1 \ : مرّةً اخرى , ولا ادري مسبقاً اذا ما ستضحى او تمسى أخرى بعد أخرى .! , فالمسألة حديثة الولادة ولمْ يمضِ على ولادتها سنةً كاملةً بعد , وهيُ هنا ترتبط بما جرى الإصطلاح عليه
بِ : ( المسافة صفر ) التي غالباً ما تتنافس وتتسابق القنوات الفضائية على عرضها , حيثُ كما تعرّضنا في الكتابة عن ذلك مؤخراً , بأنْ يقوم مقاتلون فلسطينييون من قطّاع غزة بالتقدّم نحو الدبابة الإسرائيلية ” ميركافا ” وبسرعةٍ فائقة يضعون او يُلصقون عبوةً ناسفة على ” بدنها او هيكلها ” لتنفجر خلال بضعة ثوانٍ او أقلّ , الخطورةُ الشديدة الخطورة تكمن أنّ الدبّابة الإسرائيلية او سواها من الدبابات الأمريكية والغربية تمتلك عدساتٍ وزوايا نظر تتيح لقائد الدبابة او سائقها النظر ومشاهدة كافة ما يحيط بها ومن كلّ الزوايا وكلّ من يقتربُ منها ” وهنا تكمن شجاعة وجرأة المقاتل الفلسطيني بكل ما تحمله من مغامرة , كما ايضاً وفي احايينٍ كثار شاهدنا عبر التلفزة مقاتلين فلسطينيين يقتربون من الدبابة الصهيونية بمسافة لا تتجاوز 2 – 3 متر ويطلقون عليها قذيفة ” الياسين 9 ” المضادّة للدروع – Rocket Launcherلتحيلها الى ما بينَ حطامٍ او ركام تقريباً او نحو ذلك , أمّا جنود العدو في طاقمها والذين سرعان ما يقفزون منها , فينتظروهم مقاتلون آخرون ويحصدوهم بالرصاص من هذه المسافة القريبة < علماً أنّ الميركافا هذه لا تقف او لا تتحرّك لوحدها , وانما محاطة بدباباتٍ ومدرعاتٍ وآليّاتٍ أخريات , وهنا تكمن وتتجسّد بشكلٍ مجسّم البطولة الفلسطينية التي لم تشهدها المعارك والحروب من قبل .
2 \ : – لسنا هنا اصلاً بصدد الإسترسال والإستفاضة عسكرياً عن بعض التفاصيل الجزئية او سواها عن ” المسافة صفر ” , إنّما هذه المغناطيسيّة التي يحملها هذا التعبير ” من الزاوية اللغوية والتعبيرية الحديثة ” , والتي لمْ تُستخدم من قَبل , فستكونُ مرشّحةً ” بالإجماع او التزكية ” بجاذبيةٍ عالية تفوقُ وتتفوّق على < قانون الجاذبية لنيوتن > , لتنتقل الى عالم الكتابة والتواصل العاطفي – الإجتماعي , فقد تحمل او تتلقّف الإيميلات والمسجات المتداولة في السوشيال ميديا تعبيراً حديثاً ومستحدثاً يُقال او يُكتبُ فيه : – < قُبُلاتُنا وتحياتنا منَ المسافة صفر > .! , ولعلّها اعذب وانسب من القول ” بأنّها او بأنّهُنّ عن كثَب ” , عبرَ الكلمات طبعاً , ولا نقصدُ ” هنا ” ما أبعد منْ ذلك .!!