لا أريد أن يتهمني من يتصيد بالماء العكر بأني المروج لفكرة العادل المستبد خوفاً أن ينحرفون بهذه التهمة وأصبح أحد كبار أعضاء حزب البعث أو أصبح الرديف لعزت الدوري والقائد العام للقوات المسلحة في هذا الحزب والذي أعتقد أنه اللبنة الأولى لدمار العراق وأهل العراق بسبب السياسات الخاطئة التي دفع ثمنها كل عراقي ،لكن الأحداث التي جرت بعد دخول المحتل والفوضى السياسية جعلتني أفكر بهذه الطريقة لأجد ما أعتقد به الخلاص من هذه الفوضى التي تراكمت فوق رؤوسنا بسبب كثرة الأحزاب وتقاطعاتها واختلافاتها والاتهامات والمهاترات التي يطلقها هذا الفريق والرد الذي قد يكون مهيأ مسبقا على الاتهامات،فهنا كل فريق يتهم الآخر بشتى التهم التي لو فعلا كانت كلها حقيقة لأصبح العراق في مهزلة القيادة،فهذا الفريق يتهم الآخر بالولاء لإيران والفريق الآخر يتهم الباقي بالولاء لتركيا أو للسعودية وهنا ضاع علينا من هم الصادقون ومن هم الكاذبون وخير دليل آخر مهاترة جرت بين دولة القانون من جهة وبين العراقية من جهة أخرى
فالأولى تعتقد أن تفجير العجلة في مقر البرلمان كان لاستهداف زعيم دولة القانون في حين أن الثانية تعتقد أن العملية تمت من قبل الحكومة لاتهام الطرف الآخر ومن ثم إصدار أمر إلقاء القبض بحق نائب رئيس الجمهورية ولا نعلم ربما سيتطور الأمر وكل القائمة العراقية تصبح متهمة بالمادة أربعة إرهاب، وليس هذا فحسب وإنما كل شهر بل كل يوم هناك من الاتهامات المتبادلة بين الأطراف حتى من ضمن القائمة الواحدة
وعلى سبيل المثال أيضا الاتهامات التي جرت في حادثة هروب قاتل محافظ المثنى سابقا والمنتمي للمجلس الأعلى والأدلة كما يقولون تشير إلى أن القاتل هو أحد أتباع السيد مقتدى الصدر وكيفية هروبه بطريقة هوليودية أثناء نقله لتنفيذ حكم الإعدام بحقه بعد أن أعترف علناً بقيامه بهذه الجريمة،فالمجلس الأعلى يتهم التيار الصدري وبمساعدة دولة القانون أو بالأحرى يعتقد المجلس الأعلى أن هناك صفقة جرت بين التيار الصدري وبين دولة القانون تمخضت بالهروب المتعمد لهذا القاتل وها هم الآن في تراشق واتهامات متبادلة والشعب بكل الأحوال سيدفع فاتورة هذه الاختلاف،كل يوم هناك من المشاكل السياسية والاتهامات المتبادلة بحيث لا يمر يوما واحدا دون أن تكون الفضائيات غير مشغولة بالسماع لهذا الطرف مع الاتهام الجاهز والرد من الطرف الآخر والاتهام الآخر
،لقد مل الشعب وتعب وضاعت علينا بوصلة الحقيقة وليس هذا فحسب بل أن اليأس دب في نفوس الشعب لدرجة إننا بدأنا نُكذب أي طرف ونعتبر تصريحه مجرد معركة للحصول على المكاسب أو لضمان البقاء في المنصب أو في أضعف الاحتمالات ما هي إلا زوبعة إعلامية. إن الحل الأمثل هو بالمستبد العادل وعلى اقل تقدير سنضمن العدل أما الاستبداد فهو برأيي الحل لمشاكل هذا البلد،فالعراقيون لا يفهمون إلا لغة القوة والاستبداد وهذه الفلسفة يبدو أنها معجونة في عقولنا لا نستطيع أن نفارقها لسبب بسيط أن عقولنا تنتمي لعقول الفترة الصنمية فترة العصر الجاهلي الذي يرى انه على حق بكل الأحوال ومن يقف بوجهه لا يستحق إلا الموت أو النفي على اقل تقدير،
سنعود مجبرين لفكرة ” إن الكافر العادل خيرا من المؤمن الجائر” فالأول له كفره ولنا عدله والثاني له إيمانه ولنا جوره،هكذا هو خيارنا لأننا لا نفهم ماهية الديمقراطية وحتى لو فهمناها فسيكون فهما لا قيمة له وكأننا أشبه برجل يقرأ ولا يفهم وإن فهم لا يطبق ما يقرأه ،هكذا هي عقولنا نحن الشرقيون ولا مناص للهروب من هذه العقلية مهما كان أحدنا يتكلم بطريقة منمقة وبأسلوب راق جدا ولكن هذا الراقي والذي يتكلم بمنطق عقلاني لو دخلنا إلى بيته لرأينا حجم الدكتاتورية التي يمارسها في البيت لشاب الرضيع قبل الكبير،هكذا نحن فلا فائدة من التمسك بالديمقراطية لأننا لا نفهم ماهية هذه الديمقراطية بل إننا نفهم الظاهر ولا نعرف طريق الباطن،فبأساً للعرب إن كانوا يعتقدون إنهم ديمقراطيون