23 ديسمبر، 2024 3:14 م

المرجعية والقوى السياسية

المرجعية والقوى السياسية

اتباع المذهب الجعفري يستندون في امورهم الشرعية والحياتية الى المرجعية الدينية،وتعد هي القيادة الشرعية في نظرهم، وموقع المرجع لدى الشيعة بمقام نائب الامام المعصوم في عصر الغيبة،وهذه النيابة تضيق وتتسع وفق مدرستين يستقطبان الاغلبية من الشيعة، وفي العادة بغض النظر عن تبعية المرجع لأي من المدرستين يلجأ الشيعة اليه في معظم امورهم الحياتية، وفي التاريخ امثلة عديدة على ذلك، وربما هذا يبرر سهولة القيادة والسيطرة في الشارع الشيعي على خلاف  المذاهب الاخرى، وقد نجح مراجع الشيعة  في قيادة المجتمع الشيعي في الكثير من المراحل الحساسة والخطيرة.
 ولعل انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام روح الله الموسوي الخميني(قدس) ورجال الدين في بناء الجمهورية الاسلامية، التي غدت اليوم مفخرة للأمة الاسلامية بصورة عامة، من خلال وقوفها بوجه الطاغوت الامريكي الصهيوني الغربي، ودعم حركات التحرر في لبنان وفلسطين، وامتلاك ناصية العلوم والتقدم التكنلوجي، دليل واضح وجلي عن دور وتأثير المرجعية.
    وأيضا في العراق بعد انهيار الانظام البعثي الصدامي، كانت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ممثلة بالإمام السيستاني قطب الرحى في قيادة المجتمع وبناء اسس الدولة، من خلال وقوفها بوجه المشروع الامريكي ابتدأ بالمطالبة بالانتخابات، وتشكيل لجنة منتخبة لكتابة الدستور،وتدخلها في معظم الاحداث التي مرت بها العملية السياسة وفي الملف الامني وقيادة المقاومة السلمية للمحتل، وابرزها موقف المرجعية في احداث النجف وفي عملية صولة الفرسان، وغيرها من المواقف التي اجبرت المحتل على الانسحاب وباعتراف القيادات الامريكية، وموقع المرجعيه هذا دفع الكثير من القوى السياسية الشيعية الى ادعاء قربها والتزامها بالمرجعية وتوجيهاتها،ولكي نستدل على اي تيار فعلا هو يمثل المرجعية ويسير على نهجها،لنستعرض علاقة هذه القوى بالمرجعية العليا.
   فهناك قوى اعلنت الحرب العلنية على المرجعية، وقوى اخرى لها مرجعيات داخل العراق ربما للمرجعية رأي فيها، ولدينا قوى لديها مرجعيات خارج العراق(ولا نعني ولاية الفقيه)، وكذا هناك قوى وضعت حد فاصل بينها وبين المرجعية وعلاقتها بقرارها السياسي، وهناك قوى (ادعت) التزامها بالمرجعية كأساس في عملها،وعدت مخالفة اوامرها ينافي نهجمها وعملها السياسي، ومن هذه القوى تيار شهيد المحراب الذي (ادعى) التزامه حرفيا بما توصي به المرجعية.
   و مواقف السيد عبدالعزيز الحكيم(قدس) في مرحلة تأسيس العملية السياسية وتواصله شبه اليومي مع مكتب السيد السيستاني لنقل مجريات الاحداث السياسية وتلقي التوجيهات، وأيضا امتناع سماحة السيد الحكيم عن نقل اي مقترح او رسالة من ممثليه الامم المتحدة الى السيد السيستاني عندما عرض عليه الاخضر الابراهيمي مقترح عن الية لإجراء الانتخابات فقال له السيد الحكيم (انا امثل المرجعية أمامكم.. ولا امثلكم امام المرجعية)، وكذا امتثال المجلس الاعلى لرغبات وتوجيهات المرجعية، وتنازله عن استحقاقة لغرض تشكيل قائمة الائتلاف العراقي الموحد نزولا عند رغبة المرجعية، وكذا استقالة السيد عادل عبدالمهدي عن منصب نائب رئيس الجمهورية امتثال لرفض المرجعية  استحداث مناصب زائدة في الحكومة،عندما استحدث منصب نائب ثالث لرئيس الجمهوريه! وأيضا المرجعية انتقدت اكثر القوى السياسية الممثلة للشيعة سواء في الحكومة او البرلمان،في حين نقل عن المرجعية اشادتها بقيادة تيار شهيد المحراب في اكثر من مناسبة،وعلى الاقل ان المرجعية لم توجه نقد لتيار شهيد المحراب عندما تنتقد الحكومة على منبر الجمعة بشكل اسبوعي تقريبا، لكون تيار شهيد المحراب غير مشارك في الحكومة وليس جزء منها، ونخلص ان كل المعطيات تقول ان تيار شهيد المحراب هو بحق جناح المرجعية السياسي وممثلها في العملية السياسية بلا منازع.