عندما تتهدم جسور الثقة بين المشاركين بالعملية السياسية؛ بسبب المحاصصة، وتسقط الهوية الوطنية، ويكون (الباج الحزبي) هو التعريف الشخصي للمواطن؛ يتحتم على كل مواطن التفكير 1000 مرة قبل إختياره من يمثله في البرلمان؛ لقد أصبح المعمم مثار سخرية عندما تقمص السراق دور الشيخ والسيد، لذا يجب أن تكون المرحلة المقبلة، مرحلة إنقلاب حقيقي لإخراج كل من سرق وأفسد وليقل الشعب مقاله.
لم تستطع الحكومات المتعاقبة، وضع إستراتيجية إقتصادية، وإصلاحات حقيقية سياسية كبيرة في الفترات الماضية؛ بسبب التدخلات والتداخلات والمحاصصة الحزبية، على الحكومة الآن التوجه بفتح باب الإستثمار والتبادل التجاري مع الدول، لتقليل العجز المالي، وتفعيل الإتفاقات السياسية لتعزيز الأمن.
تأجيج الفتنة الطائفية؛ ومحاولة قتل الروح الوطنية، وشق الصف الوطني تم عبر بث سموم التفرقة بواسطة رجال إستأجرتهم الدول الداعمة للإرهاب، وولجوا السياسة لإكمال مشوار البعث، الذي يحاول قادته العودة الى السلطة لتنفيذ مآربهم الخبيثة.
خضع العراق لتجربة تعدد الأحزاب؛ وهذه التجربة، جعلت من معظم العراقيين يتمنون عودة الطاغوت الأوحد؛ بسبب غياب أبسط مقومات الحياة، وإنعدام الأمن والخدمات، وإهدار ثروات البلاد، المعارك ضد داعش، دخلت مراحلها الأخيرة، والتي ستحدد مستقبل المنطقة ككل، وربما أبعد من ذلك، حيث نستطيع القول أن ما يحدث بدايةٌ لحرباً عالمية ثالثة متعددة المحاور، فالوعود التي يطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بتصفية داعش لا يصدقها جميع اللاعبين الأساسيين على الساحة السياسية الآن، حيث تحوم الشكوك حول النوايا الحقيقية، للحرب على داعش، والتي يُعتقد إنها عملية إستبدال لا أكثر.
لم تعد المرجعية الرشيدة بزعامة المرجع الأعلى (السيد علي السيستاني)؛ تثق بالكم السياسي، وتبحث الآن عن النوع الذي بإستطاعته إخراج العراق من (كارثة الإنهيار الإقتصادي والأمني)، في خطابها الفائت: أعربت المرجعية عن إمتعاضها الشديد بعدم الإهتمام لمطالب التغيير والإصلاح، وهذا الخطاب كان بمثابة، إطلاق رصاصة الرحمة بوجه كل اللاعبين السياسيين دون إستثناء، ونعتقد إن المرجعية ستفاجئ الجميع بمساندتها لحكومة تكنوقراط، قد تتشكل في أي لحظة بعيداً عن المحاصصة الحزبية.
كان الأجدر إحتواء المخلصين والمجاهدين وعدم تصفيتهم وتنحيتهم وإحالتهم على التقاعد؛ والذي حصل، من دوافع إنتقامية كان أمراً طبيعاً؛ بسبب الجهل السياسي، وغُلبة العاطفة، التي أججتها دولاً عادت العراق بسبب الحروب الصدامية، وقلة الخبرة السياسية وعدم ضبط النفس، وتفضيل المصالح الوطنية، على المصالح الفئوية والخاصة.
جميع المؤسسات العسكرية والمدنية، بكامل عددها وعدتها تم هيكلتها، بعد دخول القوات الأمريكية الى العراق وإنهاء الدولة العراقية، والحكومة مازالت غير قادرة على لملمة مكونات الشعب التي بعثرها السياسيين والمحاصصة الحزبية والطائفية، العراق بين مخالب الإرهاب وضعف السلطة؛ صِراعٌ يتواصل بين أبناء الشعب العراقي وأعداءه، بمباركة أيادٍ خارجية نجحت بكسب بعض المحسوبين على الوطن، وأيادٍ داخلية أوصلت الحال في العراق الى منعطفٍ خطيرٍ جداً.
مما تقدم نستطيع القول: إن من تسلموا السلطة وأدارة زمام الأمور في العراق؛ مازالوا يلفّون، داخل دوائر مغلقة، يبحثون عن مخرج للأزمات ولو كان صغيراً؛ بإنتظار البيان رقم “1” الذي سيخرج العراق من أزمته ونراه غير بعيد!