تناقلت وكالات الانباء وفاة سبعة أشخاص من المصابين بفايروس كورونا في مستشفى السلط الجديد في الأردن وذلك بسبب نقص في إمدادات الأوكسجين ، الأمر الذي استدعى توقيف مدير المستشفى ، وإقالة مدير صحة السلط وتقديم وزير الصحة استقالته ، وخروج رئيس الوزراء أمام الملأ ليتعرف بخجله د وقبل كل ذلك نزل الملك الى الشارع يعتذر من الناس ، سبعة من البشر راحوا ضحية فساد انقلبت على أثر الحادثة الدنيا وخجل المسؤول بل وخاف من العاقبة كل من له علاقة بهذا الحادث ، هذا كل ما حصل في الاردن امس ، يقابلهم ثمانية قتلى في العراق جراء عمل عدواني على الابرياء وهم من اصحاء الجسم وليسوا من المصابين بالفيروس ، ربما يفكر أحدنا ان يقول قدر مقدر ما حصل في الاردن ولم تكن هناك نوايا لاماتة الناس في السلط ولكن ما حدث في صلاح الدين نوايا مبييتة للقتل ، هناك انقلاب للدنيا وهنا اعتدلت المناصب واهتزت الكلمات الجوفاء ، لا أحد يخجل ولا آخر يستقيل ولا ثالث يعمل غير النقد واتهام طرف أخر ، وضحك على الذقون ، وبصق على من لا ذقن لديه،
ان ما حصل في صلاح الدين هو جزء من سلسلة اعتداءات على المدنيين من النساء والأطفال والرجال العزل ، وجزء من فوضى حكومي لا يستطيع معها المسؤول التمييز بين المتامر والغاسد وبين من هو فاقد الاهلية القيادية ، وهذه المرة المئة على أقل تقدير التي تحصل فيها مثل هذه الحوادث المفجعة ، وقبلها بيوم اغتيل والد المحامي المفقود في ميسان ، وقبلها وقبلها آلاف الحوادث التي تحدث كل يوم ،وكأن العراق لا مسؤول فيه عن مثل هذه الحوادث ، بالامس استنكر رئيس الوزراء وشكل لجنة كأخواتها السابقات ، ونزل الى الميدان وزير الداخلية وانتفضت قيادة العمليات المشتركة لتعلن إلقاء القبض على الفاعل وشارك المسؤولون لتشييع المفعول بهم ، ولكن لم يستقل اي مسؤول ، او بالاحرى لم يقال اي مسؤول فانا على خطأ نحن لا نعرف ثقافة تحمل المسؤولية كما اعلن وزير الصحة الاردني وهو يقدم استقالته ، او لم يقال المحافظ وهو يدلوا بخرافاته ، او لم يشعر رئيس الوزراء بالخجل كما قال رئيس وزراء الاردن ، ولم ينزل رئيس الجمهورية إلى الميدان كما فعل الملك ، رئيسنا مثل الملك مصون غير مسؤول وله الامتيازات والاصول، يصول في الكلام ويجول ، اما وزير الداخلية فبدلا من ان يستقيل صرح مبهرا العالم بان كل الخطط الامنية ستستبدل ، ونحن نعرف انه جنرال ورئيسا سابقا لاركان الجيش ، كان عليه ان يحدد بتصريحه هذا نوع الخرق الذي حدث واسباب الخرق ومن المسؤول عن هذا الخرق او الوحدة الامنية صاحبة الشأن ،
ان التراخي الحكومي هو ناتج عن عوامل عدة يقف في مقدمتها ، ان المخطط يتطلب هذا التراخي يتطلب الانهيار التدريجي للعراق ، وهذا يتطلب سفك الدماء البريئة على يد داعش والقاعدة والتنظيم المسلح المنلفت والاقتتال العشائري وقتل المافيات وتعديات عصابات الجريمة ، المهم هو التهيئة لجعجعة السلاح او جعل لغة الموت هذه ان تكون لغة السياسة والإدارة الحكومية ، لا لغة الاعتراف بالفشل ، لغة الاستقالة وترك الساحة للوطني الكفؤ المخلص ، وشتان بين ما حدث في عمان وما حدث في بغداد ، هناك كان الخجل الاعظم وهنا كان رد الفعل الاجوف ……