19 ديسمبر، 2024 3:34 ص

المرجعية وطموحها بالتغيير

المرجعية وطموحها بالتغيير

ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑﻌﺮﺍﻕ ﻗﻮﻱ ﻭﻣﺰﺩﻫﺮ، ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﺫﺍ ﺷﺄﻥ ﻛﺒﻴﺮ، ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺮﻣﺘﻪ، ﻓﻬﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ، ﺑﺬﻟﺖ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻮﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻗﺎﺭﻋﺖ ﻭﺑﻜﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ، ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﻢ . ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ، ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺮﻗﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﺎ، ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻐﻔﻴﺮﺓ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻔﺾ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻭﺗﻜﻠﻞ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﺇﺑﺎﻥ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ، ﻓﻲ ﻭﺋﺪ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻮﻥ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺇﺷﻌﺎﻟﻬﺎ، ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻣﻘﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺯﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺑﺨﻴﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ، ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺑﻞ ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴنا، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻫﻲ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻭﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ . ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ، ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻻ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻭﻻ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺗﺤﺖ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﺴﺎﺩﺍ، ﻭﺍﻻﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻴﻦ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺭﻋﺔ، ﻭﺳﻮﺀ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻴﻦ .
ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺃﻣﺪ، ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻗﺴﻤﺖ ﺗﺤﺖ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺿﻴﺔ، ﺇﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ، ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺗﺎﻡ ﻭﻛﺎﻣﻞ ﻳﻠﺒﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺣﻈﺖ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﺷﺮ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻀﺤﻚ، ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﺼﺤﺖ، ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻧﺎﺋﺐ ﻭﺍﺣﺪ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻓﻀﻼ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺑﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻪ . ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﺮﺣﻪ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﻞ، ﻭﺇﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺮﺍﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻜﺘﻞ، ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺃﻱ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻐﻠﻬﺎ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻏﺮﺍﺽ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺧﺮﻯ ﺇﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﻓﺘﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﺀﺕ ﺍﻇﻬﺮﺗﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﺍﻛﺘﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺨﺒﺌﻬﺎ . ﻭﺳﻂ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻤﻌﺔ، ﻓﻜﻠﻤﺘﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻮﻑ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﻋﺎﺟﻼ ﺃﻡ ﺍﺟﻼ ﺳﻴﻨﻔﺬ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﺴﺎﺳﺔ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ، ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻋﺮﺍﻗﻬﻢ ﻭﻃﻮﺍﺋﻔﻬﻢ ﻳﻨﺤﻨﻮﻥ
ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺰﺗﻬﺎ ﻭﺷﻤﻮﺧﻬﺎ، ﻓﻲ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻭﺍﻥ ﻫﺒﺖ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺒﻄﺊ ﺷﺪﻳﺪ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﺩﻡ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﺘﺘﺴﺎﺭﻉ ﺑﻤﻌﺪﻻﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍ، ﻣﻘﺘﻠﻌﺔ ﻭﻛﺎﺳﺮﺓ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺭﺩﻱﺀ، ﻣﻠﺒﺒﺔ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﺮﺍﻕ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﻟﻤﺼﺎﻑ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات