23 ديسمبر، 2024 2:43 م

المساومة على حساب شعوب المنطقة

المساومة على حساب شعوب المنطقة

يني الايراني على أمل التوصل الى تسوية سلميـة للملف النووي الايراني، تعتبر من أکثر المفاوضات إثارة للتسا?لات و الشبهات و کونها تسير بصورة لاتبعث على الطمأنينة و الثقة، خصوصا عندما نجد أن هناك مايمکن إعتباره تعمدا مقصودا في تجاهل الکثير من الخيارات البدائل الفعالة المطروحة التي من الممکن أن تحسم المفاوضات خلال فترة قصيرة و تضع حدا للمعضلة النووية الايرانية، غير ان هناك إصرارا غريبا على التمسك بخيارات أخرى في التعامل مع النظام الايراني ثبت عدم جدواها و فعالياتها بالمرة.

طوال 12 عاما من عمر هذه المفاوضات الجارية، والتي إتسمت بالضبابية و الغموض(ولازالت کذلك)، کانت الامور تجري خلف الکواليس ولم يتسنى الاطلاع على تفاصيل الامور و مجرياتها الحقيقية، والغريب أنه و طوال هذه الاعوام ظل النظام الديني المتطرف في طهران مستمرا و مواظبا على تطوير برنامجه النووي ولم يوقف ذلك ولو للحظة واحدة، هذا الى جانب أن سياساته العدوانية و الشريرة على صعيد إيران و المنطقة إستمرت على قدم و ساق بصورة تصعيدية ملفتة للنظر، وفي الوقت الذي کانت فيه الدول الکبرى وبالاخص الغربية منها تنادي بالشعارات و القيم الديمقراطية و تنتقد إنتهاکات حقوق الانسان و الاعدامات و مصادرة الحريات، فإنها کانت تغض النظر عن النظام الايراني الذي هو دائما في الصدارة بهذه المجالات.

سياق التفاوض مع النظام القائم في طهران و الذي تبين بأنه لحد الان يعتمد على نوع من المساومة على حساب الشعب الايراني بشکل خاص(خصوصا عندما يتم إنتهاکات حقوق الانسان الشنيعة المرتکبة داخل إيران) وعلى حساب شعوب المنطقة عندما يتم تجاهل حقيقة أن هذا النظام هو ب?رة التطرف و الارهاب في المنطقة وانه أساس المشاکل و الازمات و القلاقل في دول المنطقة، ومن الواضح أن زعيمة المعارضة الايرانية البارزة مريم رجوي، قد أصابت کبد الحقيقة عندما قالت في خطابها أمام التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في13 حزيران وهي تخاطب الدول الکبرى:’ إذا كنتم لا تريدون أن يتسلح نظام ولاية الفقيه بالقنبلة النووية، فأوقفوا المساومة معه ولا تتساوموا معه بشأن حقوق الإنسان للشعب الإيراني واعترفوا بمقاومة هذا الشعب من أجل الحرية.’، وليس هذا فقط وانما وجهت نقدا لاذعا لهذه الدول و هي تزعم بأن سبل حل المعضلة النووية الايرانية نادرة بقولها:’ انكم في خطأ كبير إذا كنتم تظنون أنه ليس هناك حل. بينما هنالك حل واضح لمشروع الملالي النووي وهو تغيير النظام على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.’، بمعنى انها تطالب وعوضا عن الدخول في مفاوضات تفتح الابواب لمساومات و أمور أخرى مختلفة، بتقديم الدعم و المساندة لنضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير في إيران و الذي سيضع حدا ليس للمشاکل و الازمات التي إفتعلها و يفتعلها النظام وانما أيضا يضع حدا للنظام نفسه.