23 ديسمبر، 2024 8:52 ص

المسؤولون عن الفساد أنتم وليس جميع العراقيين

المسؤولون عن الفساد أنتم وليس جميع العراقيين

شعور بالغثيان ينتابني كلما قرأت أو سمعت خطابا لإبراهيم الجعفري , ولا أكتمكم القول إنّ هذا الغثيان يعود لسببين رئيسيين , الأول هو حسّاسيتي المفرطة من جميع الأحزاب الإسلامية , الشيعيّة منها والسنيّة , خصوصا في السنة الأخيرة حيث ثبت لدّي بما لا يقبل الشك أنّ الأحزاب الإسلامية هي البلاء الذي حلّ بالعراق والعراقيين , والسبب الثاني يتعلق بشخص الجعفري نفسه , فهذا الرجل يصحّ أن تطلق عليه لقب ثرثار العراق الأول , وملك الخطابات المبهمة وغير المترابطة , أو الرجل الذي لا يعي مايقول .
فهذا الثرثار الذي يتصوّر نفسه مصلحا وقائدا ومفكرا , يحمّل العراقيون جميعا وفي كل مكان مسؤولبة الفساد الذي جاء به هو وحزبه وباقي رفاق دربه من الأحزاب الإسلامية الأخرى الفاسدة , فكيف يكون المواطن البسيط المغلوب على أمره والذي لا يجد لقمة عيشه متساويا في المسؤولية مع القادة والوزراء والنوّاب الذين ضجّت حتى ملائكة السماء من فسادهم ؟ وإذا كان الفساد قد تحوّل إلى ثقافة كما يدّعي الثرثار الفاسد , فهو بفضل سلوك هؤلاء القادة والوزراء و النوّاب الذين أشاعوا هذه الثقافة في المجتمع , فهؤلاء القادة ومنهم الثرثار الجعفري قد عكسوا طبيعة فكرهم الفاسد وسلوكهم القمئ , فهم آخر من يتحدّث عن الشرف والنزاهة والتضحية .
فالفساد يا ثرثار العراق الأول مرتبط بكم أنتم وبفكركم الظلامي والمتخلف وبأحزابكم التي تدّعون إنها إسلامية وهي في الحقيقة أحزاب شيطانية فالقوانين التي شرّعتموها لأنفسكم لم يكن للفقراء والمساكين من أبناء الشعب العراقي أي دور في تشريعها , واتحدى ثرثار العراق أن يخرج للشعب ويتحدث عن قصة العقد الذي وقّعه حين أجبر عن التنازل عن رئاسة الوزراء , والذي يسمح له بالسيطرة على القصر الرئاسي في المنطقة الخضراء لمدة خمسين عاما , أو يقول كم هو الراتب الذي يتقاضاه حاليا من خزينة الشعب العراقي ؟ .
أما القول إنّ ثقافة الفساد تحتاج إلى معادل ثقافي , فهو صحيح فهذا المعادل هو في الثورة الثقافية والإنقلاب على الفكر الظلامي والمتخلف والفاسد , فثقافة الفساد التي جائت بها أحزاب الإسلام السياسي , بحاجة إلى ثقافة مضادة تعيد للانسان العراقي توازنه الأخلاقي وتعيد فيه معاني حب الوطن والإخلاص والتضحية من أجله , فلا أحد يستطيع أن ينكر أنّ معاني وقيم الوطنية قد تراجعت بشكل كبير خصوصا بعد سقوط النظام الديكتاتوري المجرم في العراق وسيطرة أحزاب الإسلام السياسي على مقدرات البلد , فالعراقيون اليوم بأمس الحاجة لاستعادة هذه القيم التي صادرتها أحزابكم يا ثرثار العراق الأول .