9 أبريل، 2024 4:56 م
Search
Close this search box.

المرعوبون من الشعب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

الطبقة السياسية الرثة التي تقود هذي البلاد المبتلية بجهلهم ولصوصيتهم التي تجاوزت الارقام القياسية في بارومتر الايغال في الفساد المالي وتخريب ماتبقى من جسد العراق المنهك ، توغل في جهلها بتاريخ الشعوب وغضبها على الظلم وان طال امده ، فتفتقت عبقريتها بالصبات الكونكريتية والابواب الحديدية ظناً منها ان هذه الصبات والابواب الحديدية توفر لها الحماية من غضب الشعب وثورته التي تؤسس لنفسها عبر بروفات امتدت من عام 2011 متواصلة حتى اللحظة .
غباء هذه الطبقة السياسية انها لم تدرك بعد ان سيل الغضب الشعبي لايوقفه الرصاص ولا البوابات على استحكاماتها ولا الصبات الكونكريتية على ثقلها ومتانتها.
كل الانظمة الفاسدة على مر التأريخ حاولت ان تحمي نفسها من غضب شعوبها بالاسوار والجدران والاسلاك والرصاص ومسيلات الدموع حديثاً والاعدامات والنفي والتشريد والتجويع والتجهيل ، لكن التأريخ كان يقول كلمته دائماً فتمضي انظمة القهر والفساد الى مزابل التأريخ وتنتصر الشعوب وان طال صبرها وتحمّلها والثمن الباهظ الذي تدفعه دماً ودموعاً .
عار على الطبقة السياسية الرثة هذه ان تنزع عن نفسها ورقة التوت التي تغطي عريها ، وهي تحاول حماية نفسها من الشعب الذي تقول انها تمثله ، فيما الشعب يلملم جراحه التي اثخنوه بها ليقول كلمته فيهم .
كل التأريخ البشري قائم على مواجهة قوتين . قوة السلطة بجبروتها بكل ادوات القمع الدموية في مواجهة قوة الغضب الشعبي في الطريق الى حياة جديدة . وكل نتائج هذا الصراع القدري كانت لصالح الغضب الشعبي وان تعثر هنا وهناك .
من الكونكريتيات والابواب الحديدية سيتسلل ” نواب ” الشعب خلسة الى مقاعد البرلمان ليعقدوا صفقة الايام الاخيرة في غرفة الانعاش التي لن يكفي اوكسجينها لادامة حياتهم السياسية الا لزمن محدود ستطول فيه عذابات الشعب ولمنح هؤلاء ” النواب ” ساعة نوم بلا كوابيس رحيلهم المخزي القادم على ايقاعات صراخ الشعب المقهور ” نريد وطناً ” لايحكمه الجهلة واللصوص !
جهلة ولصوص..
لايدركون ان أمنهم وسلامتهم واطالة زمن وجودهم لاتقوم الا بترضية الشعب والاستماع اليه لا كفقاعات وابناء رفيقات وجوكرية وعملاء سفارات ..
لايدركون ان الظلم ان دام دمّر وان الخديعة عمرها اقصر من حبل الكذب وان سيل الغضب الشعبي ان اندلع لن يقف عند حافات البوابات الحديدية على جسر الجمهورية !
في لحظة قريبة قادمة ستعجز هذه الطبقة الرثة عن مواصلة الحكم بنفس الطريقة وهي اللحظة نفسها التي لايستطيع الجمهور الغاضب ان يعيش بالطريقة نفسها ، فيحدث في تلك اللحظة التأريخية المباركة الصدام الذي سيحول مجرى الاحداث الى مشهد جديد تختفي منه الصور المقرفة للخائفين من الشعب وتظهر صور اولئك الذين سيصنعون الحرية لشعب لن يتواروا منه خلف الابواب الحديدية الكونكريتيات !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب