19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

المرحلة تتطلب موقفا حاسما من النظام الايراني

المرحلة تتطلب موقفا حاسما من النظام الايراني

يلفت النظر کثيرا إنه وعلى الرغم من السياسات المشبوهة المختلفة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة والتدخلات واسعة النطاق له في شٶون دولها وإستمراره في تصدير التطرف والارهاب وتهديده للسلام والامن والاستقرار، فإنه لم يعد بإمکان دول المنطقة والعالم في الاستمرار بتجاهل دور ونشاطات هذا النظام وإستمراره في البقاء کخطر وتهديد محدق بالمنطقة والعالم، لکن الذي يجب أن يٶخذ هنا بنظر الاعتبار هو إن على بلدان المنطقة والعالم أن تبادر لإتخاذ مواقف وإجراءات فعالة وحاسمة وليست تقليدية أو روتينية کالسابق.
قرارات الادانة الدولية لإنتهاکات حقوق الانسان والتي صدر لحد الان 65 قرارا، کانت هي الاخرى قرارات بروتوکولية وليست لها أية إعتبارات او تداعيات او آثار قانونية تنجم عنها، وفيما عدا العقوبات الدولية التي صدرت ضد هذا النظام على خلفية برنامجه النووي المثير للجدل وبرامجه الصاروخية فإنه من المهم جدا إصدار قرارات دولية ملزمة أخرى تتعلق بجرائمه وإنتهاکاته بحق الشعب الايراني خصوصا وشعوب المنطقة عموما، ولاسيما بخصوص مجزرة عام 1988، التي في طريقها لإکتساب الشرعية الدولية بعد الموقف الرسمي الامريکي الاخير حيث بالامکان تظافر الجهود الاقليمية والدولية لإصدار قرار دولي يفرض إجراء تحقيق دولي بشأن تلك المجزرة والعمل من أجل محاسبة ومحاکمة ومعاقبة المتورطين فيها من قادة النظام والذي من شأنه أن يغير من مسار الامور والاوضاع في إيران کثيرا لصالح نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ويمهد للتغيير، ولاسيما بعد مطالبة بإدراج قضية مذبحة عام 1988 في لائحة قرار يدين النظام الايراني فی الإمم المتحدة في إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول القادم، وإن الفرصة مواتية کي تبادر بلدان المنطقة من أجل إستثمار هذه الفرصة لرد الصاع صاعين للنظام الايراني.
طوال الاعوام الماضية وخلال کل تلك السياسات المشبوهة والسلبية المضرة بالمسائل المتعلقة بحقوق الانسان في داخل إيران أو تلك المتعلقة بأمن وإستقرار المنطقة والتي إتبعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما على صعيد النشاطات النووية والتسليحية المشبوهة، کانت المقاومة الايرانية الجهة والطرف الوحيد في العالم الذي يتابع هذه القضايا ويقوم بتسليط الاضواء ويفضحها في مختلف المحافل والاوساط الدولية، وإن التذکير بمواقف وخطب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية أمام مختلف المحافل الدولية، هي في خطها العام، تمثل رٶية حصيفة لتبني المواقف المطلوبة من الاوضاع في إيران من مختلف جوانبها ويجب الانتباه لها وأخذها بنظر الاعتبار عند إتخاذ أية خطوة تجاه الاوضاع في إيران وهي بالاضافة الى کل ذلك تثبت بجلاء مانطرحه هنا، وإننا نرى من الضروري جدا الانتباه لما قد طرحته السيدة رجوي سابقا و أخذه على محمل الجد لإنه بقناعتنا أشبه مايکون بخارطة طريق عملية لمعالجة مختلف مشاکل وأزمات المنطقة وإيجاد الحل المناسب والامثل لها، وخصوصا من ناحية ضرورة حدوث تغيير جذري في إيران وذلك من خلال تإييد ودعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام، ذلك إن هذه المرحلة الحساسة جدا تتطلب موقفا إقليميا ودوليا حاسما من النظام الايراني، وإننا نرى بأن الفرصة أکثر من مناسبة لو قامت دول المنطقة بتإييد مطالبة کندا بإدراج قضية مجزرة 1988 في لائحة قرار يدين النظام الايراني في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول القادم، فذلك سيکون بمثابة باب سيفتح على النظام الايراني ألف باب ولن يغلق إلا بإسقاطه!