23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

المرجعية ومواجهة الفتن

المرجعية ومواجهة الفتن

قيل في الحديث الشريف (اذا ظهرت الفتن في امة محمد (ص) فعلى العالم ان يظهر علمه والا فلعنة الله والناس اجمعين) ونستشف من هذا الحديث ان العلم والمعرفة والفكر الاسلامي هو الطريق الصائب والسبيل القويم والدرب الامن في زمن يسوده الظلم والاستكبار والفتن ومضلات الفتن ، نعم ان العلم ومن يحمله هو المخلص في زمن سيكون به لباس الدين هو الرائج وهو المهيمن على نفوس الامة ، الدين المزيف او الدين الاموي او الدين العباسي هو المسيطر على مقاليد السلطة والدين الانتهازي هو الذي يخطف الانظار نحوه لتحقيق المآرب والمنافع وفي ظل هذه الاجواء ماذا سيكون حال المجتمع والامة ؟؟ لا محالة سيكون حالها من سيء الى اسوأ ومن ظلم الى ظلم ومن سفال الى سفال لأنها ستكون ترزح تحت ائمة الضلال والظلام والمؤسسات الدينية النفعية ، سيكون مصيرها (نقص في الاموال والانفس والثمرات) فلا امن ولا امان ، لا في المعيشة ولا في العقيدة ولا في المستقبل والخلود .
وهنا تبرز اهمية العالم الحقيقي وتبرز اهمية علمه وفكره ومعرفته ، هنا نحتاج الى مرجع حقيقي جامع للشرائط او كما يعبر (مرجع اعلم) كي يكون بلسما لجراحاتنا وطيبا لآلامنا وواعدا لآمالنا ، نحن نحتاج المرجع الاعلم الذي ننهل منه القيم والمبادئ ، لا ان يقبع المرجع في دهاليز الصمت والسكوت ولا يهمه ما نمر به من محن وفتن ! نحن عندنا المرجع مصير محتوم لابد منه .
ولكن لخطورة منصب المرجعية وهوله واهميته في السلطة العقائدية فقد سعى الباطل الى تشويه صور المرجع الحقيقي ، حيث سعت المؤسسات الاستخباراتية واعداء الاسلام والمذهب ان يزجوا بمراجع (شكلا واسما) للهيمنة على مقاليد السلطة الدينية ، ووظفوا لهم الانتهازيون والمتملقون والاعلام المأجور حتى يسيطروا على هذا المنصب الخطير والحساس .
ولكن مهما حاول المغرضون يبقى العلم هو المقياس للمرجع فلا مرجع بلا علم ولا علم للمرجع بلا اصول وفقه ، فالأعلم هو الاعلم بالأصول والفقه ، وهكذا يبقى شرك العلم مصيدة لمن يريد ان يكون مندسا وتتجلى ضرورة العلم في هذا الزمن زمن الفتن ، فكان حق على كل مرجع ان يبرز ويظهر علمه لنصرة دين الله ومذهب امير المؤمنين عليه السلام بل ولنصرة الانسانية والاوطان . ويتجلى المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في هذه الصورة ويرتقي فوق كل المسميات من تلك العناوين والرموز ، فقد استطاع المرجع الصرخي في فترة وجيزة ان يترجم علمه الى ادلة شرعية واخلاقية وعلمة ف حين عجز الاخرون ان يأتوا باي دليل على اعلميتهم ومرجعيتهم وتمسكوا فقط بالشياع والهيمنة اللا معقولة على الدين والامة ، فكانت نتيجة الامة ان تعيش في سفال لأنهم تركوا الاعلم والحديث يقول (ما من امة ولت امرها الى غير الاعلم لم يزل امرهم يذهب الى سفال حتى يعودوا الى ما تركوا)
وللمرجع الصرخي مؤلفات اصولية كثيرة ومحاضرات ودروس بحث خارج http://www.al-hasany.net/CMS.php?CMS_P=6 وعلى الصعيد الفقهي لم تتوقف اعلمية المرجع الصرخي على الرسالة العملية فقط بل تعداها مناقشة آراء بعض العلماء والمؤلفين http://www.al-hasany.net/CMS.php?CMS_P=7 بالإضافة الى مؤلفات عقائدية وتفسيرية .. الخ رغم المحاولات الجاهدة للنيل من المرجع الصرخي ومحاولة قتلة ولأكثر من مرة في خطوة للتخلص من الحس الحسيني والعلم المحمدي الاصيل كي تفرغ لهم الساحة ويحكموا سيطرتهم على مقاليد الامة ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
نعم ان المرجع الصرخي جسد الحديث الشريف في اظهار علمه لمجابهة الفتن سواء كانت العقائدية او السياسية او الاجتماعية ، وترى المرجع الصرخي دائما السباق الى اعطاء الحلول الناجعة لأية مشكلة ولكن المؤسسات الدينية والسياسية تهمش وبكل اصرار دور المرجع الصرخي في هذه المرحلة واكتفتا بإلقاء التهم والافتراءات على خطه الاصلاحي وعلى شخصه الكريم .
اذن النتيجة اننا بحاجة الى علم المرجع وفكر المرجع وشهامة المرجع وغيرة المرجع لا ان نحتاج الى جسمه ولونه وطوله وملبسه وشكله ، علينا ان نجتث العاطفة العمياء من نفوسنا ونتبع العقل فالعقل يحتم علينا ان نجد المجتهد الجامع للشرائط لأنه هو المنقذ من الفتن ومضلاتها ، وها هو المرجع الصرخي يقول في بحث الدجال (اقول الكل الا نحن ، الا اهل العراق ، الا علماء العراق ، الا المراجع في العراق ومن سار على نهجهم ومن انقاد لهم وتبعهم ، فالغربة والوحشة للإمام (عليه السلام) وقضيته المركزية الالهية ، متحققة في العراق وعند اهله ومراجعه ، بل اكثر من ذلك فان التخاذل عن الحق وامام الحق (عليه السلام) ومحاربته والتآمر عليه كان ويكون بأوضح صورة واخطرها واشدها في العراق ومن علمائه ومراجعه واتباعهم واشياعهم ، …) اذن على كل مرجع حقيقي ان يظهر علمه لنا ولمواجهة الفتن والعقائد الفاسدة والمشبوهة لا ان يكون مرجع حسبي او كدائرة النفوس كما قال المرجع الصرخي في بيان 17 ( المرجعية العليا …….والانتخابات) http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=52 حيث قال { إن المرجعية ليست فارغة وليست جهة إعلامية أو دائرة نفوس أو إحصاء تابعة للحكومة عملها فقط وفقط توجيه الناس لتسجيل أسمائهم في سجل الناخبين والمشاركة في الانتخابات بل المرجعية أثر فعلي واقعي وتربية فقهية وأصولية وفكرية وروحية وأخلاقية وتفاعل وإحساس بالآخرين والتألم لآلامهم , والمرجعية ليست شكلية ولا إعلامية ولا وجاهتية بل خدمة وتفاني وإيثار وتضحية .} نعم هذه المرجعية الحقيقية التي تحمل العلم والمعرفة التي تقضي على كل الفتن وما خلا فهي اما دائرة نفوس او دائرة خزينة عامة او دائرة استخبارات او دائرة امن وطني او قومي او دائرة احصاء … الخ