الحقيقة لم يخطر في بالي كتابة اي شيء عن فئة المرشحات والبرلمانيات لان (اللي فينا من المرشحين الزلم مكفينا).
لكن كلما سمح وقتي وقلبت في وسائل التواصل لدقائق ظهرت امامي من مجموع مايبدو انها صفحات تروج لنساء تقدمن للعمل السياسي او البرلماني ،
بغض النظر عن رايي المتحفظ في المراة والسياسة ولكن مالمسته في كل من قابلتهم من المرشحات يمكن حصرهن في فئتين (والحقيقة ان الجميع سيفوز) وهذه ميزة ان تترشح مراة في مجتمع “ذكوري” كما تحب المتحررات المعترضات تسميته.
اقول وجدت فئتين فقط احداهما محافظة في الملبس ويبدو في الاصل والبيئة ايضا وعليهن سمة الاحتشام وهذا جميل للانطباع الاول على الاقل ، و تلك النساء يعتمدن كما يبدو في فرص النجاح على قوة او شهرة الرجال الذين يتراسون قوائمهن بجانب وظائفهن الجيدة كمتعلمات .
والثانية مجموعة من النساء اتخذن من عرض اشكالهن او اجسادهن او طريقة لبسهن المتحررة وسيلة لكسب الجمهور وقبلهم اصحاب الاحزاب والكتل و بعض الشيوخ “المراهقين” .
ومالفتني في الامر ان الجمهور في اغلبه ومنهم مثقفون يعلقون على المتحررة ان (استري نفسك) و ماشابه ، و على المحتشمة بعبارة (لو تگعدين بالبيت تلفين لرجلج دولمة احسن)!
و انا في الحقيقة لا ارى اي حق في هذا الانطباع او التوجه ، وفي جملة استري نفسك حق اجتماعي ، ولكن في قضية (الدولمة) اظن ان هناك اجحاف بحق المتحررات او المتبرجات و تحيز لجانب المحتشمات ، وذلك عندما يعتقد الجمهور ان الاخيرات فاشلات في (لف الدولمة) و هي كناية عراقية عن جودة الطبخ طبعا ،
فانا و بحكم تجربتي واحتكاكي الوظيفي بكثير من المتحررات لمست فعلا انهن لايقلن كفاءة في الطبخ و في الدولمة خصوصا عن بنات جنسهن المحافظات . الفرق فقط ان اغلبهن يفشلن في الحصول على فرصة الزواج المبكر او الناجح بسبب المجتمع المحافظ الذي يبحث رجاله دائما عن المحتشمات.
و عليه فارى انه من رفع الحيف عن المراة المتحررة او المرشحة المتحررة ان تساوى باختها المحافظة في نوعية الدعم او الاعتراض ، و ان نحسن بها الظن وبدلا من الانتقاص منها بالقول (استري نفسك) ، نقوم باحتوائها اجتماعيا وتشجيعها ايضا على ان (تگعد في بيتها وتلف دولمة)! فهي ليست اقل شأنا او انوثة او امومة من اختها المحافظة . والله من وراء القصد .