد او الجهات السياسية الشيعية وغير الشيعية في لبنان وكل هؤلاء اصبحوا هم العدو وعلى الامة قتالهم وليست اسرائيل والتي اصبحت مقربة جدا وصديقة مخلصة لتركيا وقطر وقوى المعارضة التي يحاولون دعمها و ابرازها اوصنعها في هذه البلدان …. اذن نلاحظ  ان المستفيد الاساسي سياسيا من الفتن المذهبية هي مجموعة الدول التي تضم امريكا والغرب وكيان العدو الصهيوني والدول الاقليمية الحليفة لها مضافا للحركات الارهابية والمتطرفة  وان المتضرر الاساسي من هذه الفتن هي دول سوريا ولبنان والعراق وباقي دولنا العربية وايران  مضافا للقوى المعتدلة والحركات الوطنية والمقاومة    
3- الجانب العسكري ….  وهو من اهم الاهداف الذي تستهدفه وتركز عليه امريكا والصهاينة وتحاول بعض الحكومات الاقليمية المساهمة في تنقيذه خدمة لامريكا ولمصالحها الاقليمية ايضا  …. وضمن الاستقراء الواقعي لما يجري تنفيذه فهم يحاولون احداث تغيير جذري في الخارطة او الواقع العسكري لوطننا العربي وضرب الامن القومي العربي بالصميم من خلال عدة خطوات متلازمة مع بعضها البعض وفي عموم بلادنا العربية  ونشير لها  بصورة موجزة وعامة                                                                                             
1- محاولة اضعاف وانهاك جيوش بلداننا العربية المهمة من خلال طريقين هما الاقتتال الداخلي عبر المنظمات الارهابية وما يسمى الجهادية اوالمتطرفة والمليشاوية  وثانيهما الضربات العسكرية المباشرة لدول الغرب الاستعماري لهذه الجيوش والتدخل العسكري فيها  …. ومن هذه الدول المستهدفة العراق وسوريا والسودان ولبنان وليبيا وتونس والجزائر وكذلك مصروبالتالي يحاولون ان تعم الفوضى الامنية فيها والا تكون هناك حماية لوحدة البلد واستقلاله ومؤسساته ونظامه السياسي وحدوده
2- تنشيط الحالة المليشاوية الفئوية والمناطقية في هذه الدول وجعلها متحكمة باجزاء مهمة منها على اسس طائفية او عرقية او قبلية ومناطقية وتحريم ومنع دخول الجيش الوطني المنهك والضعيف اليها ومحاربته وبالتالي تمزيق وتقسيم هذه الاوطان عمليا وواقعيا… وسنعطي الادلة على ذلك لاحقا ولكل دولة عربية مستهدفة 
3- اولوية ضرب والقضاء على ما يعتبرونه الخطر الاستراتيجي الاهم والرئيسي على الكيان الصهيوني ومصالح الغرب في المنطقة المتمثل بحركات المقاومة وجيوش دول الممانعة
4- تقوية ودعم  جيوش الدول العربية الحليفة لامريكا مثل بعض دول الخليج والاردن مع تثبيت وجود قواعد عسكرية امريكية فيها وربطها بحلف الناتو عبر معاهدات التحالف العسكري المشترك بينها وتطويق وضرب اي حالة حراك جماهيري فيها 
5- الابقاء على حالة التفوق العسكري والسيادة العسكرية المطلقة لاسرائيل في المنطقة  وتعزيز القوة الدفاعية للحليف الاستراتيجي الاهم في المنطقة وعضو الناتو تركيا والابقاء على حالة التعاون والتنسيق والتحالف الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل لحماية مصالح امريكا في المنطقة  
ولو اردنا التدقيق او التوضيح اكثر فيمكننا القول ان منطقتنا العربية مع تركيا وايران اي منطقة الشرق الاوسط يتم التعامل معها امريكيا حاليا من خلال تقسيمها الى ثلاث مجموعات الاولى تضم سوريا وايران وحركات المقاومة وهي التي يجب ضربها  وانهاء قوتها العسكرية تماما والخلاص منها والثانية مجموعة الدول العربية التي تضم مصر والعراق وليبيا والسودان وتونس والجزائر والتي يجب اضعاف جيوشها وزعزعة امنها الداخلي وتفتيتها والثالثة مجوعة تركيا واسرائيل ودول الخليج والاردن والتي يجب دعمها وتقوية جيوشها وجعلها ضمن حلف عسكري موحد مرتبط بحلف الناتو مع ضمان وجود قواعد عسكرية امريكية في اغلبها ….  