ما من شك أنه يوجد فرق بين الجريمة المنفردة والعرضية والتي لا تشكل إلا نسبة ضئيلة تنسب فقط لمرتكبها ويُحمّل مسؤوليتها دون الأعلى منه بصفة المؤسس والراعي والمسئول وخصوصا إذ ما وقف هذا المؤسس والراعي أو الداعم والمسئول موقفا حازماً رافضاً معاقباً , أقول يوجد فرق بينها وبين الجريمة المُمنهجة المتكثرة المتأصلة المتكررة بالمجموع والأصل والسلوك والبشعة بصورتها ونوعيتها وهذه مسؤوليتها تحمّل للطرفين معاً عل حد سواء وليس على مرتكبها فقط بل أن المؤسس والراعي والداعم والقائد لهذه المجموع المرتكب للجرائم بمنهجية ونوعية وصور متعددة يتحمل الجزء الأكبر من المسئولية الشرعية والوضعية وخصوصاً إذ ما وقف هذا المؤسس أو المسئول موقف المتفرج الساكت والمبارك والمستمر بالرعاية والدعم ! فعقلاً لكل نتيجة مقدمات وحيثيات وأسباب وتداعيات عيناً كالعلة والمعلول والسبب والمسبب وعليه فالتوقف عند النتيجة فقط وصفاً وقدحاً وذماً وبراءة لا يجلب الحل والخلاص ولا يكون ذو قيمة فاعلة على أرض الواقع الملتهب ,
ومثالنا في الواقع الحاضر يوجد حشد ويوجد مفتي و مؤسس وداعم وراعي وقائد عام للقوات المسلحة , وتوجد جرائم ترتكب من قبل الحشد بحق الأبرياء والعزل قتل وتمثيل وحرق واعتقالات وتعذيب وإذلال وسلب ونهب وتهجير وتنكيل وتشفي طائفي مذهبي وبحق أماكن العبادة هذه الجرائم مُمنهجة كثيرة متكررة متأصلة كسلوك وتطبيق لمفاهيم تُدرس وتُلقن وتحشى ليلاً ونهاراً , أليس من الشجاعة والإنصاف والعدل أن يكون المؤسس والمفتي والداعم والراعي والقائد سبباً ومسئولاً و مداناً و شريكاً متورطا وأكثر شراً ! فلماذا تصمت الأفواه وتنكسر الأقلام وتمضغ الألسن على حساب العراق ووحدته وعلى حساب دماء الأبرياء وعلى حساب الفتنة التي لا تبقي ولا تذر ولا نرى من يحاسبهم أو ينتقدهم ويحملهم مسئولية ما يجري من جرائم , فنفس المؤسسة الدينية والمرجعية التي أصدرت فتاواها للتحشيد أرهبت الناس وأحتجت عليهم بقوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) إذا لم يتوجهوا ويلبوا نداء المرجعية بانتخاب ساسة اليوم الذين سعوا في الأرض فسادا وأهلكوا الحرث والنسل ! وهذه ترد عليهم ويتجرعون من نفس الكأس ومن لسانهم ندينهم ونقول
(المرجعية والحكومة … وقفوهم إنهم مسئولون عن الحشد وجرائمه ) ! نقولها بكل إيمان ويقين وصدق وشجاعة وطاعة واستعداد للوقوف بين يدي الله تعالى فأننا مسئولون أيضاً إذ ما قلنا بمسؤولية المرجعية والحكومة على الحشد وجرائمه , وفي هذه الحياة الدنيا نبتغي الوصول إلى الحلول الناجعة الجذرية والخلاص من أصل وسبب وأساس كل فتك وإجرام ودمار بحق العراق وشعبه الحبيب إستلهمنا هذا من المعين الذي لا ينضب والفكر النير والشجاعة الفائقة إستلهمنا هذا من المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الذي أشار في لقاءه الأخير مع جريدة العربي الجديد حيث قال (لا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة …… كونه بات جزءاً من المؤسسة العسكرية وتحت القائد العام للقوات المسلحة”. وقعت في المقدادية جريمة كبرى، وهي واحدة من مئات الجرائم التي وَقَعَت وتَقَعُ على العراقيّين. نؤكد إنّ كلَّ جريمةٍ وظلمٍ وانتهاكِ حُرماتٍ قبيحٌ ومحرّمٌ ومُدانٌ، ،سواء أصدر من الشيعي أم السني أو من المسلم أم غير المسلم؟”. ….. إنَّ الحديث عن الحشد وما يصدر عنه، لابد أن يستندَ ويتأصّلَ من كون الحشد، جزءاً من المؤسسة العسكرية وتحت سلطة رئيس الحكومة وقائد قواتها المسلحة، وقد تشكّل بأمر وفتوى المرجع السيستاني، ولا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة والمرجع وفتواه”…..من عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو اتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب
ونهب، وغيرها من دعاوى واتهامات، فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني، مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ”…….الواجب الديني والأخلاقي على الجميع تشخيص الأسباب ومعالجتها، وعدم اقتصار النظر وردود الأفعال على النتائج والجرائم حين وقوعها، فلا يصح ولا يجوز التغرير بأبنائنا وإيقاعهم ضحية الانتماء إلى حشدٍ طائفيّ أو تيارٍ تكفيري سنيٍّ وشيعيٍّ ، كما لا يجوز عندما تقع الجرائم أن نَصبَّ جام غضبنا وانتقادنا على أبنائنا المغرر بهم فقط ونترك الذين غرَّروا بِهم ، من الواضح إنّ هذا المنهج والسلوك لا يحل المشكلة بل يفاقمها “.