انتشرت في السنين الأخيرة ظاهرة سلبية تخص المجتمع العشائري في القرى والارياف وداخل المدن ايضا وهي ظاهرة الشيوخ الجدد او ما يسميهم ابناء المجتمع العراقي بالشيوخ الطبع تيمنا بالعملة العراقية في تسعينات القرن الماضي عندما كانت تطبع محلياً ولايوجد لها رصيد عالمي… ان كثرة من يدعي المشيخة اليوم هو حالة سلبية يجب معالجتها وكما نعرف جميعنا ان لكل عشيرة شيخ واحد ولا اكثر وان من نطلق عليهم احتراما احيانا كلمة شيخ لا تعني انه مسؤول عن الفصل وحلحلة مشاكل العشيرة وانما احتراماً لوقاره وهيئة شخصيته..
اما اليوم فلقد ظهر فينا العشرات من الذين يدعون المشيخة وماهو الا شخص مفلس من كل القيم الاجتماعية والاخلاقية وعليه مراجعة حساباته دوما حتى لا يبقى اضحوكة للمجتمع…
ان الطامة الكبرى اليوم ان هؤلاء اصبحوا يتدخلون في امور الفصل العشائري وموضوع الدية دون دراية بهذه التفاصيل وفي رايهم ان من يدعي المشيخة يعرف كل شيء ولكنه في واقع الامر لا يفقه في هذه الامور كونه لم يسمعها من ابوه او جده لانهم ليست عائلة مؤهلة للمشيخة. انني اريد ان اقول اليوم ان السلبيات قد ظهرت في مجتمعنا وبكثرة وللأسف الشديد فعندما يكون هناك دية لشخص ما فيجب ان تكون معقولة وفق السياقات والاعراف الإنسانية والعشائرية ولا يجوز لأي شخص التلاعب بهذه الدية الا اهل وذوي المقتول او المصاب نفسهم وهل يعقل ان يكون هناك شيوخ عشيرة يقومون بهذه الاعراف مقابل عمولة مادية انها معيبة حقا ومعيبة جداً وان المعيب فيها اكثر هو تنازله عن مبلغ الدية احيانا بالكامل مقابل هذه العمولة او رفعها الى رقم غير معقول ووضعها عرف على رقاب الناس الاخرين فاتقوا الله الذي سوف تلاقونه يوماً وانتم مفلسين من الدنيا والاخرة وعلى الجميع مراجعة حساباتهم.. وان يبقى الشيوخ المعروفين اصحاب الثوابت هم الشيوخ وهم اصحاب الفصل في كل شيء طارئ يقع بين القبائل لا سامح الله. والشيخ الاصيل هو يعرف بمن يستعين ويرافقه من وجهاء القوم .. وعلينا ان نبتعد عن المجاملات في هذا الموضوع لان العواقب وخيمة جدا ولابد لي ان اذكر هذه الابيات من الشعر الشعبي بحق هؤلاء الذين يدعون المشيخة وهم ليس اهل لها:-
من شيوخ الوكت ذبينا الخواچي
لان صارت الشغلة بلاملح
التسألو يجاوبك بس اني شيخ
وانت حاير بينهم ياهو الاصح
ومن تصيرن سالفة دية قتيل
لو عمولة الشيخ لو ماكو صلح
وين عادات السلف وين القديم
وين اهل حظ وبخت وين السمح
كلها صارت بالفصل تفهم اعراف
والشيخ شايل سيفنا ويذبح ذبح
ما بقى حظ وبخت كلها اشتباه
وما يميز بالجناية وبالجنح
ومن قبض گيات اتعابوا بعطاء
نص الأدية يعوفها ويصرخ طرح
انطرح گلبك على هذا اليصير
انت جاي تبوگهم فوگ الجرح
العشيرة العايشة بكثر الشيوخ
هذي موده اليوم صارت مصطلح
هلهلي يم الولد شيخچ شجاع
عايف الحگين ويدور ربح
ويعرفوا التاريخ ما ينطق كلام
وهو حت بالدين راسب ما نجح
هلهولة للجكساره ركبوها الشيوخ
الچان يركب فوگ عالبودي صفح
ولازم الدنيا تعود بكل حال
ويرجع الشيخ الصحيح من الشبح
وترجع شيوخ المقاهي للمقاهي
وترجع اشباه الرجال وللمسح