18 ديسمبر، 2024 9:19 م

المركز العراقي للدراسات والتنمية الإعلامية.. وصناعة السياسة!

المركز العراقي للدراسات والتنمية الإعلامية.. وصناعة السياسة!

لدى الخبير الإستراتيجي الأمريكي <نعوم تشومسكي>، رؤية مهمة بإتجاه النخب
السياسية التكنوقراط فحواها (المثقفون التكنوقراط ذو الإتجاهات السياسية
هم النخبة الذين يساعدون النظام ويثيرون أسئلة مزعجة، وإذا عارضوا
الحكومة في شئ فإنهم يفعلون ذلك إستنادا” إلى خلفيةٍ براغماتية،
وإعتراضاتهم التي يثيرونها بين الحين والأخر هي تحليلاً سياسياً صارماً)،
والولايات المتحدة الأمريكية، أعطت درساً لكل الدول، إن صناعة السياسة
المنتجة إيجاباً، سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي، لا بد أن ترسم
وتفلتر من خلال مراكز الدراسات والتفكير المتخصصة، لتهيأ الأرضية السليمة
لرجل الدولة، لإتخاذ القرار السياسي السليم، الذي يراد منه تحقيق المصلحة
الوطنية .

عليه فإن من أسباب الفوضى، في العملية السياسية العراقية، القرارات
الإرتجالية أو الإنفعالية، من أصحاب القرار السياسي، متناسين إن صناعة
القرار يحتاج لمأسسة علمية حديثة ترتكز على نخب إكفاء، لهم دراية كبيرة
بما يجري من أحداث، على المستوى الداخلي والخارجي، فالتأثير الجيوسياسي
أصبح كبيرا”، فلم تعد الحدود الجغرافية، كافية لحماية القرار السياسي، في
ظل العولمة الحديثة، وتداخل ثقافات الشعوب المختلفة، عبر تطور مواقع
التواصل، وتكنلوجيا النت الخارقة لعصم الجغرافية والبنية المجتمعية، لذا
صار حتماً لكل نظام سياسي يطمح لبناء بلد مستقر، عليه رسم سياسات متزنة،
ذات توجه براغماتي واقعي، يأخذ بالأعتبار بيئة القرار والمصلحة الوطنية،
وذلك لن يتحقق عبر هيئات المستشاريين الحكومية، بل من خلال التعاون مع
مراكز الدراسات المتخصصة.

والمركز العراقي للدراسات والتنمية الإعلامية، بإدارة د.عدنان السراج،
وهو بمثابة مؤسسة غيرحكومية أو ربحية، يمتلك طاقات علمية ووطنية في كافة
المجالات والأصعدة، تكفلت تلك الطاقات بالتصدي عبر الفضائيات المتنوعة
ومواقع التواصل الإجتماعي، طيلة فترة الحرب على داعش بل من قبلها ولا
زالوا، للإعلام الأصفر الذي أراد، ضعضعة بل كسر الجبهة الداخلية، وهز
الروح المعنوية للمقاتل العراقي، بل وأستطاعت نخب المركز العراقي، أن
تفكك المعدلات السياسية والأمنية المغلوطة، والتي يراد منها خلط الأوراق
الداخلية، إلا أن اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة، ومع تشكيل حكومة
السيد عادل عبد المهدي، وجوب الإنتقال من السياسات الفردية الإنفعالية،
إلى السياسات الممنهجة والمدروسة، والمخطط لها مسبقاً، عبر إشرأك النخب
التكنوقراط، والمتواجدة ضمن المركز العراقي، أو باقي مراكز الدراسات
الأخرى الحقيقية المحتوى.

ولا يمكن الوصول لهذه الحالة الصحية وليست المثالية، إلا من خلال مد جسور
التعاون ، بين الرئاسات الثلاث وإدارة المركز العراقي للدراسات والتنمية
الأعلامية، أو باقي المراكز كما أسلفت، عبر تفعيل دور أعضائه بإشراكهم في
اللجان الحكومية، سواء على المستوى التشريعي أو التنفيذي ، من أجل صناعة
سياسات عقلانية، ترتقي ومستوى التحدي للأزمات التي تنتظر الحكومة
الحالية، نتيجة التراكمات السلبية للحكومات السابقة، وإنتشال البلد من
الهاوية، فعقول المركز العراقي تمتلك خبرات تحليلية تراكمية كبيرة، نتيجة
الكفاءة العلمية والإحتكاك العملي بالنخب العربية والأجنبية، أخيراً يقول
المفكر الفرنسي (كلود فوراستييه): (( إن بوسع الدول المتخلفة، أن تجتاز
هوة تأخرها، ولكن تحقيق هذا الأمر، لا يكون إلا من خلال التغيير
الإيجابي الجذري في العقليات والفعاليات)).