” انه يجب ان يكون الأختيار لضباط “الحرس الوطني” بحيث الأولوية لمنتسبي الجيش العراقي السابق من الضباط والمراتب , واستثنائهم من قوانين او ضوابط امنية او سياسية كقانون المسائلة والعدالة” .
ــــ رئيس وزراء (الصفقة) حيدر العبادي ــــــ
المساومات الخفية , كالكامرات الخفية , لها الضاحكون والمضحوك عليهم , الفرق في حالة الكامرات , هناك شخص او اكثر قليلاً يكون مادة للسخرية وآخر من يضحك على نفسه , ثم يكتسب ردة فعل الحذر حتى لا تتكرر عليه ذات اللعبة , في حالات المساومات , فالمضحوك على ذقونهم , قد تكون مكونات او شعوب او امة بكاملها , تضحك من غفلتها واستغفالها وبلادة قناعاتها شعوب اخرى , واهمة بأنها هي التي تضحك على الآخر , مكونات المجتمع العراقي الرئيسية , متكارهة متحاقدة مسكونة بشهوة الثأرات لأغتصاب الآخر , فاقدة رشدها مستحسنة بؤسها كطبقات مقموعة مسحوقة من تحت واقع المساومات الخفية
.
ــــ الكادح الكردي مثلاً : مهوساً بكراهية العراق شعب ووطن في وقت مهدد فيه وعائلته بمغادرة سكنه لتأخره عن دفع الأيجار , المحضور عليه الأقتراب من مراكز الترفيه المعدة لأستقبال سماسرة قضيته , منغلقاً داخل شرنقة خبله القومي , فخوراً بقائده للتهريب والخيانات وخذلان الذات والتعري الا من اسمال القومية , ورغم فساد الطبقة السياسية وانسلاخها مادياً ومعنوياً عن مجتمعها الكردي ومتاجرتها بقضاياه القومية , يتدحرج المواطن مغيباً الى صناديق البيعة ومعه مستثقفيه , وحتى دعاة التغيير , وبعد ان وضعوا مخالبهم على كتف الفريسة , ولعطوا المقسوم من جيب القائد الضرورة , ابتلعوا ضجيجهم (الكوراني) , انهم دون استثناء , وضمن القطيع القومي , يتغرغرون الكراهية المفتعلة للآخر , تتقيأ أحشائهم بعد كل دورة انتخابية ذات جحوش الأمس , انها كارثة عندما يختل التوازن الوطني للضحية , متعنصراً حتى يفقد ما تبقى من كرامة الحياة
.
ــــ الجائع المحروم المقموع المهدد بالأنهيارات الصحية والنفسية من عراقيي الجنوب والوسط, يجتر بؤسه التاريخي واسباب معاناته , ناقداً شاتماً رموز الفساد والخذلان من متصدري طائفته, مرعوباً من فضائح التكرش الطبقي على حساب ثروات وطنه وارزاقه, لكنه وقبل كل دورة انتخابية, يخضع لعملية تطهير عقلي ضميري من اخطار الوعي الذي قد يفتح الأضواء على اسرار وتعقيدات المساومات الخفية, عبر خطبة جمعة اعلامية او فتوة طائشة تهمش خياراته وافكاره وذوقه, تشعل حرائق خزان طائفيته, ليذهب معبأً بالماضي بأتجاه صناديق الأقتراع, ليضع ثقته واصواته تحت تصرف ذات الوجوه والكيانات التي خذلته , ليجد نفسه يترنح في دولاب ” تي تي .. تي تي ” لأربعة سنوات اضافية , يتسلى في الندم المضحك , انها فضيلة الأسترخاء واجترار الدونية التي لم تكن يوماً من تقاليد اجداده
.
ــــ الطائفي العشائري البدوي المتصحر , الحالم بغزوات وانتصارات جاهلية اجداده, المسكون بشهوة السبي والأغتصاب وامتلاك الجواري, الحالم بالسلطة والتسلط ولذة التنكيل بالآخر واذلاله, عنيداً يرفض الصحوة ليرى فضاعة جزره السياسي الأجتماعي الطائفي وقد تجاوزته ازمنة المد الى غير رجعة, تكلست اخيلته تماماً الا من سراب الوهم وعبثيته في ان يكون “قاتل او مقتولاً” يتجاهل حصاده تهجيراً ونزوحاً وعقاباً جماعياً غير مسبوق , لكنه والشهادة للـه, وفي كل دورة انتخابية , يذهب بثقته واصواته ليعيد البيعة من داخل صناديق الأقتراع لكل من يرى على وجهه سيماء المادة (4) ارهاب , ليعيد هتك مصيره بمولود داعشي جديد.
تلك المكونات التي عرتها وكشفت فاجعة جهلها ورعونة تبعيتها اضواء المساومات الخفية, كان عليها ان تصلح ذاكرتها وترفع غيمة الجهالة والبلادة التي تلفها, وهي ترى, في حضن رئيس الجمهورية الكوردي ثلاثة نواب شيعة وسنة, وفي حضن رئيس الوزراء الشيعي, نواب سنة واكراد, وفي حضن رئيس مجلس النواب ذات العدد من الكرد والشيعة, حول مدفأة المساومات الخفية, يتسامرون يتوافقون يتحاصصون, ثم يكرعون الدم العراقي في كؤوس المساومات الخفية, مصالح ومكاسب شخصية فئوية حزبية, انهم طبقة تشكلت من خارج القيم الوطنية والقومية والدينية وعلى حسابها
.
ليس هناك ثمة دوافع شخصية, عندما نسلط الضوء ولو شحيحاً على حقائق اجتماعية يتعمد البعض تجاهلها, ان الطائفية السياسية التي هتكت الواقع العراقي والتي سيكون قادمها اعظم, لا تمثل اطلاقاً مكونات المجتمع العراقي , انها كائنات نفطية تبلورت ظاهرة اجتماعية وحركة سياسية وضعت السرج على ظهر الدين لشفط ما تستطيع من مكاسب مادية دنيوية لا علاقة لها بالعقائد والقيم السماوية, فقط تسعى بسباق جنوني لتحقيق الكثير من المكاسب السياسية بغية القفز الى مواقع طبقية منفلتة, انها بذلك تناقض ما تدعيه, على ان سلوكها طريق روحي مبارك الى نعيم الآخرة, ان حب الله والتواضع امامه, وحده الأيمان, اما التحايل على قيمه والعبودية للمغريات والمنافع الدنيوية, ثم ترتيق اللاإيمان بمظاهر العبادة, كالحج والعمرة واستعمال المسروق في تشييد اماكن العبادة او السخاء في (…) الخمس , ثم الخوف من عقاب الله , انه في الواقع مظهر من مظاهر الشك
.
هناك تواطؤ صريح بين احزاب الطبقة الجديدة للطائفية السياسية, تشترك فيه مراجع اجتماعية ودينية, تتصدر الآن تمثيل المكونات العراقية, حالة اندماج مصالح ومنافع مصيرية تجاوزت الأيمان وتجاوزتها الثقة, قفزت على كل ما هو حميد, تتعكز على واقع الجهالة تعتمد ثقافة الأستغباء وفوضى الشعارات ومفردات الكراهية والأحقاد, سكبت الماضي عتمة في المجتمع العراقي, بغية المرور المتواصل على ظهر الملايين من ضحاياها, انها لعبة لئيمة لا تعرف الرحمة, مساومات طائفية عرقية طبقية المضمون, يلعبها الفرقاء من داخل سيرك المنطقة الخضراء ومن خارجها, حيث استثمار المماحكات والأحتكاكات واخطار المواجهات الطائفية القومية التي يدير حراكها اعلامياً واستخباراتياً ارادات اقليمية دولية بأدوات محلية
.
الى متى ستتواصل لعبة المساومات الخفية .. وتبقى المكونات وحدها الضحية تحت ضؤ اللعبة, تتجاهل الواقع الذي سيسخر منها ويضحك من حالها, منقسمة متقاسمة دولة وسلطة وثروات ومجتمع, متى ستدرك, على انها قطعت اشواطاً خطيرة على طريق الهاوية, تعد المرات التي سقطت فيها لتتجنب القادم منها, وتدرك ايضاً , مثلما لطبقة نبلاء الطوائف والأعراق مصالح ومنافع مشتركة, فللضحايا مصالح ومشتركات في الأنعتاق والحرية والأصلاح وتغيير الحال, تستوعب حقيقتها, ان كل ما على الأرض لها, الدولة والسلطات والثروات لها … الحاضر والمستقبل لها … العراق كاملاً لها, ومن الكفر والأجحاف واللصوصية ان يكون لغيرها
.
لقد اثبتت الوقائع والتجارب المريرة ولعبة التجهيل والأستغفال للعشرة اعوام الأخيرة, على ان من يدًعوا الأنتماء للمكونات العراقية او تمثيلها, ما هم في الواقع , سوى طبقة تتثعلب وتتشطر عليها وذيولها مشدودة تبعية وعمالة الى اطماع انظمة لا تريد خير لعراقها, لقد تكشفت لعبة المساومات الخفية, السرقات والتهريبات الخفية, مشاريع التقسيم والأقتسام الخفية, واخرها “مشروع الحرس الوطني” للصفقة الخفية
.
متى تلد معاناة الملايين وطناً … وصناديق الأقتراع نظام ديمقراطي يوحد المكونات ويأخذ بيدها نحو مستقبل زاهر للأمة العراقية … ؟؟؟؟ .