17 نوفمبر، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

المسؤول وثقافة الاستقالة بين بغداد وعمان

المسؤول وثقافة الاستقالة بين بغداد وعمان

تناقلت وكالات الانباء وفاة سبعة أشخاص من المصابين بفايروس كورونا في مستشفى السلط الجديد في الأردن وذلك بسبب نقص في إمدادات الأوكسجين ، الأمر الذي استدعى توقيف مدير المستشفى ، وإقالة مدير صحة السلط وتقديم وزير الصحة استقالته ، وخروج رئيس الوزراء أمام الملأ ليتعرف بخجله د وقبل كل ذلك نزل الملك الى الشارع يعتذر من الناس ، سبعة من البشر راحوا ضحية فساد انقلبت على أثر الحادثة الدنيا وخجل المسؤول بل وخاف من العاقبة كل من له علاقة بهذا الحادث ، هذا كل ما حصل في الاردن امس ، يقابلهم ثمانية قتلى في العراق جراء عمل عدواني على الابرياء وهم من اصحاء الجسم وليسوا من المصابين بالفيروس ، ربما يفكر أحدنا ان يقول قدر مقدر ما حصل في الاردن ولم تكن هناك نوايا لاماتة الناس في السلط ولكن ما حدث في صلاح الدين نوايا مبييتة للقتل ، هناك انقلاب للدنيا وهنا اعتدلت المناصب واهتزت الكلمات الجوفاء ، لا أحد يخجل ولا آخر يستقيل ولا ثالث يعمل غير النقد واتهام طرف أخر ، وضحك على الذقون ، وبصق على من لا ذقن لديه،
ان ما حصل في صلاح الدين هو جزء من سلسلة اعتداءات على المدنيين من النساء والأطفال والرجال العزل ، وجزء من فوضى حكومي لا يستطيع معها المسؤول التمييز بين المتامر والغاسد وبين من هو فاقد الاهلية القيادية ، وهذه المرة المئة على أقل تقدير التي تحصل فيها مثل هذه الحوادث المفجعة ، وقبلها بيوم اغتيل والد المحامي المفقود في ميسان ، وقبلها وقبلها آلاف الحوادث التي تحدث كل يوم ،وكأن العراق لا مسؤول فيه عن مثل هذه الحوادث ، بالامس استنكر رئيس الوزراء وشكل لجنة كأخواتها السابقات ، ونزل الى الميدان وزير الداخلية وانتفضت قيادة العمليات المشتركة لتعلن إلقاء القبض على الفاعل وشارك المسؤولون لتشييع المفعول بهم ، ولكن لم يستقل اي مسؤول ، او بالاحرى لم يقال اي مسؤول فانا على خطأ نحن لا نعرف ثقافة تحمل المسؤولية كما اعلن وزير الصحة الاردني وهو يقدم استقالته ، او لم يقال المحافظ وهو يدلوا بخرافاته ، او لم يشعر رئيس الوزراء بالخجل كما قال رئيس وزراء الاردن ، ولم ينزل رئيس الجمهورية إلى الميدان كما فعل الملك ، رئيسنا مثل الملك مصون غير مسؤول وله الامتيازات والاصول، يصول في الكلام ويجول ، اما وزير الداخلية فبدلا من ان يستقيل صرح مبهرا العالم بان كل الخطط الامنية ستستبدل ، ونحن نعرف انه جنرال ورئيسا سابقا لاركان الجيش ، كان عليه ان يحدد بتصريحه هذا نوع الخرق الذي حدث واسباب الخرق ومن المسؤول عن هذا الخرق او الوحدة الامنية صاحبة الشأن ،
ان التراخي الحكومي هو ناتج عن عوامل عدة يقف في مقدمتها ، ان المخطط يتطلب هذا التراخي يتطلب الانهيار التدريجي للعراق ، وهذا يتطلب سفك الدماء البريئة على يد داعش والقاعدة والتنظيم المسلح المنلفت والاقتتال العشائري وقتل المافيات وتعديات عصابات الجريمة ، المهم هو التهيئة لجعجعة السلاح او جعل لغة الموت هذه ان تكون لغة السياسة والإدارة الحكومية ، لا لغة الاعتراف بالفشل ، لغة الاستقالة وترك الساحة للوطني الكفؤ المخلص ، وشتان بين ما حدث في عمان وما حدث في بغداد ، هناك كان الخجل الاعظم وهنا كان رد الفعل الاجوف ……

أحدث المقالات