7 أبريل، 2024 6:15 م
Search
Close this search box.

المرشحين بين الاحتفال بحلاوة الفوز وبين تقبل مرارة الخسارة بروح ديمقراطية

Facebook
Twitter
LinkedIn

الديمقراطية مصطلح كنا نسمع به في السابق وعرفنا ان معناه حكم الشعب لنفسه… كلمات اسست قواعدها الحقيقية كل الكتب السماوية ولكن بمسمى آخر هو أمر الشورى بينهم واختيار الاصلح والانسب وان يقع الاختيار على من يحمل في صفاته القيادة والحكمة الرشيدة وكذلك العدالة والمساوات بين ابناء الرعية  ولكن القوانين الوضعية الحديثة صاغتها لنا بهذا المعنى الجديد وتحت هذا المسمى. والذي يميل بمفرداته الى تشكيل احزاب وحركات سياسية تضع مناهج خاصة بها من قبل المؤسسين الفكريين لتلك الاحزاب والحركات وتجد ان الافكار والمبادئ والهيكلية التنظيمية لها مختلفة تماما من حزب لآخر فتجد كلمة المؤسس او الامين العام او المرشد هو من يقود هذه التيارات الفكرية المختلفة..
وبما ان العالم يخضع اليوم لنظام حكومات مختلفة الأنظمة فتجد ان لهذه الاحزاب والحركات السياسية الحصة الاكبر في استلام زمام الامور في حكومات تلك البلدان….
مع وجود نظامين مختلفين في عالم السياسة اليوم يحكم هذه الدول فتجد قسم منها يحكمه نظام الخلافة الوراثي او ما يسمى بالنظام الملكي في حين تخضع بقية الدول الى النظام الرئاسي او الجمهوري والذي تتعرض فيه الانظمة الى نوع من دكتاتورية السلطة بسبب انفراد احد القادة للحزب الحاكم بآرائه وتفرده بنظام الحكم ومن المفارقات ان بعض اعوان هذه الأنظمة يطلقون على نظام حكمهم بالنظام الديمقراطي….
اليوم وفي ما يخص نظام الحكم الحالي في العراق وبعد احتلال الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي معها  لبغداد وانهاء نظام دولة استمر لأكثر من ثمانون عام توالى على الحكم فيه ملوك ورؤساء ورافق التغيير بين هذا وذاك ثورات دموية تقودها انقلابات عسكرية..ارادت الدول المسمية بالدول الكبرى الى فرض نظام حكم جديد تحت مسمى النظام الديمقراطي البرلماني والذي يقوم على اساس مفهوم انتخابات محلية لمجالس المحافظات واجباتهم مراقبة كل المشاريع والدوائر الخدمية وان يكون دورهم الرقابي على الحكومات المحلية يتبعها انتخاب مجلس نواب يتم من خلاله انتخاب رئيس لهذا المجلس ثم التصويت على احد المرشحين لرئاسة الجمهورية وبعدها تكليف رئيس وزراء ليقوم بعدها باختيار وزراء لتلك  الحكومة ليصادق عليهم من قبل اعضاء مجلس النواب..
ورغم ان وجود الكثير من الشوائب التي  رافقت هذه العملية السياسية بسبب تقسيم السلطة على اساس طائفي نتيجة انعدام الثقة بين الاطراف المشاركة بهذه العملية السياسية وماترتب من احداث دموية في العراق بسبب هذه المحاصصة المقيتة..
اليوم والعراقيين يشاركون في انتخابات مجالس المحافظات وهي انتخابات حكومات محلية ورغم تشخيص كل وسائل الاعلام للسلبيات التي رافقت هذه العملية الانتخابية واولها انعدام الرقابة وعدم الحفاظ على العملية الديمقراطية من خلال ما جرى من شراء اصوات الناخبين  من قبل بعض الكتل المشاركة وكذلك استخدام دكتاتورية المال فيها.. الا ان هذه الامور اصبحت طبيعية وللأسف الشديد في الشارع الانتخابي العراقي.. ومع كل هذا فانه لابد ان يكون هناك فوز او خسارة وهنا يجب ان نقول لكل الاخوة من المرشحين الفائزين منهم مبارك لكم هذا الفوز بعضوية مجالس المحافظات واعلموا انها امانة ثقيلة في رقابكم ان كنتم اهلا لها وان تجاهلكم للمواطن فرب المواطن لا يمكن تجاهله… واعلموا ان كل الوظائف والمناصب يستحقها اصحابها بسبب الشهادة العلمية والتدرج الوظيفي الاداري الا مناصبكم فإنها بفضل بصمة ذلك المواطن….
ونقول للإخوة الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز ان عدم الفوز لا يعني الهزيمة والانكسار بل يجب ان يعتبره المرشح الخاسر معترك سياسي استطاع الخوض في غماره
ولكن لظروف خاصة احيانا تكون بعيدة عن سباق الانتخابات وبعيدة من مفهوم القاعدة الجماهيرية لم يحالفه الحظ بالحصول على العدد المطلوب الذي يؤهله الفوز والحصول على عضوية مجالس المحافظات..
نتمنى التوفيق للجميع ونرجو ان نعود اخوة متحابين في هذا الوطن بعيدا عن كل المشاحنات السياسية التي رافقت فترة الانتخابات..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب