في البداية لابد من الوقوف على معرفة من هم المستضعفين ؟. وماهو الاستكبار ؟. وما معنى الاستحمار؟.
المستضعفون هم : اولئك الذين سلط عليهم واقعا يرفضونه ويسعون الى تغييره بكل جوانبه واهم جانب فيه هو الجانب الاقتصادي , وهذا ما يدفعهم الى رفض الاستغلال المسلط عليهم من قبل طبقة تريد تحقيق مصالحها ومآربها.
اما الاستكبار : هو مأخوذ من التكبر والاستعلاء على الاخرين , ويشمل كل القوى المتسلطة في العالم ومنهم الوجوه الوقحة المتسلطة على فئات الشعب .
ونأتي الى مفردة الاستحمار التي يقول عنها شريعتي ” انها تزييف ذهن الانسان ونباهته وشعوره ” .
اما ما اقصده هنا في هذا المقال المتواضع هو : ترك بعض الناس عقولهم ونباهتم وتسليم مصائرهم بمحض ارادتهم لطبقة تقطف ثمار جهودهم ومن ثم يتحكمون بهم ويستعلون عليهم , هذا هو ما اقصده هنا بالاستحمار .
المستكبرون هم طبقة اجتماعية يستغلون ما دونهم استغلالا بشعا من اجل ديمومة حالهم القائم , ووسائلهم عبر التاريخ هي الشرك والكفر والنفاق وامثالها , وكل بحسب وصفه الاجتماعي .
ويذكر مطهري في كتابه ” المجتمع والتاريخ ” صفاتهم حيث يقول : سماتهم هي الكذب والخيانة والفجور والربا والرياء واتباع الهوى والقسوة وعمى القلب والبخل ونظائرها .
وهؤلاء عادة ما يكونون مترفين ومسرفين وملوك ومستكبرين وهم بالغالب يكونوا حكاما او ملوك .
اما المستضعفون فهم دائما خاضعون محكومين تنطبق عليهم صفات الصالح والموحد والمومن والمستضعف , ويعتمدون وسائل الهجرة والاصلاح والصلاح والجهاد والثورة .
وكل ذلك من اجل تغيير الواقع التقليدي الذي يعانون منه , ويتسمون , بالصدق والعفاف والاخلاص والعبادة والبصيرة والرأفة والرحمة والفتوة والخشوع والخشية والتواضع , ومنهم الصديقون والرسل والانبياء والائمة والمهاجرون والمؤمنون والشهداء .
ومن البديهي ان يكون هناك صراعا قويا بين المستكبرين والمستضعفين في جميع الجوانب الحياتية والمعنوية , وليس فقط على الجانب المادي .
ومن طبيعة المستكبرين ان يستخدموا كل وسائل الرذيلة بحجج واهية وتبريرية لديمومة الحال القائم .
اما المستضعفون فهم يستخدمون كل وسائل الفضيلة من اجل انبعاث الوعي لدى الطبقات المستضعفة , ومن انشاء حركة اجتماعية ثورية لتغيير ما كان قائما والمجيء بنظام اجنماعي جديد .
اذن الاستكبار يسعى الى تضييق الفكر والحفاظ على ديمومة الوضع القائم .
بينما الاستضعاف يريد استنهاض الفكر من اجل الثورة على التقليدية.
لاشك وقد اثبت التاريخ انتصار المستضعفون وفقا للسنن التاريخية على اساس منطق الجدل , لكن بشرط هو ديمومة الثورية والاستمرار على التغيير , وهذا على مستوى العالم .
الا ان هناك مفارقة كبيرة في بعض البلدان ومنها بلدي العراق القائم على ” الديمقراطية ” , هي ان من رحم المستضعفين يخرج المستكبرون , وهذا ما يطرح السؤال لماذا ؟ .وكيف ؟.
اما لماذا ؟ لانهم لم يستمروا بالحالة الثورية.
وكيف ؟. فذلك عبر الأستحمار الذي ذكرته