مقدمة :
لا يخفي على كثيرين قلة الباحثين في مجال العلاقة بين الدين والعشيرة والمرجعية التي تعتبر محورا في تنظيم هذه العلاقة ,, ولربما يكون بعد الباحثين عن الحس العشائري وميدانية العمل اضافة الى خلل في فهم دور المرجعية في الذهنية العشائرية وارتباطها تاريخيا بمفهوم القيادة والفتوى التي كانت ولا زالت وان بشكل اقل للمرجع ,, اذ دخل على الخط (السياسي الديني) مع دخول رجال الدين لمعترك السياسة ,, ان محاولة تفكيك الذهنية العشائرية العراقية والتي هي غالبا لا زالت تحتفظ بسماتها التي تحدث عنها الكثير من الباحثين في مجال التاريخ والسسوسولوجيا التاريخية ,, والمفهوم الاجتماعي و الانتولوجي وان كان الكثير من هؤلاء الباحثين بعيدين عن الحس العشائري الذي تقتضيه جدلية فهم ابعاد العقلية الفردية والجمعية للشخصية العشائرية ,,, لقد حاول كتاب كثر امثال الدكتوعلي الوردي وحنا بطاطو وسيارالجميل وغيرهم مزج البعد التاريخي والجغرافي وتاثير الثيولوجي الديني في صياغة منظومة العشيرة العراقية ,, وقد تكون ازمة المصطلح هي احدى اشكاليات البحث السسولوجي ,, حيث هنالك خلط في المفاهيم بين مصطلح القبيلة والعشيرة في Terminology ترمنولوجي المصطلح ,, حيث ان مفهوم العشيرة هي الاقرب للتعبير عن واقع الوحدات السكانية الريفية او التي سكنت المدن حديثا في العراق حيث ان مفهوم العشيرة مرتبط بالوعي الجمعي العراقي بترابطات نسبية تقتضي عادات واعراف وراثية وطباع او ميزات تظل العشيرة محتفظة بصفاتها سواء تغير العامل المكاني او الزمني , لقد تميزت عشائر معروفة بانها تمتهن السرقة وقد حافظت على سماتها هذه حتى بعد استيطانها في المدن وقد لاحظ العراقيون هذه في ازمة انفلات السلطة بعد الاحتلال او حتى ايام انتفاضة 1991 في الجنوب والفرات الاوسط وحافظت عشائر اخرى من الجنوب والغرب بسماتها العنفية والنزعة الى القتل Lust Murder ) ) كما في بعض عشائر الغرب العراقي وبعض عشائر الاهوار ولربما تكون صفات ايجابية اخرى ظلت ملازمة للعشيرة في شيزوفرينا غريبة رسمت الشخصية العشائرية التي ظلت تحتفظ بالمقدس الديني وتبني عليه مفاهيمها في الخيارات السياسية او مفترقات الطرق خاصة الطائفية كما راينا في انتخابات 2005 والتصويت للدستور وانتخابات 2010 والاستجابة المطلقة لراي المفتين من اهل السنة في مقاطعة انتخابات 2005 وفي التظاهرات الحالية التي برز فيها البعد الديني الطائفي ,, ان جدلية العلاقة بين الفقيه والعشيرة كوحدة اجتماعية (Social unit) تطورت بشكل كبير وملحوظ اثر الامتزاج الثلاثي بين رجل الدين – السياسي – شيخ العشيرة حيث اصبح هنالك عنصر وسيط يمثل حلقة الربط بين رجل العشيرة والفقيه وهنا نحن لسنا بصدد عمل بارومترات لشدة تاثير اي منهما ,, ولكننا ننحو الى استقراء علاقة جديدة تمثل محور تفكير الذهن العشائري ,, في المرحلة الحالية تبرز مفاهيم جديدة لتراكبية الوعي بين المسبق الديني الوراثي والحاجة الآنية لرجل الدين السياسي ,,لقد ساهمنا بمشروع كتبنا بعضا من الرؤى حول ابجدياته حول تحويل العلاقة بين الفقيه والعشيرة الى علائقية او (تبادلية شراكة) وليس تبعية ,,, والشراكة ليست نابعة من المفهوم التقليدي في صياغة الحكم الفقهي الذي يستطيل به الفقيه للاستحواذ على الوعي الجمعي للعشيرة دون ان يدرك تناقضية الزمان والمكان المعاصر الذي جعل من النظام العشائري متذبذبا في تبني مفهوم ديني محدد او ثيوقراطية يتم الانقياد الاعمى لها كما هو توقع الفقيه ,, ان نموذج الراي الشعبي المحدد باعمدة يطرحها الفقيه كثوابت لمصفوفة الحركة العشائرية حيث مهما تغيرت المخرجات التفاعلية لعملية تفاعل العشيرة مع السياسي الديني يبقى نموذج القيم العشائرية المتوافقة مع الدين ثابتة لا تتغير والنموذج الذي نرى ان المرجعية العليا في العراق تتبناه يندرج ضمن هيكلية اوStructural استطاعت ان تطوق اي انفلات للعشيرة عن اطارها او محددها الديني وهذه هي الشراكة او التبادلية التي نفترض ان على الفقيه ان يسير عليها والتي نامل من فقهاء يتصدون للحالة العراقية ان ينتبهوا لها….
نقيب الاشراف العباسيين الهاشميين
الامين العام لمؤسسة ينبوع الكوثر للاعلام
* رئيس تحرير صحيفة الكوثر
نقيب العباسيين http://www.facebook.com/profile.php?id=100003837861895
https://www.facebook.com/haider.alabbasi