23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

المرجعية لم تسند العبادي ابدا…..وتراقب مصير الفاسدين

المرجعية لم تسند العبادي ابدا…..وتراقب مصير الفاسدين

من غير المعقول ان يتصور احدا في يوم من الايام ان المرجعية الرشيدة ممكن ان تقف موقف المتفرج ازاء ما يحصل ويجري من فساد اداري ومالي في معظم مؤسسات الدولة وفي الرئاسات الثلاث خاصة. وان حقيقة ما تقوم به المرجعية في الوقت الحاضر هو المراقبة والترقب والانتظار لما تقوم به الحكومة ومسؤوليها.

فما تدخلت المرجعية طيلة السنين الماضية في شؤون الدولة والسلطات الثلاث لأنها تعرف مقدما انها ستكون محط انتقاد المحب والمعادي. نعم انها تعلم وعندها المعلومات الكافية بأنه هناك فسادا مستشريا ولكنها كانت دائما صبورة ومنتظرة ان تسير الامور باتجاهها الصحيح دون تدخل مباشر من قبلها لحساسية الوضع العراقي ومجتمعه.

في نفس الوقت تكون المرجعية موجودة عندما ترى ان الامور بدأت تنفلت وان هناك ضرورة لتدخلها كما حدث بفتواها الحكيمة والرائعة بموضوعة الحشد الشعبي حماية للعراق واراضيه واهله. وكذلك تدخلت المرجعية عند اعلان الحكومة قرب افلاسها بسبب الفساد وعند مطالبة الشعب بمحاسبة الفاسدين وازاحتهم. ما تدخلت المرجعية لتقحم نفسها في شؤون الحكومة ولكن قد بلغ السيل الزبى فوقفت بجانب مطالب الشعب لأنه اصبح هناك ضرورة فعلية لتدخلها. وما تدخلت المرجعية وساندت السيد حيدر العبادي اعجابا بشخصيته او قدراته ولكنه هو الشخص المسؤول امامها كونه رسميا هو رئيس الوزراء وهو من يجب ان تتعامل معه وهو من افرزته الانتخابات وهذا هو الموجود امامهم كما يقول المثل.

صدقوا حتى لو كان رئيس الوزراء سنيا او كرديا او من اي دين او مذهب او حزب او طائفة فأنها كانت ستتعامل معه بنفس الاسلوب وتسانده للقضاء على الفساد. فلا يجوز لأحد ان يتصور ان المرجعية تتفرج او تسند فاسدا او توصي ولو من بعيد بمجاملة الفاسدين. وكون المرجعية اعطت الضوء الاخضر للعبادي بالاصلاحات فهي من المؤكد تنتظر منه اصلاحا يزيح اولا رموز الفساد ورؤوسه الذين عنده المشهورين بفسادهم. ولن تقبل ان تكون المجاملات على اساس هذا من فلان عشيرة او فلان مذهب او طائفة او حزب او غيرها من المسميات فهي ابعد ما تكون عن ذلك.

فأن ساندت المرجعية العبادي فهي اكيد عند تصورها انه سيزيح الاسامي الفاشلة التي عنده والتي اثبتت فشلها لسنين طويلة والتي اصبح واضحا امام العالم انهم مسيطرون على اهم مؤسسات الدولة وخصوصا رئاسة الوزراء والامانة العامة التي اصبحت ورثا لعائلة معينة ولأناس فاشلين وفاسدين من الالف الى الياء.

وقد جاء كلام بأنه المرجعية يجب ان تتدخل مباشرة بضرب الفاسدين الثابت عليهم الفساد كما نشر ببعض الوثائق مثلا انه هناك احد المسؤولين المسنودين من المرجعية قد قام بالتلاعب في مسألة اراضي ومساحاتها وتغييرها لمنفعته الذاتية متجاوزا الضوابط وانه لا يزال موجود غي رئاسة الوزراء رغم فساده المثبت في الوثائق. نقول لكل هؤلاء المحتجون والمطالبون المرجعية بالتدخل بأنه اذا تدخلت المرجعية في هكذا امور فستتهم بالتالي بانها تدخلت في شؤون السلطات الثلاث واصبح هي الحاكم وهذا ما لا تريده لنفسها المرجعية الرشيدة و لذلك هي تنتظر اجراءات العبادي اتجاه هؤلاء.

دون ذكر اسامي معينة ومحددة حتى لا يكون الموضوع شخصيا لكننا نحذر السيد العبادي بأن المرجعية عالمة وعارفة من هم الفاسدون وتنتظر منك ان تكون قدر المسؤولية وان تخرج الفاسدين من حزبك وجماعتك ومن هم على رأس اهم المواقع الحكومية والذين لا تزال انت نفسك تعتمد عليهم وكأنهم ليسوا هم من كان ولا يزال على رأس القائمة الفاسدة لطيلة هذه السنين والادهى من ذلك تريد ان يقرر هؤلاء الشرذمه  مصير العراق و مستقبله.

صحيح انه ربما لا يوجد اثباتات كافية بفساد قسم كبير منهم رغم سرقاتهم الفلكية وفسادهم الاداري وانتهازيتهم وتبعيتهم الواضحة والمعلنة للأمريكان. ولكن هل ممكن ان تخبرنا يا عبادي كيف افلست خزينة الدولة غير ببركة هؤلاء ام انه تبخرت خيرات العراق وايراداته المالية بقدرة قادر؟! اكيد يجب ان يكون هنالك اسباب ومسببين وهذا ما تريده منك المرجعية الرشيدة وتنتظره بأن تكون قويا وجريئا وتزيح رؤوس الفساد عندك اولا حتى تستطيع ان تحاسب الاخرين وهم كثر جدا.

اصرارك يا عبادي على الفاسدين والفاشلين يعني انه سيكون فشلكم مضاعفا تربيعي اوتكعيبي او اكثر من ذلك وسيكون حسب راي بعض المحللين انتحارا سياسيا لكم ولو عند رأيي فهذا رأي شخصي طبعا ان السيد العبادي لم يكن في يوم من الايام كائنا سياسيا حيا بالمرة ولا ندري كيف شائت الظروف واصبح في هذا المنصب لولا تبعيته وولائه ومن حوله للأمريكان٬ فلذلك هو سوف لن ينتحر لأنه ما كان حيا و موجودا في المشهد السياسي اصلا اذ تحركه اطراف اقوى منه فلذلك لا نتأمل منه الكثير في اصلاحاته لأن امره ليس بيده.

وتبعا لذلك نحن ربما سنكون منتظرين لتدخل اضطراري للمرجعية الرشيدة لما سيستجد من امور اعلى من قابلية العبادي لسيطرة من حوله عليه. وانه لمن سخرية القدر ان تكون رؤوس الفساد التي تحوم حول العبادي هم اعداء الحشد الشعبي الذي باركت به المرجعية وهم انفسهم من ينتظر سقوط العبادي ليحلوا محله. وحاشى لله ان تقبل المرجعية بهكذا نماذج او تبارك لهؤلاء الحثالة الفاسدين ولكنها تنتظر اجراءات العبادي حيالهم تطبيقا لخطبته في امريكا بأنه سيقتلع الفاسدين فليبدأ بمن حوله المشهورين بفسادهم وان لا يكون كلامه للاعلام فقط.