18 ديسمبر، 2024 11:02 م

المرجعيه الدينيه العليا لا تقف على مسافه واحده

المرجعيه الدينيه العليا لا تقف على مسافه واحده

برز دور المرجعيه الدينيه كقياده فعليه للامه الاسلامية بعد نهايه مرحله السفراء الأربعة لتدخل مرحله جديده ، الا وهي مرحله القياده الدينيه للمرجعيه الدينيه ، ومنذ ذلك الوقت سعت المرجعيه الدينيه ،وعملت بكل جهد من اجل وحده آلامه الاسلامية ، والحفاظ على دماء الشعوب ، فكانت لها مواقف مشرفه استطاعات فيها
ان تقف بوجه كل المخططات الرامية الى تمزيق آلامه الاسلامية او استغلال ثرواتها ،وسرقه حقوقها .
المرجعيه الدينيه في النجف الأشرف ، وفي مقدمتهم سماحه الامام السيد علي الحسيني السيستاني ، تلك الشخصية التي عاشت حقبتين مهمتين من تاريخ العراق الحديث ، الا وهي مرحله الطاغية المخلوع ، وكيف استطاعات برغم التحديات الكبيرة ان تقف لتحمي الشعب العراقي ، وتحمي وحده آلامه الاسلامية المستغلة من حكام الجور والديكتاتورية .
المرجعية الدينية ذلك الرافد المعرفي و الثقافي و الروحي يستقي منه المرء حاجته المعرفية و الروحية , و هذه المعرفة ليست من نسج الخيال و وحي الأوهام و التصورات الذاتية . بل على العكس من ذلك هي من معين القرآن العظيم و السنة المحمدية الأصيلة , و هذان المصدران كما هما لآخرة الانسان هما لدنياه كذلك , و من آخرة المرء و دنياه أن يتناغم مع نسيجه الاجتماعي الذي يعيش فيه بما يكفل مصلحة الجميع .
و بتعبير آخر فان المرجعية الدينية الصالحة هي وجه الدين و التهمة لها تصبح تهمة للدين , فهل الدين يهدم الاوطان و يضر بمصالحها أم هو ضلع هويتها الاساس .
واذا أشكل فقيل أن المرجعية عنوان عام تنطبق على من هو صالح ومن هو غير ذلك , قلنا ان الخطأ في الاختيار هو خطأ تطبيقي لا تلام فيه النظرية انما يلام فيه المتهجه نحوها بعنوان خاطئ . فيصبح شأن المرجعية الدينية شأن المرجعيات الأخرى من اقتصادية و فنية و رياضية و سياسية و طبية فالاخذ عن العالم المختص سمة عقلائية و حضارية لا يضر بها الخطأ في تشخيص المصداق و غير داخل فيها شرط تماثل جنسية المرجع .
بقي أن اذكر أن عزتنا في التفافنا بمرجعياتنا الدينية الصالحة و النهوض بها و معها في صناعة أمة واعية رسالية و متحضرة , تدعوا الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة و تحاور مختلف الأطياف و الأديان و المذاهب في شتى بقاع العالم بالتي هي أحسن بهدف نشر الخير و الصلاح و تعميم السلام و محاربة الجهل و التعصب و الانحراف .
ومنذ عشره أعوام كان سماحه  السيد السيستاني ، واضح في المواقف ، وعندما اطلق مقولته المشهورة ، والتي اعتمدت ، وأصبح تقاعده يقولها الجميع ، مع فرق المراتب بالتأكيد ، ولكن مع هذه المقولة ” المرجعيه الدينيه تقف على مسافه واحده من الجميع ” فأي وقوف للمرجعيه ، وهل تقف بحسب قولها مع الصالح والطالح ؟
بالتأكيد السيد السيستاني لا يقف موقف واحد من الجميع ، لان هناك من كان صادقا مع المرجعيه ، وهناك من كان بوقا للتسقيف وأبعاد الجمهور عن اي دور توجيهي او إرشادي او نصحي للمرجعيه .
السيد السيستاني كان موقفه واضحا مع جميع القضايا ، فكان إعلانه “غلق الأبواب ” هي ابلغ وسأله عن عدم رضاه عن اداء حكومه الوكالة ، التي استنزفت مقدرات العراق ، وسرقت ثروته تحت يافطات كاذبه ، وسيطره الحزب الحاكم على مفاصل الدوله العراقيه المفترضة ، والتي منذ تشكيلها وهي تعاني الترهل ،والتراجع وفي كافه الملفات .
السيد السيستاني لم يقف يوما على مسافه واحده مع من حمل هموم شعبه ، ومن حمل هموم حزبه دون ان يراعي مصلحه شعبه ووطنه ، فالازمات كثيره  والمشاكل اكثر ، ولا من حلول ،سوى الخروج بازمه والدخول في اخرى ، فلا علاقات طيبه مع الجيران ، ولا ثقه بين الكتل والقوى ، ولا بين التحالف الوطني نفسه يوجد هناك انسجام وتألف وموقف واحد ، لهذا لا نرى في أجنده الحزب الحاكم اي مفرده لاحترام ” المرجعيه الدينيه ” ، بمحاولات التقسيط كثيره ، والأبواق النشار التي حاولت ان تسيء الى مقام ومكانه المرجعيه الدينيه عند محبيها والشعب العراقي .
وعلى هذا الأساس لم ولن تقف المرجعيه الدينيه وسماحه الامام التي السيستاني على مسافه واحده ، بل ستقف مع الحق وأهله ، وأعلنته مرارا تكرارا ،سواء من خلال بياناتها او من خلال الخطبه الرسمية للمرجعيه في العتبه الحسينية المطهره ، لهذا يجب ان يعي شعبنا هذه المسالة ، وان يأخذ الاستفتاء الأخير الذي صدر على محمل الجد ، وان يكون هو خارطه الطريق للاختيار ، بعيدا عن الأهواء والمغذيات والتي سعى ويسعى اليها سياسيوا الصدفه من احل تكريس الديكتاتورية والتفرد بالسلطة .