التجربة السياسية في العراق اعطتنا الكثير من الدروس في حياتنا كي نتعامل معها سواء في العمل أو حتى في المجتمع البسيط ، لقد تعرض المجتمع العراقي الى انتهاكات عظيمة أدت الى انهيارات مؤثرة جراء السياسات الغاشمة التي ميزت بين جماعاته ووصمت البعض بتسميات معينة ومكنت البعض على البعض الآخر بأسم الولاء الحزبي أو الوظيفي .
فقد تشوهت الكثير من الاخلاقيات عند البعض .واعطت دلالات يؤسف لها تحتاج منا تقيم الحالة بعد ان انتشرت ملامح وسلوكيات غير صحيحة بطرق ملتوية وتسلقوا على اكتاف الاخرين بعلم مع سبق الاصرار رغم عدم وجود اي اهلية لهم . الأنانية السياسية وغياب الأخلاق عن السياسة جعل البعض يستثمر الأحداث لصالحه ، وإن كانت ضد الصالح العام،
قد يصعد البعض على أكتاف البعض الاخر ليصل الى ما يطمح عليه وما يعتري نتيجة الصعود في أغلب الحالات عن طريق الأنانية ونكران الجميل و التسلق على حساب من بسطوا لهم قلوبهم وأفكارهم ويقابل ذلك بأن لا ينالهم نصيب من النجاح المحقق بل الاساءة والطعن من الخلف ويتبع فلسفة إن المكسب لغيري يعتبر خسارة لي، والخسارة لغيري تعتبر مكسباً لي .؟
لماذا لايختار مثل هؤلاء صعوداً إيجابا أيضا ؟؟ بل ودعت اليه القيم الانسانية و الشرائع الدينية وهو أن تدل على الخير أو تعين عليه وتساعد في نشر الفضائل وتهدي الى الخير والفلاح وتنشر العلم والمعرفة … وغيرها الكثير لامجال لذكرها فتنال بذلك الاجر المستمر دون أن ينقص من فاعل ذلك الامر شيء. من الصعب التعامل مع شخص أناني بسبب رغبته الذاتية في تملك الأشياء مع تحريمها على غيره، إن الأنانية يمكن أن تكون مرضاً خطيراً إذا خرجت عن الحدود المألوفة لحب الذات، حيث يتعمد الأناني استغلال الغير لمصالحه الشخصية ، وينظراليهم نظرة دونية . ولان ليس له مبدأ ثابت ولا طريق واضح ، يتلون كما تتلون الحرباء، مع تميزه باللعب في العبارات والتناقض في التصريحات كما نشاهده على شبكات الفضائيات من البعض المتلاعبين بالكلمات ، والاضطراب في المواقف والملمات، فهو مع الريح والسائد والغالب، موقفه متذبذب لا يستقر إلا وفق هواه ونظرته القاصرة.
يقول الرسول العظيم عليه واله الصلاة والسلام:( سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل: و ما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) ، وهو التافه من الرجال القاعد عن المساعي الغير الكريمة .
الإنسان الصادق يجب أن يسعى إلى تحقيق التوازن بين اهتمامه بذاته والآخرين، فالسعي المطلق إلى إرضاء النفس يعد نوعاً من الأنانية، كذلك إنكار الذّات أمام الآخرين يعد من أنماط التفكير السلبي، حيث إن إهمال الذات يؤثر على الجوانب النفسية والصحية للإنسان بمرور الوقت.
من منا لا يتطلع للوصول للقمه و الوصول للتميز بكل مكان وبكل مجال فقط بالطرق التي تجعلنا نختلف عن بعضنا في تحصيل النجاح والوصول الى القمة بالتمييز في العطاء.. هناك من يصل لها عن طريق الكذب والنفاق و هناك من يصل اليها وذلك بالصعود على أكتاف الغير وهناك من لايستطيع الوصول اليها . التعامل مع الناس من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم، فليس من السهل أبداً أن نستحوذ على احترام وتقدير الآخرين، وفي المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك.
وفي حال استطاع الفرد توفير بناء جيد من حُسن التعامل، فإن هذا سيسعده هو في المرتبة الأول، لأنه سيشعر بحب الناس له وحرصهم على مخالطته ، ويسعد من يخالطهم ويُشعرهم بمتعة التعامل معه،
الشخصية الوصولية مستعدة للتخلي عن القيم والمبادئ، والتقولب بقوالب جديدة حتى لو تنافت مع مفاهيمه، والتأطر بإطار جديد، وبالتالي يتيح لنفسه استخدام أساليب النفاق والتملق والتزلف، لصاحب القرار والمعني بذاك الشأن وكسب وده، والإطراء والمبالغة بالمدح بما لا يستحق، وانتقاص الآخرين وخصومتهم وبغضهم، والتحريض ضدهم والاستعلاء عليهم، وقد قال عليه الصلاة والسلام( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) ، وبطرائق الحق دفعه للخير وإنكاره ترفعا وتجبرا عليه وقيل هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقا، وقيل هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله، والغمط هو الازدراء والاحتقار .
علينا ان نعرف بأن كل من يزرع معروفا سيحصد معروفا ومهما ارتفع على حساب غيره فان علوه لن يدوم. فيجب الانتباه لمن له فضل عليك ولا تجعل أكتاف الآخرين سلم لك دون أي تقدير أو احترام .. إن الحياة تتطلب منا الجهد والتعب والسليمة وبالجد والاجتهاد لا بالطرق الملتوية والتسلق على أكتاف الآخري نبذل الغالي والنفيس من أجل أن نبلغ القمم ونعانق السحاب ولكن يجب أن نرتقي بطموحنا بالطرق السليمة والقدرة الذاتية وتنميتها بشكل صحيح دون خمط حق الغير .واذا اخطأ الانسان ليس عيبا أن يتراجع الإنسان عن خطأ ارتكبه، أو انحراف تلبس به فترة من الزمن، أو الاعتراف بالذنب وتصويب مسار معوج سابق، بل هذا واجب ومطلوب إذ يقول عليه واله الصلاة والسلام (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )، لكن من المعيب الإصرار على الذنب وعدم الاعتراف به، ومن الطامات البقاء على مسار منحرف أو فهم خاطئ أو معتقد فاسد أو نهج معوج أو سلوك مشين والإصرار عليه، بعد معرفة الحق والصواب وطريق النجاة من المهلكة الكبرى.