عندما لاتكون الكتابة من أدوات الوعي فأنها لاتصلح أن تسمى بالكتابة ولا أن تتسربل بعناوين الحرف صانع أبجدية الضمير خميرة الكلام , فالفلاسفة يقولون : الكلام أخراج مافي الضمير ؟
والضمير هو الخط الجدي المشغول بالهدف السامي حيث تكون بوصلة السماء نورا وتدفقا وعطاء ؟
وكل كلام وكل كتابة تبتعد عن الجدية وتبتعد عن الهدف السامي لبوصلة السماء هي عبث لايحظى بعنابة الكاتبين البررة ” وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ” ؟
عندما أريد أن أكتب عن ” المرمون ” أريد أن أشكل وعيا لهذه ألامة المتقاعسة عن واجباتها بشروط بوصلة السماء , والمترهلة على أرصفة الحياة يلفها الخدر وتخدعها أنظمة خائفة مرعوبة تعين ألاخرين عليها وتستجدي الحماية ممن هم يرون وجودها عبئا لامبرر له ؟ وأولئك هم المرمون ؟
فالمرمون هم التيار الديني الصاعد لقيادة الولايات المتحدة ألامريكية التي تحاصرها أزمة الديون الخارجية وأزمة بطالة المدن التي عبرت عنها تظاهرات وول ستريت ؟
المرمون هم أتباع الكنيسة المتطرفة ” ألانكلوكانية ” وهؤلاء يملكون مايلي :-
1- 60 مليون من ألاتباع في أمريكا وجماعات متفرقة في الدول ألاوربية
2- ولهم 200 كلية لاهوت
3- وعندهم 43 أذاعة
4- وعندهم 20 ألف قس متطرف واحد منهم من أراد حرق القرأن ؟
5- وعندهم عدد كبير من القنوات الفضائية ؟
6- ورئسهم هو ” مت رومني ” المرشح القادم لرئاسة الولايات المتحدة ألامريكية ؟
وهؤلاء يرون الصداقة الحقيقية والدائمة هي مع اليهود ومع دولة أسرائيل ؟
وهم يعتبرون الصهيونية هي نشيد السيد المسيح ؟
ويرون توحد الدين المسيحي والدين اليهودي في دين واحد هو اليهودية ؟
وهم يؤمنون بالتوراة المتطرفة من خلال كتاب حزقيال الجزء 38-39- ؟
وهم يرون المعركة الفاصلة التاريخية لابد أن تقع وهي ” الهرمجدون ” ويعدون العدة لها وهذا هو الفهم اليهودي الصهيوني للهرمجدون ؟
ويعتقدون بأن يأجوج ومأجوج لابد من مواجهتهم وألانتصار عليهم في بابل ” العراق ” وألان عدلوا من رأيهم ويرونها في أيران ؟
والمرمون بهذا المعنى هم متدينون توراتيون متطرفون وقيادتهم للولايات المتحدة ألامريكية بعقلية توراتية هو السبب الحقيقي لتفسير العلاقة ألامريكية ألاسرائيلية التي لم تجتهد ألانظمة العربية المترهلة لمعرفة سر هذه العلاقة فتركت شعوبها في حيرة من أمرها , وفي الطرف ألاخر كان الخصم التاريخي لهذه ألامة ذكيا عندما قام بنشر ثقافة العلمانية ليضعف علاقة شباب ألامة ومتعلميها بالدين سواء كان الدين المسيحي أو ألاسلامي , بينما تحرص القيادة ألامريكية عبر كل رؤساء أمريكا على تبني الفهم التوراتي المتطرف والذي تحمس له ريكان في الثمانينات الذي كان يتمنى المشاركة بمعركة الهرمجدون ؟ ثم كان أشد المتحمسين جورج بوش ألابن ولم يكن أوباما بعيدا عن هذا الخط التوراتي ولكن ألازمة ألاقتصادية التي تعصف بأمريكا قللت من فرصه بالفوز لولاية ثانية , بينما أصبح ” مت رومني ” رئيس تيار المرمون هو النجم الصاعد لرئاسة الولايات المتحدة ألامريكية ؟
ولكن علينا أن لاننسى العقبات وألانتكاسات التي تواجه أمريكا والتي يعتقد المحللون من داخلها أنها لن تتجاوز عام 2025 ألا وهي تترنح طريحة ألازمات القاتلة ومنها :-
1- سكان المخيمات من الفقراء بسبب ألاعاصير ؟
2- أزمة الديون الخارجية
3- أزمة البنوك والمصارف وما أصابها من أفلاس ؟
4- تناقص معدل النمو الداخلي الذي يهدد بفقدان الدور الريادي لآمريكا في ألاقتصاد العالمي ؟
5- مشاكسات الكنيسة المتطرفة مع الفاتيكان ؟
6- أعتمادها على المجاميع ألارهابية كوسيلة لتفتيت المنطقة العربية وألاسلامية وهو السحر الذي سينقلب على الساحر وما ألازمة السورية ألا واحدة من عوامل كشف التطرف ألامريكي ؟
7- أعتماد ألادارة ألامريكية سياسة فرق تسد بين أبناء الشعب العراقي هو من عوامل فشلها الذي كشفه عدم تدريبها الجيش العراقي وعدم مشاركتها بصدق في أعادة أعمار العراق وسيعها الدائم لتفتيت الدولة العراقية ؟
8- عملية أنسحابها من العراق المحاط بالشكوك والغموض وتركها الدولة العراقية تعاني من أعاقة دبلوماسية مع كل الجيران ومن عاهات قاتلة في المياه والحدود والسماء والمال والفصل السابع لازال عنوانا لعدم مصداقية أمريكا ؟
والمرمون التوراتيون المتطرفون هم من سيرث بقايا القوة ألامريكية في العقدين القادمين وسيسعون لترجيح الكفة الصهيونية وتفتيت المنطقة العربية مستفيدين من مخلفات الثقافة العبثية التي سموها بالعلمانية وهي خدعة كبيرة كل ذلك من أجل أضعاف روح التدين الحقيقي لدى أبناء ألامة الذين أصبحوا محاصرين بوسائل أعلامية تروج وتسهل الغزو الثقافي للامة من خلال قناة ” الحرة عراق ” وقناة الشرقية التي تستمطر غنج النساء لآشاعة خدر الشهوات الوسيلة المثلى لتدمير قيم ألامة والتي أكتشفها اللوبي الصهيوني واللوبي الغربي منذ مايقرب من ” 300 ” سنة على أنها الوسائل ألاكثر نجاحا وسرعة في تفتيت وعي ألامة وأطالة سباتها ؟
ولكن مقومات الفطرة في صناعتها الكونية ومحرضات العقل الواعي وأستحضار الطاقة الروحية كانت من العوامل التي تتحدى عوامل التخريب والخدر المفتعل لتستجمع طاقة التواصل لرسم مستقبل بشري نابض بالحيوية وألانسجام مع هوية الفطرة ألانسانية التي تجد حاضنتها النهائية في بوصلة السماء ؟ .