أكدت مرجعية السيستاني في خطبة الجمعة على أن معالجة الإرهاب لا تتم بالإجراءات الأمنية والعسكرية فقط……
وهنا كانت لنا عدة وقفات نذكر منها ما يلي:
الوقفة الأولى: اعتراف جديد من مرجعية السيستاني بعجز وفشل فتوى “الجهاد الكفائي”، فبعد مرور أكثر من سنة على دخول “داعش” وصدور الفتوى التي تم التزويق لها بصورة لم يسبق لها نظير إذا اعتبرت بأنها الحل الوحيد الذي يدحر “داعش” في حين أن الوقع يؤكد بلا شك إن الفتوى وإفرازاتها لم تستطع أن توقف “داعش” عند حدود الموصل، فضلا عن تحريرها، المهم بعد كل هذا تأتي المرجعية وتقول بان القوة غير كافية لدحر “داعش” وان معالجة الإرهاب لا تتم بالإجراءات الأمنية والعسكرية فقط!!!، إذن أين ذهبت فتوى الجهاد الكفائي؟!، وأين الحشد الشعبي؟!، وأين إذا جاء نصر الله والحشد؟!، أين المليارات والسلاح؟!، أين الوعود؟!، أين البشارات؟!، وأين النصر والانتصارات التي تم التسويق لها؟!، وأين… ؟! وأين… ؟! وأين…؟!!!، ثم لماذا التأكيد على عسكرة المجتمع بطريقة لم يسبق لها نظير فتارة تدعو الموظفين للالتحاق بالحشد، وبعدها الطلبة وما يجري على الأرض من عسكرة الفرق الرياضية الشعبية وغيرها…؟!!!.
الوقفة الثانية: من الذي أسس قواعد وحواضن للإرهاب المتمثل بـــ “داعش” في العراق، أليست هي السياسات الطائفية القمعية التي انتهجتها الحكومات التي توالت على حكم العراق، وتسلطت على مقدراته ببركة وحنكة ودعم ومباركة المرجعية التي أمرت بانتخابها ودافعت عنها وأجهضت تلك التظاهرات التي كادت أن تطيح بها لو أنها حرمت تظاهرات الشعب السلمية العارمة….
الوقفة الثالثة: لماذا لم تمارس المرجعية دورها في الضغط على الحكومة لحل مشكلة الأنبار بلغة العقل والحكمة وتنفيذ المطالب المشروعة قبل أن تنفجر الأزمة؟!!!!، وهذا ما دعا إليه السيد الصرخي من خلال حلوله ومبادراته التي طرحها ، فلو تم هذا الأمر لكفى الله العراقيين شر “داعش” والمليشيات ، فمرجعية السيستاني قادرة على ذلك لو أرادت لما تمتلكه من نفوذ وسطوة بعد أن صيَّرها الإعلام ومن ورائه إيران والاحتلال والغرب أنها المحور الأوحد الذي تدور حوله رحى العملية السياسية ومصير العراق، لكنها سكتت وصمتت وكأنها تنتظر انفجار الأزمة لتصدر فتوتها التي زادت الطين “بلة”.
الوقفة الرابعة: إذا كانت المرجعية تعتقد أن الإرهاب لا يعالج فقط بالقوة فلماذا بادرت وبخطوة غير مدروسة إلى إصدار فتوى الجهادي التي تمخضت عن نتائج كارثية أحرجت حتى المرجعية؟!!!.
الوقفة الخامسة: لم تتطرق المرجعية إلى الوجه الثاني من الإرهاب المتمثل بخط التكفير المنتحل للتشيع، والذي بات يشكل الخطر الأكبر على العراق حسب ما صرح به الخبراء والقادة الدوليين والمنظمات الإنسانية والدولية، فهل هذا الإرهاب حلال بل واجب مقدس، لأنه تأسس على خلفية فتوى الجهاد الكفائي والتي تمخضت عن ولادة مليشيا الحشد الشعبي التي مارست وتمارس أبشع الجرائم بحق العراقيين وبصورة لا تقل عن إجرام “داعش” إن لم تكن فاقت عليه، وتحول الحشد الشعبي إلى قوة قاهرة، فوق الجميع فوق القانون والوطن والمواطن والمقدسات والحكومة، تحركه إيران كيفما تشاء لخدمة مشروعها الإمبراطوري، وأداة لقمع كل من لا ينبطح لأرادتها.
الوقفة السادسة : إن ما صدر من المرجعية يكشف مرة أخرى عن فشلها وفشل كل قراءاتها وتشخيصها ورؤيتها وحلولها ومبادراتها التي أوقعت البلاد والعباد في نفق لا يمكن الخروج منه، وهذه بدوره يكشف مجددا عن فراغها العلمي وتخبطها وعدم امتلاكها القدرة على القراءة الدقيقة والتشخيص السليم ووضع الحلول الناجعة…
السؤال المطروح هنا: إلى متى يبقى العراق وشعبه رهين المواقف والحلول والرؤى والقراءات الفاشلة التي ساقته من سيء إلى أسوأ؟!، وهل قدر له أن يكون مختبرا للتجارب الفاشلة؟!!!!.