8 أبريل، 2024 8:23 ص
Search
Close this search box.

المرجعية في مذهب الشيعة….اين الحلقة المفقودة؟!‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

توجد في عالمنا اﻻسلامي اليوم،مرجعيتان للمسلمين،مرجعية اهل السنة والجماعة، ومرجعية الشيعة اﻻمامية اﻻثناعشرية،ولكل من المرجعيتين جذور عقائدية،فمرجعية اهل السنة اتخذت من الصحابة جميعا مرجعا لها وجذرا عقائديا ترتكز اليه،استنادا الى نظرية عدالة الصحابة جميعا المطلقة التي ظهرت بشكلها العملي في زمن خلافة الطلقاء من بني امية،وطبق هذه النظرية يتساوى الصحابة فلا فارق بين الصحابة المنافقين والذين لعنهم رسول الله صلى لله عليه وآله، منهم الذين تخلفوا عن جيش اسامة وابوسفيان واوﻻده والحكم بن العاص طريد الرسول اﻻعظم،وبين الصحابة الذين ابلوا بلاءا حسنا وآزروا الرسول اﻻعظم،فطبق نظرية عدالة الصحابة عند السنة ﻻفرق بين الصحابي الجليل عماربن ياسر والصحابي الماكر عمروبن العاص؟!
اما الشيعة اﻻمامية فقد اتخذوا مرجعية لهم، القرآن الكريم و آل البيت عليهم السلام،ومارواه ثقاة
الصحابة عن رسول الله صلى لله عليه وآله،في جميع ماجاء به اﻻسلام من اصول وفروع،فقد ورد عن الرسول اﻻعظم:(انا مدينة العلم وعلي بابها ومن اراد المدينة فليأتها من بابها) كذا قوله صلى لله عليه وآله:(اني تارك فيكم الثقلين كتاب لله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا).
ان الجذر العقائدي للمرجعية في مذهب التشيع سيتند الى جملة من اﻻحاديث الشريفة الواردة عن آل البيت منها:
1-عن رسول الله صلى الله عليه وآله:(علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) وقوله ايضا: (اللهم ارحم خلفائي ثلاثا،قيل ومن خلفاؤكم يارسول لله؟قال:الذين يأتون من بعدي ويعلمون الناس حديثي وسنتي)
2-عن اﻻمام الحسن العسكري عليه السلام:(من كان من الفقهاء صائنا لنفسه،حافظا لدينه،مخالفا لهواه،مطيعا ﻷمر موﻻه،فللعوام ان يقلدوه).
3-وورد حديث عن صاحب اﻻمر ارواحنا فداه-يسمى حديث الناحية-(واما الحوادث الواقعة فآرجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة لله على الناس)ويشير مضمون الحديث الى المستجدات،وليس المستجدات احكام الفروع من الصلاة والصيام والحج،فهذه احكامها معروفة،وليس للانسان المسلم اليوم ان يسأل عن وجوب الصلاة وعدمه،بل المستجدات التي تتعلق بنظام المجتمع  ومايطرأ او يحدث من حوادث وقضايا تتعلق بكرامة وعزة واستقلال وحرية المسلمين،ﻻبد من بيان الحكم الشرعي فيما يتعلق بالجانب السياسي او اﻻقتصادي او اﻻمني والثقافي،ﻷننا نعتقد ان اﻻسلام دين متكامل ﻻنقص فيه ضامن لكل حقوق اﻻنسان وقابل للتطبيق في كل زمان ومكان عندما تتوفر اﻻرضية وتقام الحجة،وليس كما ذهب بعض الذين ﻻيفقهون من اﻻسلام حرفا في ان اﻻسلام دين طقوس عبادية فردية ﻻربط له بالسياسة وادارة شؤون المسلمين.
اذن المرجعية ذات جذر عقائدي ومن ضرورات اﻻسلام،وليست كما يتفلسف بعض الناس في هذا الجانب،بلا علم وﻻحجة وﻻدليل.
ان مرجعية الشيعة اﻻمامية ليست منصبا اكاديميا،بل هي منصب رباني ﻻيتبوءه اﻻ من حاز صفات عالية من العلم والتقوى والورع والزهد والصبر والتخلي عن الهوى واﻻنا والعنصرية، ويحاول بعض السفهاء اقحام الجانب العنصري في مقام المرجعية العليا، وبنظر اهل العلم والعقلاء  فان هؤﻻء يمثلون الطابور الخامس الذي هدفه التخريب واثارة الفتنة،فقاعدة التفاضل في اﻻسلام هي قاعدة معنوية(ان اكرمكم عند لله اتقاكم) ولم يقل النص القرأني ان اكرمكم من كان عربيا فقط؟فثلاثةمن ائمةالمذاهب اﻻريعة من الفرس،وخمسة من اصحاب الصحاح من الفرس!
ذكر الشيخ النعماني حفظه لله في كتابه سنوات المحنة وايام الحصار:(ان الشيخ عيسى الخاقاني جاء مبعوثا من قبل صدام الى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر،ليساومه في انه طرح عليه انك المرجع العربي الوحيد والقيادة مستعدة ان تدعمك بشتى انواع الدعم بمجرد ان تتراجع عن مواقغك؟فأجابه السيد الشهيدالصدر قائلا:الحوزة العلمية فيها العراقي واﻻيراني واﻻفغاني والباكستاني،فأيهم توفرت فيه شروط المرجعية هو مرجع اﻻمة).
ان الحلقة المفقودة هي الجهل والنظرة العنصرية والحقد والحسد والمصالح الخاصة والتي كانت سببا فيما وصل اليه الوضع في العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب