13 أبريل، 2024 12:22 م
Search
Close this search box.

المرجعية و الإستراتيجية

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ عقد ونيف؛ والمرجعية ترسم الخطوط العريضة لبناء الدولة، وتبدي النصح لقادة البلد، وخصوصا المكلفين بمسؤولية تنفيذية في الحكومة، لتقديم الخدمات للطبقة الفقيرة من المجتمع العراقي، التي تعاني من عدم الاهتمام، فهذه الطبقة تصارع الزمن، و تبحث عن قوت يومها، لكن لا أمر لمن لا يطاع، ولم تجد إي استجابة من الحكومات المتعاقبة، حتى قالتها: على منبر الجمعة بصراحة؛ بح صوتنا، وهذا الأمر يبعث الألم والحرقة، في قلوب العرقيين و المرجعية.
المواطنين البسطاء؛ قد لا يفقهون أو ليس لديهم الخبرة في التفسير وما تريده المرجعية، ومنهم من يقع تحت تأثير العقل الجمعي، والأمر واضح، بسبب النتائج، التي وصلت إليها العملية السياسية، بلحاظ أن الأحزاب الفاسدة، المتمسكة بالسلطة، تمكنت من كسب الجمهور، من ذوي النفوس الضعيفة، ومن لديه الجهل المركب في الأمور السياسية للبلد، فخدعتهم بالتصويت لها، ناهيك عن الإغراءات، تارة بالتعيينات، وأخرى بشراء الأصوات وقت الانتخابات، أو الوعود الكاذبة، والمصالح الشخصية، والحزبية، وحتى وصل الأمر إلى الترهيب.
تعرضت مرجعية السيد السيستاني؛ منذ تصديها، وعلى مدار الزمن إلى هجمة شرسة، و كبيرة، ومنظمة من السب والشتم، رغم أنها ليست مسؤولة، عن اختيارات المواطن، لكنها تحملت كل هذه الأصوات النشاز، وظلت تراعي الجانب الإنساني والأخلاقي، لان المرجعية دين، وهي امتداد للرسول الكريم، (صلواته تعالى عليه وعلى اله)، فأن رئيس الحكومة للدورتين السابقتين، لم يسمع أحدا، رغم مطالبة المرجعية بتغير المنهج المتبع للحكومة، وقالتها: مرارا وتكرارا؛ أن الصوت الطائفي لا يجلب إلا الدمار والخراب ومزيدا من سفك الدماء، لكن رئيس الحكومة لم يستجيب لنصائح المرجعية، مما زاد الأمر تعقيدا، فضاع ثلث العراق، وأهدرت الأموال وخسرنا الأرواح، وذٌلت الأرامل، وقٌهرت الأيتام، والسؤال هنا مًن يتحمل كل ذلك؟
قبيل الانتخابات الأخيرة؛ حذرت المرجعية؛ حفظها الباري، الشعب العراقي من رؤساء الكتل، الذين تسلموا مواقع تنفيذية، طيلة الفترة السابقة، بان لا تنتخبوهم، والمجرب الفاشل لا يجرب، فهم أساس دمار البلد، وكررتها في أكثر من جمعة قبل الانتخابات، انتخبوا الأفضل، والأصلح، والأكفأ، بعد كل هذه الخطب، هل تلام المرجعية؟ بالطبع لا فقد برئت ذمتها، بالتالي الأمر أصبح واضحا، كما قال الشاعر: (أسمعت لو ناديت حيا… لكن لا حياة لمن تنادي)، اليوم الأبواق بدأت تصوب سهامها نحو المرجعية، ورفع المتظاهرون شعارات، تنال من مقام المرجعية، وهؤلاء المندسين الذين يخلطون الأوراق، هم ذيول لأجندات لا تريد الخير للعراق، فالمرجعية قلبت الطاولة على مشاريعهم المشبوهة، وهي صمام أمان للبلد.
خطبة المرجعية اليوم؛ وضحت كثير من الأمور التي يجب على القوى السياسية الوطنية، في هذه المرحلة الحرجة، أن تكون أكثر وعيا، ووطنية، وان تبدأ بتشكيل الحكومة، على أسس واقعية، تجعل خدمة المواطن نصب عينها، وان يكون رئيس الحكومة القادم حازما وقويا، ويحارب الفساد، وهذا الأمر لا ينطبق على ألعبادي حتما، ولا حتى على حزب الدعوة، لأنه جربهم الشعب العراق، على مدار ثلاث دورات متعاقبة، فعليه فسح المجال للأحزاب الباقية، باختيار شخصية، حتى لو مستقلة، وان كانوا الأحزاب وشخصياتها نزيهة؛ توافق على المستقل، ولا خوف من رئيس وزراء مستقل، يختار وزرائه بكل حرية، لكي تبدأ عملية بناء مؤسسات حقيقية للدولة، وأعتقد هذا الأمر لا يتحقق بسهولة، فلم تقبل القوى السياسية بذلك، لذا إن كان ولابد من رئيس وزراء من حزب سياسي، عليه أن يتميز بالقوة والحزم مع جميع الفاسدين، وتصحيح المنهج الحكومي السائد، وتشريع قوانين تخدم المواطن.
في الختام؛ للمرجعية إستراتيجية، لم تتبعها الحكومات السابقة، جهلا كان أم عمدا؟ هي التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه الآن، وبهذا يتحمل المسؤولية؛ رؤساء الحكومات السابقة والحالية، ووزرائهم كل حسب نسبته بالمشاركة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب