23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

المرجع والحشد والموصل

المرجع والحشد والموصل

لم يعد استقلال أراض العراق بعيداً عن المتناول ، بعد غياب طال اكثر من سنتين ونصف ، يتم الان اختتام هذه المرحلة المظلمة من تاريخ العراق ، التي اعادة ذكرى المغول الى الاذهان ، بكل همجيتهم وظلاميتهم ودمويتهم ، بعد ان تهيأت الارضيّة الصالحة للاستقلال 
، بوجود قيادة روحية فاعلة ، يدين الكل لها بالولاء والطاعة والعرفان لما قدمته للعراق أرضاً وشعباً ، حتى اضحى عصياً بوجه الطغاة والمتنمرين ، فكانت المرجعية الدينية حقاً صِمَام أمان لم يحفظ العراق وحسب ، وانما حفظ المنطقة برمتها بفتوته ، ومواقفه الانسانية تجاه 
الجميع بكل الوانهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم ، لتصبح رمزاً لا يدانيها رمز اخر ، رمز وطني لا فئوي ، اذ لولا فتوة المرجعية لما ثبت ( عگال ) على رأس احد من دول المنطقة ، وهو ما يجب ان يعترف به الجميع ، كونهم يعلمون جيداً ان داعش ما كانت لتقف عند حدود 
احد 
أنتجت فتوى المرجعية حشد وطني عقائدي ، ضحى بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الارض والعرض من دنس الاٍرهاب الداعشي الهمجي ، محطماً خلافتهم البائسة ، وخرافتهم ، بعد ان اعتقد البعض ان العراق ذاهبٌ نحو الهاوية ، فكانت هاوية داعش على يد مقاتلينا 
الاشاوس ، اذ لم تشهد المنطقة قتالاً بهذه البسالة والتضحيات التي رخصت الانفس من اجل حفظ الوطن ، لنشاهدهم يقاتلون في السهول والصحاري والجبال ، ليرسمو بدمائهم وحدة الوطن الذي كان قاب قوسين او اكثر دنواً من التقسيم والانهيار المؤامرة الوهابية الصهيونية قوضت ولم يعد لها من اثر ، بعد ان اريد لنا ان نكون شتاتً متناحرين ، عدنا موحدين متآلفين ، يجمعنا الهم الوطني ، وقادة اثبتوا ولائهم للعراق ، ولم يمسوا بعد اول إطلاقة في عمان ، كما فعل من كان على طول الخط يتصيد بالماء العكر 
، تحت شعار السنة تُباد ، وانا اتساءل ماذا قدم هذا العميل لسنته التي يتباكى عليها ليل نهار ؟! ، الحشد ساهم بأفلاس هؤلاء ، بعدما بنو مجد شعبيتهم بخطابهم الطائفي المقيت ، لينصبوا انفسهم كمدافعين عن الطائفة السنية في العراق وهم يسكنون الدوحة ! ، ليثبت 
الحشد وقيادته الروحية ان اجمل الاوطان هي التي تكون كباقة الورود في الوانها ، فكلما كانت ملونة ومتنوعة كانت اكثر جمالاً ومن البركات التي أنتجتها معركة الموصل ، زيارة وفد تركي رفيع المستوى ، ليحفظ ماء وجه قيادته ، بعد ان ساقته تخبطاته الى خيارات كانت ستؤدي به الى الهاوية ، لتنذر بأنتهاء احلام السلطنة ، والعودة الى الذات الواقعية ، وهذا سببه عودة العراق موحداً قوياً ليصبح 
نداً لكل دول المنطقة ، ويثبت لهم انه غير قابل للاختزال ، ليمثله غيره ، وهذا كان بداية الانطلاق حين انتخب رئيس التحالف الوطني ، لتكون الحركة بأتجاهين ، التحرير من جانب ، وترتيب الأوراق السياسية داخلياً وخارجياً من جانب اخر ، ليكون التحالف نقطة 
انطلاق الوطن ، كي لا يبح صوت المرجعية ثانيةً .