الصيف يجعل العراقيين يبحثون عن شيء يطفئ لهيبه الحار . ولعل المرطبات والمشروبات الباردة هي الغاية المطلوبة حيث تزدهر الاسواق بانواع المستورد منها فضلا عن المحلي . (الدوندرمة) هي اشهر المرطبات العراقية ذات النكهة الجميلة برغم مرور سنوات على اختفائها .
حجي عباس (70 ) عاما من اهالي مدينة الصدر من الذين مارسوا بيع وصناعة (الدوندرمة) يقول عن عن تلك المرحلة ” يجب على الشخص الذي يمتهن هذه الصناعة ان يكون صاحب خبرة في الاعداد والتحضير والكميات المستخدمة من الحليب والنشأ والاصباغ” يوضع الخليط عادة في وعاء نحاسي محاط بالخشب حيث يفصل بينهما الثلج الذي يضاف اليه الملح بين مدة واخرى. لابد لبائع (الدوندرمة) ان يحرك الوعاء في حركة نصف دائرية بشكل مستمر كي يتماسك المنتوج ويضف حجي عباس ” عادة ما يضرب البائع شفرة القطع بالوعاء النحاسي دلالة على المهارة وخفة اليد ” اليوم بفضل مصانع المثلجات المحلية ووجود المستورد جعل صناعة (الدوندرمة )تنحسر على نطاق ضيق ويذكر حجي عباس سبباً آخر ” وفاة اغلب من امتهن هذه الصناعة وعدم توريث الى الابناء يجعلها تحتفي ” المتعارف عن صناعة (الدوندرمة) بانها رجالية 100% ما خلا بعض النساء اللاتي يمارسنها على نطاق البيت ومن باب الهوية وليس الاعتراف .
مناشئ المرطبات والمثلجات دول الجوار مع منافسة محدودة للمنتوج المحلي كما يقول محمد عبدالوهاب صاحب سوبرماركت في بغداد الجديدة ويضيف ” الموجود حاليا من الموطا هو الايراني والسوري وهو المطلوب من قبل الزبون مع انواع عراقية معروفة بجودتها ” ويتذكر عبد الوهاب ايام (الدوندرمة) وحلاوتها بقوله ” مازال طعم دوردمنة ابو كريم رحمه الله بفمي حيث انتظره كل صباح وهو يمر من دارنا ،خمسة فلوس احصل عليها من والدي واطير بها اليه ”
اختفت (الدوندرمة) العراقية وبقيت حلاوتها وذكرياتها الجميلة عالقة في جيل عاش تلك المرحلة .