يعد القرار الذي اتخذه الرئيس الامريكي بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الى عاصمة فلسطين المحتلة ، هذا القرار الذي رفضه العالم العربي والاسلامي والدولي والذي اجتمع مجلس الامن من اجله . وصوتت الدول الاعضاء على رفضه ، ولكن الفيتو الامريكي الرافض للحق الفلسطيني والعربي والإنسانية جمعاء نقل الامر الى الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي صوت على رفض القرار والرجوع عنه كونه يشكل سابقة خطيرة.
ولكون الجانب الامريكي الذي كان يرعى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من اجل احلال السلام واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس اصبح شريكا مع هذا الكيان المحتل . وعلى اثر هذا الاجماع الدولي في رفض هذا القرار الامريكي هدد ترامب بقطع المساعدات عن الدول التي تقدمها امريكا والتي ستصوت لصالح قرار الرفض .ولكن رغم هناك من الدول تعني لها الكثير هذه المساعدات لظروفها الاقتصادية الصعبة ، ومن هذه الدول والتي سوف تتأثر بقطع المساعدات هي المملكة الأردنية الهاشمية.
هذا البلد الذي ضحى بكل ما يملك من اجل قضية فلسطين وعاصمتها القدس ، وان هذه التضحية التي قام بها الاردن والذي يعاني من اقتصاد ضعيف وعدم وجود موارد مع انقطاع المساعدات الأمريكية لم يستسلم ولم يلوى ذراعه ، بل استمر بقوة قائده العربي الاسلامي الملك عبد الله بن الحسين وهو مستمر برفع راية اجداده العظام الهاشميين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل القضية الفلسطينية . واليوم اذ يثبت الاردن تضحيته من اجل القدس العزيزة على العرب والمسلمين ، لن توقفه المساعدات من اي طرف كان لان هذه القضية هي امانة كبرى لدى الهاشميين الكرماء الابطال .
وان المطالبة بحق المسجد الاقصى مسرى الرسول الكريم (( محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم )) ، وهم اولى من غيرهم بها والتضحيات التي سطرها الهاشميون على مدى العقود التي مضت لم تثنيهم عن عزمهم القومي والعربي والانساني هذه التضحيات امام ايقاف المساعدات الأمريكية .
ان الاردن الذي وقف هذا الموقف الشجاع لم ينتظر كائن من كان ان يثنيه عن مواقفه الثابتة ومبادئه القومية الأصيلة . لكون قضية فلسطين هي من اولويات اهدافه ومطالباته المستمرة بإيجاد الحلول لها ويعتبر حل القضية الفلسطينية وانشاء دولة فلسطين المستقلة على ارضها وعاصمتها القدس هو المطلب والقرار الاهم بتاريخ سياسته وان ما اقدم عليه الاردن من موقف ثابت تجاه القدس الشريف لهو نابع من ايمانه الثابت والقومي العربي الاسلامي الوفي .
ومن ابرز المواقف الاردنية العاهل الملك عبدالله هو الدعوة الى عقد قمتين طارئتين عربية واسلامية وبأسرع وقت لمواجهة قرار ترامب . وذلك بدعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد المؤتمرين . شدد الاردن على أن القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين .و ان أي تصرف قد يقوض حل الدولتين، مؤكدا على ضرورة التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل الوصول إلى حل يرضى العرب والمسلمين والفلسطينيين بالذات .
ويبقى الموقف الاردني الثابت من القضية الفلسطينية ومسألة القدس عاصمة لها منارا لكل الدول العربية والاسلامية في الثبات على الحق حتى استرداده بالكامل .