7 أبريل، 2024 11:43 ص
Search
Close this search box.

المستضعفون بين الاستكبار والاستحمار ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في البداية لابد من الوقوف على معرفة من هم المستضعفين ؟. وماهو الاستكبار ؟. وما معنى الاستحمار؟.

المستضعفون هم : اولئك الذين سلط عليهم واقعا يرفضونه ويسعون الى تغييره بكل جوانبه واهم جانب فيه هو الجانب الاقتصادي , وهذا ما يدفعهم الى رفض الاستغلال المسلط عليهم من قبل طبقة تريد تحقيق مصالحها ومآربها.

اما الاستكبار : هو مأخوذ من التكبر والاستعلاء على الاخرين , ويشمل كل القوى المتسلطة في العالم ومنهم الوجوه الوقحة المتسلطة على فئات الشعب .

ونأتي الى مفردة الاستحمار التي يقول عنها شريعتي ” انها تزييف ذهن الانسان ونباهته وشعوره ” .

اما ما اقصده هنا في هذا المقال المتواضع هو : ترك بعض الناس عقولهم ونباهتم  وتسليم مصائرهم بمحض ارادتهم لطبقة تقطف ثمار جهودهم ومن ثم يتحكمون بهم ويستعلون عليهم , هذا هو ما اقصده هنا بالاستحمار .

المستكبرون هم طبقة اجتماعية يستغلون ما دونهم استغلالا بشعا من اجل ديمومة حالهم القائم , ووسائلهم عبر التاريخ هي الشرك والكفر والنفاق وامثالها , وكل بحسب وصفه الاجتماعي .

ويذكر مطهري في كتابه ” المجتمع والتاريخ ” صفاتهم حيث يقول : سماتهم هي الكذب والخيانة والفجور والربا والرياء واتباع الهوى والقسوة وعمى القلب والبخل ونظائرها .

وهؤلاء عادة ما يكونون مترفين ومسرفين وملوك ومستكبرين وهم بالغالب يكونوا حكاما او ملوك .

اما المستضعفون فهم دائما خاضعون محكومين تنطبق عليهم صفات الصالح والموحد والمومن والمستضعف , ويعتمدون وسائل  الهجرة والاصلاح والصلاح والجهاد والثورة .

وكل ذلك من اجل تغيير الواقع التقليدي الذي يعانون منه , ويتسمون ,  بالصدق والعفاف والاخلاص والعبادة والبصيرة والرأفة والرحمة والفتوة والخشوع والخشية والتواضع , ومنهم الصديقون والرسل والانبياء والائمة والمهاجرون والمؤمنون والشهداء .

ومن البديهي ان يكون هناك صراعا قويا بين المستكبرين والمستضعفين في جميع الجوانب الحياتية والمعنوية , وليس فقط على الجانب المادي .

ومن طبيعة المستكبرين ان يستخدموا كل وسائل الرذيلة بحجج واهية وتبريرية لديمومة الحال القائم .

اما المستضعفون فهم يستخدمون كل وسائل الفضيلة من اجل انبعاث الوعي لدى الطبقات المستضعفة , ومن انشاء حركة اجتماعية ثورية لتغيير ما كان قائما والمجيء بنظام اجنماعي جديد .

اذن الاستكبار يسعى الى تضييق الفكر والحفاظ على ديمومة الوضع القائم .

بينما الاستضعاف يريد استنهاض الفكر من اجل الثورة على التقليدية.

لاشك وقد اثبت التاريخ انتصار المستضعفون وفقا للسنن التاريخية على اساس منطق الجدل , لكن بشرط هو ديمومة الثورية والاستمرار على التغيير , وهذا على مستوى العالم .

الا ان هناك مفارقة كبيرة في بعض البلدان ومنها بلدي العراق القائم على ” الديمقراطية ” , هي ان من رحم المستضعفين يخرج المستكبرون , وهذا  ما يطرح السؤال لماذا ؟ .وكيف ؟.

اما لماذا ؟ لانهم لم يستمروا بالحالة الثورية.

وكيف ؟. فذلك عبر الأستحمار الذي ذكرته

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب