قبل الدخول في الحديث عن الصعوبات التي تواجه نوايا الدكتور حيدر العبادي الطيبة في انقاذ البلاد لابد لنا ان نستذكر مسيرة مريرة سيكون لها الأثر الكبير في وضع العقبات امام الدولاب الاصلاحي للعبادي –
على خلفية حرب الخليج التي سميت عاصفة الصحراء اعتمد الأمريكان سياسة اختبار واضحة لمواطني الجنوب العراقي حين انزلوا قوات ارادت ان تفرض حماية لهم وقوات اخرى في الشمال لنفس الغرض ووضع شطري العراق تحت طائلة حماية الناس وفق خطوط الطول ودوائر العرض فاستقبل الاكراد الفكرة بالورود ليتخلصوا من سطوة نظام البعث وليحكموا نفسهم بنفسهم فيما اشتعلت الحمية الوطنية لدى ابناء الجنوب حين رفضوا السياسة الامريكية التي تهدف الى تمزيق وحدتهم فانسحب الامريكان من الجنوب ليطلقوا العنان للنظام ليقمع انتفاضتهم التي اخترقها جهاز المخابرات الذي اراد ان يلحق عمليات النهب والسلب وحرق المؤسسات بمن ثار من ابناء الجنوب – وماهي الا ايام حتى تمكن النظام من السيطرة على الاوضاع وقمع الانتفاضة –
ولا نريد ان نتحدث عن ماجرى من سنين عجاف انهكت الناس حصارا وجوعا لكن امريكا بكل تأكيد ارادت الانتظار لسنوات من اجل اعادة اموالها التي انفقتها في حرب اخراج صدام من الكويت ولتبدأ حربا جديدة لاسقاطه وحدث لها ما ارادت عام 2003 –
وانقسم الناس فيما بينهم بين خائف ومتفائل لما سيحل في العراق بعد الاحتلال فالخائفين يجزمون ان الاحتلال جاء لنهب ثروات العراق وليس لأنقاذ شعبه وهو خوف واقعي اكدته سياسة الحاكم الامريكي بول بريمر التي حلت الجيش واسست لقوانين لاشاعة الحقد والطائفية بين الناس فانتشر الموت باشكال متعددة والحقد والأنقسامات لكن الناس كان لهم امل في ان نهاية الاحتلال ستضيء شمعة في نفق مظلم اسست له قوى الاحتلال وهكذا كان يفكر المتفائلون فهم يبنون تفائلهم على ان الاحزاب المعارضة لصدام انما هي جائت لانقاذ الناس ونقل التجارب المتطورة لبلدان العالم التي كانوا يعيشون فيها مشتتين لاجئين لكن هذا التفائل كان بعيدا عن الواقع الذي فرضته نتائج اعمال شخصيات تلك الأحزاب حين تسلمت الحكم فانشغلت بتوافه الامور كبرامج عمل لها وسكتت عن عمليات القتل التي يعاني منها الشارع العراقي ليزداد اعداد الايتام والارامل واجتاحت الجثث المجهولة اغلب شوارع بغداد ونضجت لدى بعض الاحزاب الحاكمة افكار تخدم مصالحها لتحل محل الامريكان في نهب ثروات البلد فكانت حصص النفط لهذا الحزب وذاك قد انتشرت باعتراف شخصيات سياسية مهمة لينهار الامل لدى العراقيين من ان شيء من الاصلاح سيحل مشاكلهم وكانت الولايتين السابقتين للسيد المالكي تمثل الكارثة الحقيقية للعراق عبر تأريخه فهي قد اسست لمفهوم السلب والنهب من موازنة الدولة وكانه امر واقع كانت نتيجته تبديد اكثر من 700 مليار دولار وتحويل جزء كبير منها الى الخارج كعقارات وحسابات مصرفية وبالمقابل يزداد الموت بين العراقيين تحت اسماع وابصار المسؤولين الفاشلين دون ان يرف لهم جفن مع كل زيادة في موازنة البلد فضلا عن ازدياد حالات الفقر والعشوائيات –
لكل هذه الامور التي حلت بالعراق تشكلت مافيات تقودها حيتان تعتمد على نفوس ضعيفة فقدة الضمير والشرف فهي لاتبالي في ان تنفق آلاف الدولارات في بيوت الدعارة على ان تبني مجمعا سكنيا يعالج عشوائية هنا واخرى هناك بل ان عمليات افقار الناس صارت منهجا متعمدا لاستخدامه في كل عملية انتخابية وتلك كارثة من الذين يسمون انفسهم ساسة واسلاميين لكن الاسلامي الحقيقي هو ذلك الذي قال (عندما اردنا الصلاة توجهنا صوب مكة وعندما اردنا البناء توجهنا صوب اليابان) ذلك الرجل الذي حول ماليزيا الى ما هي عليه الآن –
الدكتور حيدر العبادي – اقول ان الحيتان التي نهبت ثروات البلد باسم الدين ومنهم المقربون من حزب الدعوة سيقفون بالضد من توجهاتك التي تريد الاصلاح فتلك الحيتان التي نهبت خيرات البلد ستستخدم جزء منها لشراء ذمم من يريد اسقاطك ومن معك ومن يتاجر بدماء العراقيين لايبالي في غدرهم او غدر من يخدمهم لذلك و في الوقت الذي احيي فيه شجاعتك وانت اسلامي ايضا ادعوك لمصراحة الشعب في كل خطوة اصلاحية تخطوها وهو ماتعمل عليه الآن كما ادعوك الى الاستماع الينا فنحن لايجمعنا معك سوى حب الوطن والسعي لبنائه وانا اجزم في ان تفكيرنا في بناء وطننا هو مدعوم من الله عز وجل ومن الناس ونؤكد ان ثلاث سنوات ستكون كافية لمعالجة الكثير من مشاكل الناس اذا كنت تريد السماع الينا ومن يقول لك عكس ذلك من (مستشاريك) عليك ان تبعده فورا فهو لايريد لك النجاح – واعلم ام المسالك الشائكة التي سينصبها لك اعوان وانصار الولاية الثالثة ستكون كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر – استثمار ماسرقوه من اموال لتشويه مسيرتكم – استثمار عمل بعض المليشيات لتشويه الواقع الامني – استثمار العلاقات ببعض الدول التي لاتريد للعراق الاستقرار للدفع بمحاولة تقسيم البلد ونهب ماتبقى من ثرواته ومحاولة تمزيق وحدته الوطنية – ومسالك اخرى شائكة قد تعرقل مسيرتكم – لكنني اجزم في ان اعتمادكم على الشعب سيجعلكم منتصرين دائما على اعداء العراق والشعب اليوم يعيش حالة من الأمل تتطلب اتخاذ قرارات سريعة تعينه على زيادة زخم تلاحمه ووقوفه بوجه الخونة والطامعين – والله من وراء القصد