23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

المزاعم الواهية للإيحاء بقوة النظام الايراني

المزاعم الواهية للإيحاء بقوة النظام الايراني

يحاول القادة والمسٶولون الايرانيون هذه الايام وبصورة ملفتة للنظر الإيحاء بأنهم يرفضون إجراء الحوار والتفاوض بشأن برنامجهم النووي ويريدون بذلك أن يظهروا أنفسهم غير مکترثين بالتهديدات والصغوط الامريکية وإن أمورهم على مايرام بل وحتى الإيحاء بأنهم في موقف قوي، وبشکل خاص بعد الاعلان عن المطالب الثلاثة الرئيسية والترکيز عليها من أجل الجلوس على طاولة المحادثات في جولتها السابعة، ويسعى النظام الايراني الى التشديد على إنه غير مستعد للتتنازل عن أي منها.
النظام الايراني الذي لايزال يراهن على الاختلافات في مواقف الدول العظمى والسعي من أجل التصيد فيها لکن لايبدو بأن روسيا والصين مستعدتان للمضي کما يشتهي ويريد النظام الايراني والتضحية بمصالحهما الدولية من أجل ذلك، ولاسيما وإنه يبدو واضحا بأن قادة النظام في إيران ومن جراء حيرتهم أزاء الاوضاع المعقدة وتخوفهم من تفجر الاوضاع الداخلية ولاسيما وإن کل شئ يکاد أن يکون مهيئا لذلك، فإنهم يحاولون عن طرق المواربة والتمويه وممارسة الخداع جعل الصورة غير واضحة أمام العالم والامريکيين بشکل خاص من أجل إيجاد ثمة مخرج أو على الاقل موقف متساهل ويميل للين من جانب واشنطن.
الصورة بالنسبة لمختلف أوضاع إيران واضحة أشد الوضوح وهي إن النظام صار أمام مواجهتين لايمکن أن يحسم أيا منهما لصالحه، الاولى داخليا مع الشعب والمقاومة الايرانية حيث إن المقاومة الايرانية قد نجحت بعد نضال 4 عقود متواصلة من حسم الامور وجعل الشعب في خندق واحد معه من أجل تحقيق الهدف الاکثر مطلوب إيرانيا وهو إسقاط النظام خصوصا وإن الشعب الايراني قد يأس من هذا النظام بجناحيه وتيقن من إن ماکانت المقاومة الايرانية تدعو إليه وتطالب به لإسقاط النظام کحل وحيد للأزمة الايرانية، هو عين الحق والصواب، فالشعب صار معبئا وواعيا تمام الوعي من حيث الرفض القاطع للنظام وهو مايدرکه النظام جيدا ولايتمکن أبدا أن يواجه الانفجار الشعبي لو حصل في أية لحظة في الظروف الحالية بشکل خاص، وخارجيا، فإن النظام وبحسب رأي معظم الخبراء العسکريين والاوساط السياسية والاستخبارية لايستطيع أبدا أن يحسم المواجهة مع الولايات المتحدة الامريکية لصالحه، ولهذا فإنه بين مطرقة الشعب وسندان العقوبات والضغوط الدولية عموما اوالامريکية منها خصوصا.
الاوضاع الحالية التي يحاول النظام الايراني وبعد ثلاثة أشهر من مباشرة حکومة ابراهيم رئيسي لأعمالها، الإيحاء للعالم بأنها تسير لصالحه في وقت إنه لايوجد أي مٶشر أو دليل يمکن أن يثبت ذلك خصوصا وإن التحذيرات المنطلقة من داخل أوساط النظام نفسه والتي تحذر من وخامة الاوضاع ومن إحتمال إندلاع إنتفاضة غير عادية قد تساقط النظام وکذلك التحذير من إتساع الدور الشعبي لمجاهدي خلق وخصوصا بعد أن باتت المطالب الشعبية والدولية تتزايد بضرورة عزل ابراهيم رئيسي من منصاب الرئاسة ومحاکمته على دوره في مجزرة عام 1988، ولذلك فإن النظام الذي يبدو عالقا أو بوصف أدق بين المطرقة والسندان، لايمکنه البقاء طويلا في وضعه هذا وإن الاسابيع القادمة ستثبت ذلك حتما.