18 ديسمبر، 2024 7:36 م

في حياتنا توجد مراحل تكون إستثنائية نسميها المرحلة الملكية،
عندما نكون في هذه المرحلة نجد أنفسنا بعدين عن الخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضنا فيه لن نحاول أن نثبت لمن يجادلنا بأنه مخطىء،
حتى في لحظات كذب أحدهم علينا سنتركه يسرد قصصه الكاذبة علينا ولن نشعره بأننا كشفناه نستمتع بشكله وهو يكذب، مع أننا نعلم جيداً الحقيقه .
لأننا ندرك لن نستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان يمتلك من الثقافة،
سنرمي كل مشاكلنا وهمومنا والأشياء التي تضايقنا في زاوية النسيان وسنكمل حياتنا، نعم سنفكر في أشياء تضايقنا من وقت لآخر ولكن ذلك لايدعو للقلق سنعود بطريقة ما للمرحلة الملكية مرة أخرى،
سنسير في الطريق كالملوك مبتسمين إبتسامة ساخرة، ونحن نرى الناس تتلون وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا نحتاجها ولا قيمة لها في حياتنا،
سندرك جيداً أن فرح اليوم ممكن أن يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس سيزداد إيماننا بأننا نحن من نصنع يومنا، وسنزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لنا وسعينا لأجل سييسره،

إذا وصلنا يوماً لتلك المرحلة فلا نحاول أن نغير من نفسنا فنحن بذلك قد أصبحنا ملوك على أنفسنا ونكون واعين جداً فيحل السلام الداخلي،

وكلما تقدمنا في العمر زاد رشدنا ووعينا وأدركنا أن التفاخر بمانملك من مال ورفاهية
الحياة لن يمحي مابداخلنا من الشعور بالوحدة،
وفي النهاية سندرك أن سعادتنا لا توجد في الأشياء المادية فسواء ركبنا مقعد الدرجة الأولى أو الدرجة السياحية فإننا سنصل لوجهتنا في الوقت المحدد،

لذلك ولا تحثوا أولادكم أن يكونوا أغنياء بل علموهم كيف يكونون أتقياء، وللتقى تسعة وتسعون باب،
علموهم أن ينظرو ويبصرو فالبصر أعمق من النظر ، يبصرو قيمة الأشياء لا إلى ثمنها.

فسرعة الأيام مخيفة لاندركها فما إن وضعنا رأسنا على الوسادة إلا وشرق نور الفجر وما إن أستيقظنا إلا ويحين موعد نومنا،
تسير بنا الأيام ولا تتوقف
وأقول في نفسي حقاً فالسعيد من ملأ صحيفته بالصالحات، ومن أمضى حياته يمشي بصفات أسماء الله الحسنى،
فحياتنا يجب علينا أن ندركها فهي تتسارع من حولنا والأموات يتسابقون أمامنا
وتستمرالحياة دون توقف بنا .