23 ديسمبر، 2024 2:20 ص

المرجع العالم والمرجع الفارغ

المرجع العالم والمرجع الفارغ

إتصل بي صديق من الأردن وهو باحث في المذاهب الإسلامية ويريد رفد إطروحته بمزيد من المصادر عن النتاج العلمي للمرجعيات الشيعية الحاليين وخصوصا في مجال الفقه والأصول ، وكوني صديقه الشيعي وسبق وأن تناقشنا في قضية المذاهب ، إلا أن صديقي زياد أوقعني في حرج لم أكن أتوقعه أبدا ، فقد طلب زياد مصادر علمية مطبوعة من تأليف السيستاني ! ففكرت عندها كيف سأرجع الجواب لزياد إن السيستاني لا يمتلك الأثر العلمي لا في الأصول ولا في الفقه ولا حتى تقريرات البحث الخارج عند أساتذته ؟؟ وعندما أخبرت صديقي عن هذا الأمر طالبني بمحاضرة صوتية أو فيديوية لكي يعتبرها مصدرا لأطروحته ، وهذه لم تكن موجودة أيضا ، وعندها شعرت بحرج شديد جدا ، لأن زياد رد عليّ : ليس من المعقول أن مرجع لا توجد له محاضرة صوتية في الدرس أو محاضرة عقائدية أو فكرية في العقيدة الإسلامية ؟ ولا أعلم كيف أرد على زياد فأحتج أن المحاضرة الصوتية هي من أيسر ما يحصل عليه الفرد لأي شخص يدعي العلم والمعرفة فضلا عن كونه يدعي مرجعا أعلى للطائفة الشيعية ؟؟

ولا أعرف ماذا أفعل خصوصا وإنني بدأت أصارع نفسي ، فكيف للسيستاني أن يكون مرجعا وهو لا يملك الحظوة من أدنى مراتب العلم فلا درس ولا مؤلف ولا كتاب ولا محاضرة ولا رأي ولا جواب لسؤال بنفسه بل كل الأجوبة من مكتبه بل ولا صورة حديثة ، فكيف عساي أن أقنع زياد بأننا أصحاب الدليل أينما مال نميل ؟

وبحثت عن الآثار الأصولية والفقهية لباقي الرموز الدينية لكنني لم أجد أي أثر

فلا محمد إسحاق الأفغاني الفياض لديه الأثر العلمي

ولا محمد سعيد الحكيم الإيراني لديه الأثر العلمي

ولا بشير الباكستاني يمتلك الأثر العلمي

ولا حتى المراجع من الدرجة الدنيا يمتلكون الأثر العلمي الأصولي والفقهي ، فما هذه الورطة بيني وبين نفسي وبيني وبين صديقي زياد ؟ وكيف ستكون الصورة عن التشيع في العراق واتباعهم رموز فارغة لا تمتلك من العلم ذرة ؟ ولكن كما يقال أن الله تعالى لا يحير عبده ، فقد وجدت منهلا ووجدت ضالتي ومصدري لكي أفتخر أمام صديقي زياد أن مرجعا عراقيا عربيا يمتلك العلم والمعرفة ولديه الأثر الأصولي والفقهي فضلا عن العقائدي والتأريخي والمنطقي والتفسيري وغيرها من أبواب للعلم والمعرفة ، فقد رجعت له بعد إسبوع من البحث الفارغ عن مرجعيات خاوية فارغة وأنا أحمل في جعبتي الكثير من المصادر

ومن أبرز ما تفاخرت به كتاب الفكر المتين في أجزائه الأربعة وشرح حلقات الأصول الثلاث فضلا عن الآثار الفقهية كالمنهاج الواضح وشبهة مستحكمة والفصل في القول الفصل ونجاسة الخمر وغيرها ، فرأيت ردة فعل زياد قد اختلفت خصوصا وقال لي : هذا الكلام المضبوط !!

وحقيقة الأمر لم يمر على المذهب الشيعي منذ أن تسنمت المرجعيات قيادة الأمة مرجعية إعلامية فارغة علما وفكرا وأثرا مثل مرجعية السيستاني ، وهكذا المرجع الحقيقي ذو العلم يكون دوره واضح في قيادة الأمة فالمرجع هو إنسان عالم قبل كل شيء ، أما أن يكون شماعة إعلامية تعلق عليها جميع مظاهر القتل والدمار والفساد والسرقات والعمالة فهذه الخيانة للأمة والأنسانية والعراق .

ويبقى المرجع الصرخي المرجع الأعلم فما موجود عنده لا يقاس أو يقارن بالفراغ الموجود عن الباقين من المرجعيات الأعجمية التي هي عبارة عن وجود إعلامي ليس إلا ، وفي نهاية المطاف شكرني زياد الأردني لأنني أيضا وفرت عليه الوقت والمصادر لأطروحته لنيل شهادة الدكتوراة .