وبالتاكيد ان المجموعة الثالثة هي التي تريد الاستفادة القصوى من الفتن الحالية والمخطط الامريكي في المنطقة والحاق الاذى الكبير بباقي دولنا وشعوبنا وذلك بشن الحروب عليها او اشعالها داخليا واضعافها بتحطيم جيوشها وتفتيتها ….                                                                             اما من ناحية الادلة والشواهد والامثلة  فهي كثيرة جدا وتدل بوضوح شديد كونها تشمل كل بلداننا العربية ان الهدف هو اشعال الفتن فيها كلها وتخريب بنيتها واضعاف قوتها جميعا وليس الموضوع هو الخطر الشيعي او الصفوي او الفتنة الشيعية السنية بل هذه الاكذوبة روج لها ووجدت واتخذت كذريعة او مدخل للهجوم على امتنا كلها باستغلال المنظمات التكفيرية والارهابية للقيام بهذا الدور التخريبي المدمر من خلال توسعة انتشارها في عموم اوطاننا العربية …. ومن الادلة والشواهد
1- مصرو وتونس وليبيا وهي دول ذات لون مذهبي واحد ولكن نرى الان نشاط كبير للمجموعات المليشاوية والجهادية السلفية المرتبطة بتنظيم القاعدة فيها وبدات هذه المجموعات   تسيطر على الاوضاع في ليبيا تماما مع غياب شبه كامل لسلطة الدولة وللجيش وللقوى الامنية وبدات تتشكل مجاميع مسلحة وتنشط في مصر منطلقة من سيناء وتعتدي على الجيش مع تزايد حدة الازمة السياسية في البلد وفي تونس اعلنت هذه المجاميع الحرب على الجيش وعلى السلطة …  ونلاحظ خطورة هذه المجاميع المسلحة انها تريد عزل مناطق ومدن عن سلطة الدولة في هذه البلدان والتاسيس للكانتونات التقسيمية فيها
2- في سوريا ولبنان والعراق هناك حالة حرب حقيقية  ان صح التعبير ووجود لحالة تقسيمية فئوية واضحة مع استهداف للجيش فيها وهناك تحرك بقيادة موحدة للمجموعات الارهابية والسلفية الجهادية فيها وبدعم من نفس الدول الاقليمية المعروفة وبنفس الاهداف والمخططات … ففي سوريا الجبش السوري مستهدف ويخوض غمار حرب قاسية منذ اكثر منذ سنتين وهناك امداد بالمال والسلاح ودعم لوجستي كامل من قبل تركيا وقطر وكل حلفاء امريكا والغرب لجبهة النصرة والمجاميع الاخرى لتدمير الجيش السورية وكل ما بحوزته من اسلحة ومعدات  و لتسيطر على مدن و اجزاء شاسعة من الارض السورية واشعال الحرب الاهلية فيها  وفي لبنان هناك تعاون كامل مع المجاميع السلفية الجهادية لتشعل الحرب الاهلية فيه وتوحيدها مع جبهة النصرة في سوريا ولتحييد الجيش وعزله وضرب المقاومة وانهاء وجودها وكذلك الحال في العراق فاقليم كردستان اشبه بالدولة المستقلة المحرم على الحكومة المركزية والجيش دخولها وبدات تتنامى وتزداد حالات العنف الطائفي فيه والعمليات الارهابية  والدعوات للتقسيم وتشكيل مليشيات مسلحة تسيطر على المناطق الغربية  وبالتعاون مع قطر وتركيا وتنظيم القاعدة ومجاميع النظام الصدامي    
3- السودان واليمن فايضا تشهد تنامي حالات الفوضى الامنية والمليشيات المسلحة واضعاف للقوات المسلحة فيها وكذلك تحاول تنطيمات القاعدة القيام بعمليات متعددة في الجزائر واليمن
4- اما ما يخص التحضيرات والاعداد من قبل امريكا واسرائيل وحلفاءهم لضرب ايران عسكريا  فهذه مسالة لاتحتاج منا الى توضيح
5- وكذلك لا نحتاج الى التوضيح فيما يخص الدعم الامريكي العسكري المطلق لاسرائيل وكذلك صفقات الاسلحة مع دول الخليج وتواجد القواعد العسكرية الامريكية فيها ودعم تركيا و نشر صواريخ الباتريوت فيها والتعاون الاستراتيجي العسكري والامني والاقتصادي بينها وبين اسرائيل 
6- وكذلك لا نحتاج الى توضيح او ذكر الدعم المطلق والعلني والمكشوف لامريكا وحلفائها الاقليميين للتنظيمات الارهابية المسلحة العاملة في سوريا او العراق ولبنان وعموم وطننا العربي فقد اصبح هناك اعلان رسمي من فبل هذه الدول بتزويد هذه القوى الارهابية بالمال والسلاح ومنها ما صدر عن الجامعة العربية ومنها ما صدر عن الاتحاد الاوربي وعن الادارة الامريكية

   

أحدث المقالات

أحدث المقالات