23 ديسمبر، 2024 1:38 م

المرجعية.. والماضي الفاشل.. باسم الدين.. باگونة الحرامية..والمسير إلى الوراء

المرجعية.. والماضي الفاشل.. باسم الدين.. باگونة الحرامية..والمسير إلى الوراء

مما لاشك فيه إن هدير أصوات الجماهير المنتفضة اقلق وإربك المرجعية الانتهازية باعتبارها الراعي والداعم والمحامي الرئيسي للحكومات التي توالت على حكم العراق، والتي أصبح برانيها كعبة يحج إليه ساسة الفساد، فضلا عن رموز الاحتلال وعلى رأسهم المحتل الأشرس إيران، مما دفعها نحو الإسراع إلى ركوب الموج وذر الرماد على العيون وامتصاص غضب الجماهير من خلال إصدار خطابات انتهازية لاتسمن  ولا تغني، حتى لا تسير رياح التظاهرات بما لا تشتهيه سفنها، مع تسخير ماكينتها الإعلامية وغيرها من وسائل الإعلام العاهر لتلميع وتزويق صورتها التي مزقها شعار التظاهرات:{{باسم الدين.. باگونة الحرامية}}،من خلال سرقة جهود المتظاهرين وإلصاقها بالمرجعية.
ومع تصاعد الزخم والغضب الجماهيري على الفاسدين تسارع المرجعية بإتخاذ خطوات انتهازية تماشي التطورات في ساحات التظاهر، ففي خطبة الجمعة 14/8/2015، ظهرت في موضع لا يحسد عليه إذ راحت تستعرض مواقفها الفاشلة الإعلامية النفاقية خلال السنوات الماضية، للنأي بنفسها عن دائرة الاتهام الشرعي والمنطفي في تحملها مسؤولية تسلط الفساد وزمرته حيث قالت على عبد المهدي الكربلائي ما نصه : إن مكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية كانت من أهم هواجس المرجعية الدينية العليا منذ السنوات الأولى من تغيير النظام، معرجة على ما صدر منها في ايلول عام 2006م وبعد تشكيل الحكومة حول  تأكيدها على مكافحة الفساد وسوء استغلال السلطة.
أليس هذا اعتراف واضح وصريح من المرجعية بان الفساد كان موجودا منذ سقوط النظام واحتلال العراق الذي حرَّمت مقاومته باركته وشرعته وما رشح منه من قبح وظلم وفساد وحكومات وسياسات طائفية فاسدة، وعليه فهي تتحمل المسؤولية الرئيسة في كل ما جرى ويجري، فكيف يمكن للجاهل فضلا عن العاقل أن يوفَّق ويجمع بين زعم المرجعية إنها كانت جادة في دعوتها لمكافحة الفساد منذ سقوط النظام السابق !!!،وبين أوامرها التي ألزمت الناس بانتخاب  قوائم وأحزاب وكتل وشخوص الفساد ” 1169″ و” 555 “؟!!!!!، حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له.
من المضحك المبكي أنها تتبجح في ما صدر منها في  أيلول 2006 بعد تشكيل الحكومة،من إنها تدعو للقضاء على الفساد وإنها ستراقب أداءها، فما الذي فعلته المرجعية أمام تفاقم الفساد والظلم بصورة مهولة، غير الصمت والسكوت وتخدير الشعب بحجة المذهب والبعثية والوهابية، وبقيت هي الراعي والمبارك والمدافع عن حكومات الفساد وكتلها وأحزابها السياسية المتنفذة والمتسلطة الفاسد الطائفية، ولم يحاسب أو يحاكم أي فساد وفاسد، والقضاء كان ولا يزال خاضع مسيَّس يعشعش فيه الفساد، بل إنها كانت تعيش حالة غزل وغرام مع المالكي الذي كشف عن ذاك الغرام بينه وبين المرجعية حينما صرح أن السيستاني يحبه ويحترمه ويرى فيه رجل دولة، الأمر الذي لم تنفه المرجعية إلى يومنا هذا.
 ولم يتوقف دعم المرجعية للفساد والمفسدين إلى هذا الحد بل إنها أجهضت التظاهرات العارمة التي كادت أن تطيح بزمر الفساد ورأسه لولا فتواها التي حرمت التظاهر، لتبقي على سرطان الفساد ينخر في جسد العراق وشعبه، فضلا عن سياسة القتل والتمييز والتهجير، فعن أي تحذير ومكافحة للفساد تتحدث المرجعية،وهي من أسست له وباركته وشرعته ودعمته ودافعت عنه، فكل ما جرى كان تحت مظلتها وعباءتها كما أشار إلى ذلك المرجع العراقي الصرخي مجددا في اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية حيث أوضح فيه: أنّ المرجعية قد جعلها الجميع فزاعة يستخدمونها متى شاؤوا، مثلما استخدموها في الانتخابات، ومثلما استخدموها ضد بعضهم البعض حين تفرقت قائمتهم الكبيرة، فأشاعوا للمرجعية بأنّ هذه الجهة الحكومية تدعم المكتب، من أجل ضرب هذه الجهة عند المرجعية.