6 أبريل، 2024 8:17 م
Search
Close this search box.

المسؤول الدوني والابتزاز الالكتروني (2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان ولا زال اعتلاء الكراسي وتسنم المناصب في العراق يتم عن طريق الرشى  والعمالة والمحسوبيات , بينما الاولوية في الدول الناجحة لأصحاب الشهادات والكفاءات والاختصاصات ؛ وعليه من السهل في العراق تسلق سلم المناصب والوظائف العامة من قبل المتملقين والتافهين والفاشلين والفاسدين والحزبيين والجهلة السطحيين وانصاف المثقفين والمتعلمين .

وجاءت الديمقراطية بعد اللتيا والتي ؛ وتنعم العراقيون بالحرية بعد ان تجرعوا كأس الدكتاتورية والقمع والمنون , الا انها جاءت عرجاء مشوهة بفعل نظرية الفوضى الخلاقة الامريكية الخبيثة والتي استهدفت العراق والامة والاغلبية العراقية , والتي اسفرت عن شيوع العديد من الظواهر السلبية والسلوكيات المنحطة و الانشطة والفعاليات الاعلامية والدينية والاجتماعية والسياسية الهابطة , كظاهرة الابتزاز والنصب والاحتيال الالكتروني , وصيرورة الجهلة والامعات  رموز وشخصيات , وتفشي الدعارة بمختلف صورها والوانها , و كثرة الناطقين باسم الاحزاب  والفصائل السياسية والدوائر والوزرات الحكومية والمنظمات والهيئات والمؤسسات العراقية , و تسريب الوثائق الرسمية , والتجاوز على الساسة والمسؤولين والموظفين , وهتك سمعة وهيبة وكرامة رجال الدولة , والغلو في الطقوس الدينية … الخ ؛ بحجة الديمقراطية وذريعة الحرية .

ومن نتائج هذه الفوضى المدمرة والخطة الامريكية الخبيثة , الفضيحة الاخيرة التي طالت ضباط في وزارتي الدفاع والداخلية , والتي اتهم بها العديد من الضباط العراقيين , ومنهم الفريق الركن سعد العلاق وبغض النظر عن تفاصيل الفضيحة والتي سأذكر تفاصيلها في المقالات القادمة , ودور السيد سعد العلاق فيها ؛ وما الت اليه نتائج التحقيق , وما هو رأي القضاء العراقي فيها … ؛ لفت انتباهي انتشار فيديو مقزز  ؛ يقوم به احد الاشخاص بإسقاط صورة السيد معاون رئيس أركان الجيش للإدارة ؛ بواسطة الماسحة التي يستخدمها العراقيون  لإزالة الاوساخ والقاذورات …!!

وبعد استهجان احرار العراق واعتراض المواطنين على هذا التصرف الهابط والذي يسيء لسمعة العراق اولا و هيبة الدولة و وزارة الدفاع ثانيا ؛  أعلنت وزارة الدفاع،  عن تشكيل مجلس تحقيقي بسبب إسقاط صورة معاون رئيس أركان الجيش للإدارة سعد العلاق... ؛ وذكرت  وزارة الدفاع في بيان :  إن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت مقطعًا فيديويًا لأشخاص يقومون بإسقاط صورة السيد معاون رئيس أركان الجيش للإدارة، وبناءً على هذا التصرف أمر وزير الدفاع بتشكيل مجلس تحقيقي بحق الأشخاص المسؤولين عن هذا العمل وإيداعهم التوقيف لقيامهم بهذا التصرف غير الاخلاقي والذي لا يمت بصلة لأخلاق جيشنا العراقي البطل … .

و علق الفريق الركن سعد مزهر العلاق، يوم الخميس (21 آذار 2024) ، بعد حادثة نقله الى إمرة وزارة الدفاع وأنباء تورطه بـ”شبكة وهمية” متورطة بابتزاز شباط وجنود... ؛  في منشور على صفحته في الفيسبوك  ؛ قائلا :  “بغداد اليوم”، “تتزاحم الأقاويل وتتعدد التهم وقد يصدق البعض بما يذكر وينسب لنا وبما يقال عنا وسنترفع عنها وعنهم”...؛ وأضاف “لكننا ما زلنا نقول أن التاريخ يكتبه من عشق الوطن والأرض وقاتل الارهاب وقاد ثورة الحق ضد الباطل ولابد للحقيقة أن تتضح وتظهر ولو بعد حين، ثقتي بالله لا حدود لها وحسبي الله اصدق القائلين”.

من الخطأ والخطل نصرة الحق بالباطل , ومقارعة الرذيلة بالرذيلة , فالخطأ لا يصحح بالخطأ مطلقا … ,  وهم بهذه التصرفات الهابطة والاجراءات المشبوهة يحاولون الظهور بمظهر الغيارى والوطنيين الا ان الله يعلم بانهم من ألد العملاء الفاسدين  والخصوم المنكوسين  , فلا يجوز اهانة الرتب العسكرية والقيادات الامنية بحجة ارتكاب جريمة او خطأ ما  لم يصدر القضاء العراقي حكمه فيها بعد ؛ اذ ان مسؤولية محاسبة الساسة والمسؤولين والقادة العسكريين والامنيين مناطة بالقضاء العراقي  فحسب ؛ لا بالأوباش الجهلة الذين يسيئون للحكومة والسمعة الوطنية , فالقصد الحقيقي من هذه السلوكيات المنحطة تشويه سمعة العراق والقوات الامنية ومحاولة اذلالها واهانتها بمختلف الطرق الملتوية والوسائل الناعمة , وايصال رسائل للعراقيين والعالم اجمع ؛ بأن هؤلاء ليسوا اهلا للحكم  والمسؤولية وفي عهدهم تمت اهانة الرتب العسكرية , ومن ثم استثمار هذه الصور والاحداث والمفردات الجزئية التي تبقى عالقة في الذاكرة الوطنية ؛  لتكوين نظرة  سلبية كلية عامة عن ابطال القوات المسلحة والامنية ؛ للانقضاض على الحكومات العراقية المنتخبة واسقاطها فيما بعد بذريعة الثأر للهيبة الوطنية والرتبة العسكرية , والمجيء بالبديل الطائفي او التكفيري او القومجي او البعثي او الصدامي  الاسوء  .

ان التكرار المستمر لإنتاج فيديوهات وصور وفضائح تمس كرامة الضباط وسمعة القوات الامنية والعسكرية ؛ ونشرها بين الاوساط العراقية والعالمية ؛ يؤدي الى تشويه صورة الحكومة ورجالها والتقليل من هيبة الدولة , ودفع الجهلة والاوباش للتطاول على موظفي الدوائر الرسمية … ؛ وعلى المسؤولين الوطنيين والساسة الغيارى تطهير وزراتي الدفاع والداخلية والاجهزة الامنية من العناصر الفاسدة والدونية والرخيصة والمنحطة والمرتزقة والعميلة والمرتبطة بالأجندات والجهات الخارجية والمعادية ,  فهؤلاء بعيدون كل البعد عن الرتبة العسكرية والمرسوم الجمهوري و الروح الوطنية والحس الامني والشعور بالمسؤولية والمهنية  … ؛ ويجب اتخاذ اشد الاجراءات بخصوص كتمان الاسرار والفضائح التي تخص الرتب العسكرية وقوى الامن الوطني , وحصرها ضمن دائرة القضاء والقرار الحكومي فقط , وذلك تلافيا للتداعيات السلبية التي تنتج عن مثل هذه الظواهر المسيئة .    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب