23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

المرجعية والاصلاحات .. فاقد الشيء لا يعطيه

المرجعية والاصلاحات .. فاقد الشيء لا يعطيه

لا يتوقع ابدا ان فاقد الشيء يمكن ان يعطيه .. بلى , هذه عبارة بالغة الحكمة .. والمرجعية عندما تنادي بالإصلاحات وتكرر انما لتركب الموجه ولتذر الرماد في العيون لان هدير المظاهرات وصل الى وكرها وهز عرشها من الجذور عندما قام اهالي النجف بإحاطة مكتب السيستاني وهم ينادون ( قشمرتنه المرجعية وانتخبنا السرسرية ) ما ادى الى قيام الحرس الخاص والمليشيات السيستانية بإطلاق النار على المتظاهرين . وكي تنقذ نفسها من المأزق الذي وقعت فيه كونها السبب الرئيس لوجود وتسلط عناصر المافيات السياسية الفاسدة التي تتحكم بمصير البلاد والعباد ودعوتها هذه الى اجراء اصلاحات لا تمثل الحقيقة بقدر ما تمثل النفاق الديني الواضح الذي يكاد يكون اوضح من الشمس في رابعة النهار فانت اذا اردت ان تتحكم بالجاهلين فحاول ان تبطن او تغلف الباطل بغلاف الدين والتدين لأنه من السهولة ان ينطلي الباطل ويصطبغ ويشتبه مع الحق والحقيقة وهكذا كان نهج فراعنة الدين في النجف التي لم يشهد تاريخ التشيع مثيلا لها من ناحية الشيطنة والغدر والفساد .. ان مدخل الاصلاحات الحقيقي يأتي بالتأكيد وبدون مواربة او شك من المصلح الحقيقي وليس من يدعي الاصلاح ولو تصفحنا التاريخ المنظور لهذه المرجعية لوجدنا انها كان لها الدور الكبير في ايصال هؤلاء المفسدين والظالمين الى سدة الحكم وطبعا ليس ذلك لأجل عيونهم السوداء بقدر ما لذلك من ثمن مدفوع مقدما في صالح هذه المرجعية وفي صالح قوى الظلم والتجبر , فقد افتت هذه المرجعية بوجوب انتخابهم خلال عدد دورات الانتخابات التي نظمت في العراق سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة وعن طريق وكلائها المنتشرين في انحاء العراق ثم قامت في انتخابات عام 2010 بتعطيل الحوزات قبل الانتخابات بعشرة ايام ليقوم طلبة السيستاني وجيش المعممين الطائفيين بالتثقيف في القرى والارياف والقصبات العراقية بوجوب انتخاب هؤلاء المفسدين واستخدمت الجوامع والحسينيات والمنابر الحسينية لغايتها هذه وقبل ذلك قامت هذه المرجعية بالدعوة والافتاء بوجوب الاستفتاء على دستور( برايمر ) المشؤوم المملوء بالألغام ومفاصل التقسيم والاقلمة واعترف اغلب السياسيين والمحللين ان هذا الدستور هو احد الاسباب الرئيسة لما يحدث ويجري في العراق من مآس وويلات وكوارث وهناك كثير من القضايا والموبقات التي ارتكبتها هذه المرجعية من خلالها وبواسطتها استشرى الفساد وتحت حمايتها تعملق الخونة والعملاء واللصوص وكانت فزاعة يخيف بها بعضهم البعض فكل من لديه موقف او عداء او دعوى او فضيحة يريد ان يثيرها على غيره فان ذلك المقابل يخيفه بالمرجعية فينسحب هذا

من دعواه ويضطر للتراجع يقول المرجع الصرخي في لقاء قناة التغيير (أنّ المرجعية قد جعلها الجميع فزاعة يستخدمونها متى شاؤوا، مثلما استخدموها في الانتخابات، ومثلما استخدموها ضد بعضهم البعض حين تفرقت قائمتهم الكبيرة، )) .. فالمرجعية في النجف هي من صنعت هؤلاء وكل ذلك خدمة لإيران و مشاريعها حتى فتوى الجهاد الكفائي كانت في حقيقتها لأجل مصالح ايران وليس لسواد عيون العراقيين المظلومين ولكن السؤال اذا كان كل ما فعلته المرجعية واضح جدا للقاصي والداني اذن لماذا الجميع يحاول ان يحتمي ويغرد باسمها او يسبح بحمدها ؟ لماذا لا ينتقد البعض هذه المرجعية حتى بعض العلمانيين تواطؤوا على هذا الامر ما هو السبب يقول المرجع الصرخي في بيان رقم 77 الموسوم ( الحركة الاصلاحية بين الايثار والانتهازية ) بتاريخ 2372011 ما نصه [(…… وعندما تتوفر الظروف لإظهار ما يرجع إلى منهج و نظريات المصلح و يكون إظهار ذلك خفيف المؤونة و كان في إظهاره الربح و المنفعة و الواجهة و السمعة مع عدم اي مضرة او مشقة فإن المجتمع و المرجع الصامت كلاهما يتسارعان و يتسابقان و يدفع أحدهما الآخر نحو تطبيق ذاك المنهج ظاهرا و هذا ما شاهدناه و لمسناه و عشناه في تصدي الحوزة و المرجعية الساكتة الصامتة للتصدي والعمل وكأنها هي صاحبة الولاية العامة ونظرياتها الاصلاحية التي تخالف فكرها ومنهجها و معتقدها الأصلي بل فعلت ذلك من أجل محاكاة و مجاراة المجتمع و كسب المنافع المالية و السمعة و الواجهة.. وكسب رضا السلطة الفاسدة او قوى محتلة كافرة ..))] .. ومن هنا فان تصريحات الاصلاح التي تنعق بها هذه المرجعية هي خديعة فاضحة وكذبة كبرى فهي في الاسبوع الثاني من تصريحاتها ارادت ان تحرف مطالب المتظاهرين والمتمثلة بمحاسبة الوزراء والسياسيين الفاسدين والطائفيين بان طالبت هذه المرجعية بمحاسبة واصلاح القضاء حتى تحاول لفت الانظار الى القضاء وحرف وتغيير مطالب المتظاهرين باعتبار ان هذا الامر اي القضاء ثانويا ثانويا لا يؤثر على السياسيين والعملية السياسية الفاسدة ولكن المتظاهرين كانوا اذكى من المرجعية واستمروا بمطالبهم بمحاسبة المفسدين والسراق والاصلاحات الحقيقية واخيرا فان هذه المرجعية في حقيقتها واصلها ليست اصلاحية ابدا , تاريخها يتحدث وممارساتها وفتاواها ونهجها ينطق بذلك انها ليست اصلاحية لا من قريب ولا من بعيد وبينها وبين الاصلاح بون شاسع كبعد السماء عن الارض فكيف تترجون من هكذا مرجعية هي اسوأ مرجعية شهدها تاريخ التشيع والاسلام .. يقول المرجع الصرخي في لقاء قناة التغيير ( أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ

منها إلى يوم الدين، )) كيف تترجون الاصلاح من هكذا مرجعية انتهازية فاقدة للإصلاح في نهجها واصلها وذاتها … وحتما ان فاقد الشيء لا يعطيه ..