23 ديسمبر، 2024 5:32 م

وجدتهم ينهالون عليه قذفا باللعنة.. يسخرون منه و يضحكون كالأوغاد.. أيخشى الناس من جنونه؟!.. لا أعرفه شخصيا لكن يبدو من ملامحه أنه من الدراويش الصالحين. كان عليهم أن لا يتعجلوا العاجلة فهم قوم يجهلون حكم الخالق.. لم يفتح فمه. لم يقل كلمة. لم يلق خطبة من خطب الجمعة. يا للعجب! جعلني أفهمه و أفهم لغة الصمت. يقال أن الصمت حكمة. تذكرت قصة عن هذه الفئة من الناس المستضعفة في الأرض. أكيد أن المستضعف مخلوق كسائر المخلوقات من بني البشر. سمعت صوتا من مكان بعيد مرددا:

– أيها الناس.. لا تستهينوا بهذا العبد المستضعف.. لا تستهينوا أبدا بالمستضعفين..

ارتعش قلبي و زادت دقاته خفقانا. لم أعرف مصدر ذلك الصوت. صوت لكائن موجود و غير موجود. أخاله كائنا موجودا أينما حللنا وولينا وجوهنا. و غير كائن لأننا لا يمكننا تشخيصه. لا نستطيع أن نلمسه. يستحيل التحديق فيه. قد يكون من الملائكة. أجل أدركت بحكمة العقل أنه ملاك موجود في مكان ما كذلك المستضعف الذي مشى أمامي و كله ثقة في الله أنه واصل لا محالة إلى هدفه في آخر بعد في آخر الزمان.