لكي نكون موفّقين في استخدام اللغة،لا سيما في ما يخص المصطلحات والتي اعتدنا على التقاطها و استنساخها ..يجب مراعاة توظيفها بما يخدم الموضوع…وإلا فانه من المضحك أن نستعمل اللغة بما لا يخدم المعنى.
….في العراق الجديد لم تتفتّق الحرّيّة إلا عن إسهال إعلامي منوّع تمثل بقنوات فضائيه و صحف ومواقع الكترونية وجد من خلالها قادة العراق الجديد هذا وحاشيتهم ومؤسسات دينية و مكاتب حزبيه ودكاكين ائتلافيه ،وجدوا ضالتهم و مبتغاهم فيها…ولان العراق اعتاد على خلق الأزمات الناتجة عن صراعات مذهبيه في الغالب و حزبية في الواقع…مع بعض الصراعات القومية…فقد أضحت وسائل الإعلام حاضرة بقوه في مسرح هذا الصراع والتنافس..حتى أصابت المتلقّي بالغثيان نتيجة تكرار عرض مؤتمرات و تصريحات الكثير من منافقي و منتفعي الأحزاب وأبواقهم ومن سار في ركبهم لغرض مصلحي.
وبما أن الصراع يكشف إن لبعض الأطراف يد في الفساد المالي و في جرائم القتل والخطف والتزوير…مع الاشاره إلى ثبوت ذلك على الكثير من القيادات لهذا الحزب أو ذاك …حيث إن منهم من سرق الجمل بما حمل وطار مهاجرا إلى أوربا… ومنهم من ينتظر ليواصل أكثر في مسيرة(الحوي)على اعتبار إن الموسم مزدهر…وما أصلحوا إصلاحا!.
أقول..انه من الواجب الأخلاقي والوطني …لا ينبغي أن نساوي بين الذين يسرقون والذين لا يسرقون،حيث انه هنا لا مجال أن ننظر بعين المساواة لان ذلك يفقد الحق قيمته.
فكيف ومع كل انتخابات تصدح أصوات المسافة الواحدة بخلاف ذلك؟؟؟
فمع إطلالة أي موسم من مواسم الانتخابات اللامجدية…تخرج علينا جهة لها ثقلها ومكانتها في الشارع العراقي وهي الحوزة الدينية في النجف الاشرف والقيادات الدينية في الغربية أيضا…لتقول علنا(( إن المرجعية تقف على مسافة واحده من الجميع))!!ليس في الانتخابات فقط،وإنما هي تخرج بهذا التصريح عند كل أزمة صراع و نزاع بين الكتل السياسية،و كل ظن أصحاب التصريح ومن يتحدث عنهم انه يتوخى موقفا حياديا وموضوعيا،وكأنّ الحيادية هي أن تنظر بعين التقدير للشريف و غير الشريف على حد سواء!؟؟
من أين تستقون هذا النمط في التفكير الأعرج…وكيف لكم أن تستعملوا اللغة لتخدمكم ولكنكم لا تستعملونها إلا بشكل قبيح فتكشف ما تسترون و تفضحكم…؟
ما هكذا يجب الوقوف…وليست هذه حيادية إنما هو نفاق…وعلى الأقلام الببغاوية الداعمة لهذا النفاق بعلم أو بغير علم أن تقف لتتأمّل وتنتبه قليلا.
وان(( قاعدة عدم استواء النقيضين ))إن جاز لي التعبير..دليل على بطلان الوقوف أو الجلوس أو حتى(الشخير) على مسافة واحده من جميع الأطراف..أليس كذلك ؟.
