23 ديسمبر، 2024 3:58 م

المرشحون الى رئاسة الوزراء

المرشحون الى رئاسة الوزراء

في صفحات التواصل الإجتماعي، سيدة إيرانية ثمانية او تسعينية العمر، تُسأل عن مشاركتها في التصويت الإنتخابي أجابت: أكيد؛ كيف أترك حقي ومشاركتي القرار، قيل ومن تختارين؟ أجابت: في فترة قبل الإنتخابات بأربعة أشهر؛ الإختيار مبكراً الأن، ولم يتاح لي الإطلاع على البرامج الإنتخابية والمرشحين.
نظام الحكم الإيراني رئاسي، من التجارب الناجحة في المنطقة، يدور بين حزبين رئيسين : الأصلاحيون والمحافظون.
التنافس الإنتخابي الإيراني بين الحزبين، تجربة من ثمانينيات القرن الماضي، أعطت الإنطباع لدى الشارع عن أيدلوجيات الحزبين ونوع الأشخاص وتفكيرهم وتوجهاتهم لمعالجة المشكلات، تجربة تنافس حزبين أشبه بالتجربة الأمريكية؛ كل دورتين تكون لحزب وأخر معارض بالتناوب.
ما أن إنتهت الإنتخابات البرلمانية العراقية السابقة، حتى حزمت حقائب الأحزاب، تعمل لإستقطاب الناخب من تحركات إعلامية ودعائية مبكرة. الحديث يبدو إنه أخذ كلاسيكية السباق على السلطة، تحركاته علنية وأخرى مريبة في الخفاء تدور حول تشكيل تحالفات، قبل ان يطّلع احدهما على برامج وستراتيجية الأخر وخططه المستقبلية، وماهو العمل للمرحلة القادمة والملاحظات التي سجلتها لتصحيح المسار والتعثرات السابقة، وكيفية إصلاح المؤوسسة الحكومية والبرلمانية وما يتعلق بحياة المواطن.
الحديث تتناوله الصحافة والقنوات الفضائية بشكل سبق صحفي، أن تتفق هذه الكتلة مع تلك ونوعية الخطابات والزيارات المتبادلة والتصريحات، مَنْ يتفق ومَنْ يدفع أكثر او يقدم الإغراءات او الإبتزاز لشراكة تشكيل الحكومة المقبلة، كل هذا وذاك يشير بوضوح الى هدف التداول بين الكتل السياسية، هو كيفية الحصول على رئاسة الوزراء او القرب من مصدر القرار للحصول على أكثر الإمتيازات والمنافع، وحصر وعود التعينات بحزبه.
منهج المحاصصة أنتج برلمان سيء ضعيف، تبادل دور الإضعاف مع الحكومة والمؤوسسات المرتبطة بها، الحكومة تفتعل التقاطع مع البرلمان وبالعكس. القوى السياسية معظمها لا تزال تركز على التحالف للحصول على السلطة، تبحث عن طريقة أفضل يأكل بها الكتف، إستخدمت الإعلام وكل الوسائل المتاحة لإيجاد الأرضية المناسبة للتحالفات المسبقة لرسم شكل الحكومة القادمة، إبتعدت كثيراً في معظم توجهاتها عن البرامج الإنتخابية وتشجيع الناخب للمشاركة بعد تجربة عزوف الناخبين أثناء الإنتخابات المحلية.
اللغة السائدة تسقيط وإستهداف وتبادل الألفاظ النابية، كإن الأحزاب في حرب ضارية تريد الإنتصار على جثث الأخرين.
سعة الهوة بين المرشحين والمواطن لم تتجاوزها معظم القوى، ولغة التسقيط والإستهدافات المتبادلة من مسببات عزوف المواطن، رافق ذلك تقاطع القوى السياسية في العمل وتحالف بعضها على بعض لأجل أسقاطها. لم تضع في سلم اولوياتها كيفية بناء برلمان منسجم وحكومة قوية قادرة على تجاوز الماضي وفتح صفحة عمل سياسي جديدة، لإنتاج دولة مؤوسسات لا أحزاب متصارعة؛ منها يثق المواطن بالبرامج الإنتخابيةالقادمة، يعتقد إنها صادقة للخدمة تمثل تطلعاته.