10 أبريل، 2024 10:07 م
Search
Close this search box.

المسؤوليه والذمه ..والامانه هضبه الجولان ..لن تنسى الابطال

Facebook
Twitter
LinkedIn

في اواخر عام 1983 تم اعاده لوائنا الى منطقه الصويره جنوب بغداد لاجراء اعاده التنظيم ..
يرن جرس الهاتف العسكري فاجيب عليه ..
مامور البداله يقول ..
سيدي هناك رجل كبير في السن على الباب الرئيسي لكتيبتنا ويرغب ان يقابلك …!
اساله …من هذا الرجل ..؟
فيجيب …سيدي لااعرف الا انه يريد ان يقابلك لكونك امر سريه الدبابات الثالثه
اذن سارسل له سيارتي العسكريه لجلبه من باب النظام لكون المسافه بعيده
يطرق الباب الانضباط ويدخل رجل ضعيف البنيه يتوكا على عكازه ..يظهر الوهن والمرض عليه …
تفضل عمي اجلس …اقول له …واستدعي له الشاي …
اساله عن حاجته فيقول لي ..جئت اطلب مساعده ل 3 نواب ضباط في سريتك…!
اتبسم واقول …مساعده بالجمله ..يعني رشق …!!
من هم هؤلاء …؟؟
قال ..نائب ضابط خضير زلقه ونائب ضابط تبينه عبد الرضا ونائب ضابط حنيتو طاهر ….!!
فاتعجب ..واقول له ..كيف صدف ان تكون اقرباءهم جميعا وكل منهم من محافظه تختلف عن الاخرى ؟
فقال ..ساقص عليك قصتي ..ولما انا بحاجه اليهم …
قلت له …..استمع لك ..هات ما عندك …
قال ..اولا احب ان اعلمك باني كنت الضابط الاداري لهذه الكتيبه خلال حرب تشرين عام 1973 حيث اشتركت كتيبتنا على الجبهه السوريه ضد العدو الصهيوني …
وقد كنت وكما تعلم مسؤولا عن تامين العتاد للدبابات وخلال هجومنا على منطقه تل الشعار قمت باستلام عتاد للمدفع 100 ملم للدبابه تي 55 من المستودعات السوريه وتبين ان هذا العتاد هو لمدافع مقاومه الطائرات وعند تجهيزي للسريه الثالثه لم تتمكن من املاؤه بالمدفع رغم انه من نفس العيار وبنفس الصناديق الخضراء الا انه غير مخصص للدبابات ولم يكن الجيش العراقي يستخدم هذا النوع من المدافع مقاومه الطائرات القديمه ..
اتصل مقر الكتيبه وطلب تزويد السريه بعتاد للدبابات لكونها مشتبكه مع العدو وفعلا زودتهم بالعتاد المطلوب والمحمل بعجلات العتاد للخط الثاني الذي استصحبناه معنا من العراق …وقامت طوائف الدبابات بالقاء العتاد السوري غير الملائم في ارض المعركه لعدم امكانيه رزمه داخل الدبابات ..كما ان النقليه لم تعيد العتاد المذكور وكان عدد الاطلاقات 250 قنبله ..
بعد انتهاء المعركه …قام العراق بتسديد كافه اثمان الاعتده ومستلزمات المعركه التي استخدمها من مستودعات الجيش السوري ومن ضمنها هذا العتاد ..
قمنا برفع موقف بصرفيات العتاد في المعركه لتنزيله من الذمه …الا ان مديريه الحركات العسكريه رفضت هذه الفقره لكون ليس هناك مدافع 100 ملم مقاومه طائرات في العراق …واوعزت لمديريه الميره في الجيش العراقي بتشكيل مجلس تحقيقي بهذا الخصوص …!
وتم تشكيل مجلس تحقيقي بحقي واحلت للمحكمه العسكريه …ولكون علاقتنا مقطوعه مع الجانب السوري فلم اتمكن للعوده للبحث عن العتاد ..او تزويدي بكتاب يؤيد القاؤه في ارض المعركه …
استمرت المحاكمات وملاحقتي قانونيا …
اصبت بمرض في جسمي مما اضطرني للرقود في المستشفى واحلت للتقاعد لاسباب صحيه ..
واستمرت المحاكمات في اكثر من محكمه واخيرا انا متهم بالتقصير في هدر المال العام ..وتعريض القطعات لخطر التدمير بتزويدها بعتاد مخالف لكون من واجبي ان اتاكد واحفظ رموز الاعتده للدبابات باللغه الروسيه ..وحينها اعتمدت على ضابط المستودع السوري …
جئت لاخذ مساعده لهؤلاء النواب الضباط كونهم اشتركوا بالمعركه ليشهدوا لي باني لم اتاخر وتم تجهيزهم فورا بالعتاد المطلوب وان العتاد الخاطئ تم القاؤه في ارض المعركه ولكون غدا هو موعد المحاكمه النهائيه …
اقول له …هل هذا معقول ..؟ لقد مضى الان عشر سنوات على تلك الحرب ونحن نخوض حربا اخرى ضد ايران ..ولازالت قضيتك متابعه ..؟
قال لي ..انصحك اخي ..ان تنتبه على الذمه …فهي امانه الشعب والوطن في اعناقنا …
ولا تتاخر في التدقيق والاحتفاظ بقوائم عن كل جزء في دباباتك وسريتك …فهي ليس ملكنا بل هي ملك العراق ونحاسب عليه ..
وقال لقد كنت حريصا اشد الحرص…. الا اني هفوت في تلك المعركه وكان علي التاكد من نوع العتاد واعادته من ارض المعركه …
تم السماح لنواب الضباط بالذهاب للمحكمه للشهاده بعد اخذ موافقه مقر الكتيبه ..
في مساء اليوم الثاني يحضر النواب الضباط امامي ليبلغوني ..باسقاط التهمه عن الضابط الاداري المتقاعد مع ايقاف الاجراءات القانونيه بحقه…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب