في لحظة انزلاق الأمة, نحو حفرة الوحل الكبيرة, التي أوجدها الزمن, ينبري رجال الأمة لإنقاذها , كما حصل أيام يزيد, عندما سعى لتدمير بناء الرسالة المحمدية, عبر سياسة تسفيه وعي الأمة, وشراء الذمم, ومحاربة الأخيار, وقمع الحريات, وسعى بمخططه لتحقيق حلم جده, وأساس حربه تدمير أخلاق الأمة, لكن لم ينته الأمر هكذا, بل انبرى الإمام الحسين (عليه السلام), للوقوف بوجه يزيد ومخططه, فنهض لإصلاح حال الأمة.
وتم الإصلاح الحسيني, ونجت الأمة مما خطط لها, عبر ترسيخ قيم الإيثار والتكافل وحفظ الأمانة, في وعي الأمة.
في العقود الأخيرة, كان التخطيط دقيقاً, لتدمير الأمة عبر المساس بمنظومتها الأخلاقية, فنشبت الحروب والأزمات الاقتصادية, التي تؤثر عميقا في المجتمعات, حيث تدفع لظهور سلوكيات تختلف مع ما كان سائدا, نتيجة ضغط العامل الاقتصادي على العراقيين , بالإضافة لعاملي الترهيب والقلق الدائم الذي تعيشه الأمة, بفعل النظام الطاغوتي, الذي سخر إمكاناته, للنيل من وعي الأمة وشخصيتها.
جاءت الهجمة العولمة, لتزيل الحصون بين الثقافات, ويصبح العالم قرية صغيرة, الكل يعرض بضاعته, والقبول للأفضل, وبما إن الغرب يملكون الوسائل والتقنيات الأفضل, أصبح المثال الغربي هو الذي يروج له, ليسود الأمم, إنسان هادف لمصالحه الخاصة, بعيد عن القيم, إنسان منعدم الجذور, لا يرتبط بماضي الأمة, مما اوجد أجيال غريبة, صفتها الفوضوية وتحمل أخلاق الغابة, حيث تحمل ابرز سيئتين, البقاء للأقوى, والغاية تبرر الوسيلة.
عاملان كبيران في التأثير, احدثا تغييرا كبيرا في السلوك اليومي, فالفساد والإرهاب وغياب الولاء, نتائج هذا السحق المستمر للقيم السامية.
المرجعية الصالحة وقفت بوجه الضغوطات, لتنتشل الأمة مما يراد بها من سوء, عبر سعيها للحفاظ على نسيج المجتمع من التفكك, وإرشادها الأبوي في الأزمات, كأنها ربان سفينة في يوم عاصفة هوجاء, فحاربت الفساد ووضعت علامات للمسير, في ما يصح وما لا يصح, للخروج من ابتلاءات الحاضر , وللخلاص من عاصفة الفوضى القيمة, التي أحدثت زلزالا لكل المعمورة, ووقفت بالضد من أي انحراف كبير, فكانت مواقفها موضع إشادة المنصفين.
التغيير كان شعار المرحلة, رفعته المرجعية لإسقاط الأصنام, التي دعمت الانبطاح إمام العاصفة, فالمرجعية شنت حربا ضد الانبطاحيين, الذين تقبلوا مخطط الأخر, وتخلقوا بأخلاق الغابة, ودعموا الفساد, وعملوا على الإفساد, اليوم على الإنسان الواعي إن يكون في خندق المرجعية, كي يتم الانتصار, لتعود الأمة معافاة, من إمراضها القيمية.
دوما حركة الرجال الصالحون, تكون زمناً للتمحيص, عندها يعرف الإنسان موقعه, والفرصة مازالت قائمة للتصحيح.