في عمل ينوي الفرد والجماعة القيام به يكون التخطيط والحساب للمستقبل العامل الرئيسي للنجاح ولديمومته وفي كل مراحل الحياة دأب الناس على التفكير بما سيعملون فاما الفشل او النجاح واما التساوي وفي كل الاحوال يجب اعادة النظر ومناقشة ماحصل ومانتج عنه لتسهم هذه الالية في تفصيل الادوار وتقوية العمل للوصول للصورة المطلوبة .
هذه المقدمة البسيطة نطرحها ونقارنها بواقعنا السياسي الذي نمر به والذي يشهد اظطرابا واضحا في الرؤى والتقدير والتخطيط مما ينعكس سلبا على المجتمع فنحن ومنذ فترة ليست بالقصيرة نرى الازمات السياسية تتراكم وتتزايد بسبب وجود آلية المنفعة الذاتية لاالوطنية وهذا الاضطراب ادى الى بروز نوع من الازدواجية في النظرة الى الواقع فترى قسما من الاحزاب السياسية تعمل وفق ماتراه فقط ولاتدع مجالا للمشاركة في رايها وبالتالي تكون انعكاسا لما يعانيه هذا الحزب وقسم آخر يعمل وفق نظرة التبعية وهذا يؤدي الى عدم وجود نظرة سليمة ناصحة تشخص الاحداث وتحللها وتضع الحلول المناسبة لها وتكون ممثلة ناجحة لما يريد الشعب واحزاب اخرى تعمل وفق مصالحها المشتركة مع الاخرين بدون النظر الى المصلحة العليا وهذه ايضا مؤداة للسلب والابتعاد عن النجاح .اذن المطلوب لتلافي كل هذا وذاك وليكون النجاح حليف الجميع بعد ان اوصلتنا هذه المزايدات والاختلافات الى مكان غير مرغوب به ووضع مربك مرتبك ممكن باستمراره السقوط والفشل وبالتالي يعم الخراب ويكون الانهيار لاسامح الله والعودة من جديد الى التناحر والتنازع وهذا لايخدم احد ابدا المطلوب هو ,الترفع عن مصلحة الذات وتغليب المصلحة الوطنية وكسب ثقة الشعب ,والتعامل مع الاحداث وفق نظرة بعيدة ومستقبلية لاآنية ضيقة ,المشاركة مع الجميع في طرح المشاريع الصالحة التي لها علاقة بالواقع السياسي وتجاوز سلبياته,ثم التدرج الفكري والالتزام بالطروحات النظرية التي تهدف الى وضع الوطن في الاوليات ,التعيش بسلام واختلاف الراي الودي مع الاخر لابسياسة القتل والعنف ,وتطوير مستوى الاداء من خلال الاستفادة من تجارب الغير ,ثم وضع آلية لاعلى مستوى من الاهداف لغرض الوصول اليها ,طرح الاختلافات الخاصة جانبا والاهتمام بالمشاكل المشتركة العامة ,طرح البديل دائما وعدم الاعتماد على الطرح المتشدد ,واخيرا الخوف من الله تعالى في التصرف والطرح لنيل اسباب التسديد والتوفيق .
بهذه الروحية والاجواء النفسية نستطيع السير مجتمعين الى الامام ونيل ثقة الناس ليعاونونا في عملنا واذا ما وصل الشعب بثقته بقادته الى المستوى المطلوب فان الرفعة والتقدم قادمان لامحالة وما التوفيق الا من عند الله تبارك وتعالى .