ليس بجديدة القراءات التي ظهرت خلال هذين العقدين فيما يخص المرجعية الشيعية فعلى غرارها ظهرت دراسات ومدارس تختص بالشان الحوزوي وان اختلفت او اتفقت الاراء فهذا امر طبيعي .
لعل الدور الذي قام به سماحة السيد السيستاني في العراق بعد سقوط الطاغية فتح افاقا جديدة لقراءة دور المرجعية حتى ظهر لنا من يمنح صفة متخصص بالدراسة المرجعية او بالدراسة الحوزوية وبدات تحليلاتهم بخصوص الحوزة والنجف تاخذ مجالها سواء في الاعلام او المؤلفات .
لا باس بدراسة طبيعة الحوزة وكيفية الدراسة وماهي المناهج والاراء الفقهية واختلاف العلماء والجديد في الاحكام وطرح رؤيتهم بهذا الشان وان كان الراي مشروط بان من يقوله لديه خبرة واطلاع بالدراسات الحوزوية ومخالطة العلماء حتى يستطيع ان يطرح افكاره وتحليلاته بخصوص المرجعية .
ولكن للاسف الشديد هنالك من يبحث عن امور قد تكون شخصية وقد تكون للمرجع وجهة نظر فيها ومن هؤلاء الذين لم يوفقوا في الكتاب عن المرجعية علي ال مظلوم الذي تطرق الى امور يقول هو عنها تاريخية ولكنها غير موفقة ومقنعة وحتى غير عقلية ولست بصدد الرد بكل ما كتبه عن المرجعية في النجف تاريخيا وحاليا اقول ان المرجع انسان لا يختلف عن اي انسان اخر في تكوين اسرة وعلاقات الاسرة وطبيعة حياته الخاصة والعامة فلماذا التاكيد على ابناء واصهار المراجع ان كان لهم منزلة عند المرجع ؟ فلماذا لا يكون الحديث عن العلم والفعل ؟
هل المرجعية مؤسسة ولها كيانها وقصورها حتى تكون لها وسائلها الخاصة لمن يريد ان يرتقيها ؟ الانسان المتعلم يبحث عن من يعلمه ومكان العلم والمكتبات واينما تكون يذهب سواء كانت النجف او الكاظمية او الحلة او سامراء او قم او مشهد وغيرها فلماذا خلق نعرات قومية لجعل التمايز بين العلماء هذا عراقي وذاك ايراني وثالث تبتي اي افغاني واعتبروه من الدرجة الثالثة ، هذه التقسيمات المنبوذة من اين جاءت ومن يريد ترسيخها في الوسط العلمي ؟
اي مدينة تريد ان تكون رائدة للعلم والعلماء من حقها عندما توفر المتطلبات لذلك ، فلماذا تجعل من صهر السيد السيستاني بان له اليد الطولى في صناعة المرجع ؟ وعلى حساباتك لماذا تاخرت ولم تظهر مباشرة بعد وفاة السيد الخوئي ؟ وتناقض نفسك عندما تقر بمرجعية السيد عبد الاعلى السبزواري التي لم تتحدث عن من صنعها .
واما الحديث عن الحكام وعلاقتهم بالعلماء فهذا شانهم وليس شان المرجعية وكل مرجع رايه في ذلك وليس بيده سوط حتى يرغم الاخرين على تقليده او دفع الخمس له فالحرية عند اتباع اهل البيت في التقليد ودفع الحقوق الشرعية افضل من حرية العلمانية ولا احد يرغم اي شيعي على تقليد مرجع معين او دفع الحقوق له .
والعجيب ان مصادر بعض معلوماته من كتاب حسن الكشميري ( شقيق السيد مرتضى الكشميري صهر السيد السيستاني) في كتابه جولة في دهاليز مظلمة وهو القائل في كتابه ان لميعة توفيق المغنية اوصلته اي حسن الكشميري في سيارتها الموسكوفج الى حيث ما اراد ولا اعلم لو انه راي ابن او صهر مرجع بدلا عنه هل سيسلم من لسانه ؟
طبيعة بيوتات العلماء حالها حال اي بيوتات اخرى فيها التالف والتخالف ومسالة ادارة المؤسسات العلمية والتعليمية حالها حال اية مؤسسة تارة امورها سليمة وتارة فيها مشاكل ومهما تكن فهي ليست محل اشكال وقوة للزعامة الشيعة طالما هي منبر اشعاع للثقافة الشيعية .
والحديث عن طبيعة السيد محمد رضا السيستاني فهذا امر يخصه في ادارة ما اوكل له ابوه ومهما تكن ادارته فهي رؤيته حاله حال كل من تكون لديه مسؤولية في الادارة ويحق لكم ان اقترف منكر ان تنتقدوه اما مسالة المركزية والتشدد واختيار من يشاركه الراي فهذا من حقه .
هنالك عبارات للاسف الشديد خالية من الكياسة والدبلوماسية وفيها نوع من الوخز والافتراء المبطن يدل على ما يختلج في صدر الكاتب .
الحديث يطول ويكفي ان ما صدر عن المرجعية بخصوص العراق في هذه الفترة وعن مراجعنا السابقين خلال تزعمهم للحوزة له الاثر الايجابي على ارض الواقع وبشهادة الاعداء قبل الاصدقاء فانها دليل كاف على حسن التدبير والمنهج والادارة